مكانة الزكاة في الاسلام

مكانة الزكاة في الاسلام 

مكانة الزكاة في الاسلام ، من المواضيع المهمة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، والزّكاة هو ركن من أركان الإسلام وأعمدته، الذي لا يمكن لمجتمعٍ أن يقوم من دون تحقيق التّكافل الاجتماعي فيه، والذي يُساهم في إعداد دوّلةٍ قويةٍ قادرةً على مواجهة أعدائها، لذا نعرض عبر موقع محتويات مكانة الزكاة في الإسلام.

تعريف الزكاة لغة واصطلاحا

الزّكاة في اللغة هي من مصدر (زكا) الشيء إذا نما وزاد، فالزّكاة هي البركة والنّماء والتّطهر والصّلاح، وأمّا الزّكاةُ من النّاحية الاصطلاحية فهي مقدارٌ من المال التي فرضها الله للمستحقين، من الفقراء والمساكين وغيرهم فيمن تجب فيها الزّكاة، وقد شُرعت الزّكاة لحِكَمٍ كثيرة، منها أنّها دليلٌ على صحة إسلام المرء وإيمانه بأحكام الله-تعالى- والزّكاة تطهّر نفس المسلم من الشّح والبُخل، وفي الزّكاة تقضي حوائج المحتاجين، وتعفّهم عن السّؤال، وفي الزّكاة بركةٌ في المال وزيادةٌ فيها، وبالتّالي حصول الأجر والثواب منه سبحانه، وقد أسمى الله-تعالى- الزّكاة بالصّدقة،[1] حيث قال تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}.

اقرأ أيضًا: كيف تحسب الزكاة إسلام ويب

مكانة الزكاة في الاسلام

إن لفريضة الزكاة أهمية عظيمة كونها ذكرت في الآيات القرآنية والسنة النبوية، فهي تطهر الإنسان،  وفيما يأتي بيان الآيات الدالة على مكانة الزكاة:

  • قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
  • قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
  • قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.

حكم الزكاة

الزكاة فريضةٌ عظيمة من فرائض الإسلام، وقد تَظاهرتْ على وجوبها دلائلُ الكتاب والسُّنة والإجماع؛ قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وثبتَ في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان“.

وأجمع المسلمون على رُكنيَّتها وفرضيَّتها، وصار أمرًا مقطوعًا به، معلومًا من الدِّين بالضرورة؛ حيث يُستغنَى عن الاحتجاج له، فمَن أنْكَر وجوبها مع عِلْمه بها، فهو كافر خارجٌ عن الإسلام، ومَن أقرَّ بها ولكنْ بَخِل بها أو انتقصَ منها، فهو من الظالمين المستحقِّين للعقوبة والنَّكال بما يردعه ويزجر غيره عن البُخْل بها، وتُؤخذ منه قَهْرًا ولو بالمقاتَلة، وقد أكثَرَ تعالى من ذِكْر الزكاة في كتابه، وقَرَنها بالصلاة فيما لا يقلُّ عن ثمانين موضعًا، وكفَى بذلك تنبيهًا على عِظَم شأنها من الدِّين، وتأكيد اتِّصالها بالصلاة؛ حتى روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “مَن لَم يُزكِّ، فلا صلاة له”.[2]

اقرأ أيضاً: كيفية حساب زكاة المال بالريال السعودي

الأموال التي تجب فيها الزكاة

المال هو كلّ ما يملكه الإنسان من متاعٍ يرغب باقتنائه، فالأموال التي تجب فيها الزّكاة، هي:

  • الذّهب والفضّة: حيث قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.
  • الزروع والثماروقد أورد الله -تعالى- في كتابه حيث قال: {كلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}.
  • عروض التّجارة: وهي أي أموالٍ مُعدّة للتّجارة والكسب.
  • الأنعام: وهي الإبل والبقر والغنم.

اقرأ أيضًا: هل تجب الزكاة في البقر

الأصناف التي تجب لهم الزكاة

أجاب المقال سابقًا عن سؤالٍ هل تجب الزكاة في البيوت المعدة للسكن، وتحدّث عن الأموال التي تجب فيها الزّكاة، وأمّا الأصناف التي تجب لهم الزّكاة، حيث قال الله -تعالى- فيهم {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} وهذه الأصناف هي:

  • الفقراء والمساكين: فهنالك فرقٌ يسيرٌ بي الفقير والمسكين، فالفقير هو من لا يجدُ شيئًا، أو لا يجد كفايته أقلّ من نصفها، وأمّا المسكين فهو من يجدُ أكثر من نصف حاجته؛ لذلك بدأ الله-تعالى- به في الآية؛ لأنّه أشدّ حاجة من المسكين.
  • العاملون على الزكاة: وهم كل من يعملون ويشتغلون في الزّكاة، سواءً حصّلها، أو راعاها، أو كاتبها، أو غير ذلك، فيعطون  أجرةٌ لأعمالهم فيها.
  • المؤلفة قلوبهم:  والمؤلّف قلبه هو من دخل إلى الإسلام، دون أن يثبت الإسلام في قلبه ونفسه، فكان إيمانه ضعيفًا وهشًا، وقيل هم أصحاب قوة ومؤثرون في قومهم، فيُعطوا من المال حتى لاستمالتهم وتثبيتهم على الدّين.
  • الرّقاب: هم العبيد الذين كانت رِقابهم تحت ملوكٍ اشتروهم، فيحصلون على الزّكاة لفكّ رقابهم.
  • الغارمين: الغارم هو الشّخص الذي عليه دينٌ ولا يستطيع أن يُؤدّيه، فهذا يُعطى من الزّكاة حتى يسدَّ ديَنه.
  • المجاهد في سبيل اللّه: فيُعطى المجاهدون في سبيل الله حتى يعينوهم على القتال، بتوفير السّلاح، والمونة لهم ولعيالهم.
  • ابن السّبيل: وهو المُسافر الذي انقطع في سفره عن ماله، ولم يملك شيئًا ليُكمل سفره، فهذا يعطي حتى يصل إلى بيته.

اقرأ أيضًا: شروط وجوب الزكاة في عروض التجارة

عقوبة مانع الزكاة

رتّب الله-تعالى- العقوبة الشّديدة لمانع الزّكاة في الدّنيا والآخرة، فقد أورد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحاديثًا كثيرة في ذِكر العذاب المُترتّب على مانع الزكاة، ومنها:

  • روى الشيخان عن عبد الله ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين وهي جمع سنة وهي المجاعة والقحط ).
  • روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ – يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ – ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلا: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

إلى هنا نكون قد بينا مكانة الزكاة في الاسلام، كما بينا حكم الزكاة في الإسلام، وقد تبين أنّه ركن رئيس شرعه الله على أصحاب الأموال، كما بينا في هذا المقال الأصناف التي تُعطى لها الزكاة.

المراجع

  1. ^ islamway.net , فريضة الزكاة , 20/03/2024
  2. ^ alukah.net , حكم الزكاة , 20/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *