من أمثلة تعبيد الأسماء لغير الله

من أمثلة تعبيد الأسماء لغير الله

من أمثلة تعبيد الأسماء لغير الله كثيرة ومتنوعة تعددت الأسماء واختلفت منها ما يدل على عباده الله عز وجل، كعبد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز، ومنها ما يدل على عبادة غيره كعبد النبي وعبد الحسن، واختُلفت الآراء في حكم استخدام تلك الأسماء، ولاستخدامها بكثرة من قبل الناس يتساءل عن حكمها الكثير من المسلمين، وذلك لأن المسلم بطبعه يهتم بكل ما يخص دينه.

من أمثلة تعبيد الأسماء لغير الله

أمثلة تعبيد الأسماء لغير الله كثيرة ومنها عبد الرسول، وعبد النبي، وعبدالمحسن، وعبد الكعبة، حيث يعتبر تعبيد الأسماء لغير الله عز وجل يعتبر شرك بالله، وهو شرك الطاعة، ويعتبر من الشرك الأصغر إذا لم يقصد به العبد معني العبودية، ولكن إن قصد به العبد العبودية يعتبر من الشرك الأكبر، وذلك مثل ما كان عليه عباد القبور الذين يسمون هذه الأسماء ويقصدون بها التأهل والعبودية مثل (عبد الحسن) أو (عبد النبي) وغيرهم من قبيل هذه الأسماء، فهؤلاء لا يقصدون مجرد التسمية ولكن يقصدون التعبد لهذه الأسماء والرموز، فهذا هو الشرك الأكبر بالله.

ولكن محبي أهل البيت عليهم السلام يسمون أولادهم بهذه الأسماء كرمز لمحبتهم وطاعتهم وولائهم لأهل البيت عليهم السلام، فلا يقصدون من هذه الأسماء ما يقصده الوهابيون والنواصب من التأله والعبودية، وهناك عدة أدلة تثبت ذلك لغة وشرعًا.

المعني اللغوي للفظ العبودية

معني العبودية لفظيًا لا يقتصر على خصوص التأليه وعبودية العبادة، ولكن تعني أيضًا (الخدمة) وغيرها من المعاني الكثيرة، وقد جاء في القرآن الكريم كلمة (العبد) واستعملت بمعني الخادم في قوله تعالي (وَأَنكِحُوا الأَيَامَىٰ مِنكُم وَالصَّالِحِينَ مِن عِبَادِكُم وَإمَائِكُم)، وكذلك شاع استعمال لفظ العبد على الخادم في لغة العرب، مثل ما جاء في قول الشاعر العربي أني لعبد الضيف ما دام ثاويًا عندي ولا شيمة عندي سواها تشبه العبدا.

فهذه الأسماء مثل عبد العباس، عبد النبي، عبد الحسن وغيرهم المراد منهم خادم العباس وخادم النبي وخادم الحسن وهكذا، فلا يراد بهم التأليه والعبادة، لذلك لا يوجد مانع شرعًا وعقلًا أن يسمي نفسه الشيعي نفسه أو ولده بخادم الرسول عليه الصلاة والسلام.

شاهد أيضًا: حكم تعبيد الاسماء لله .. وحكم تعبيد الاسماء لغير الله

المعنى الشرعي للشرك

معنى الشرك هو جعل شريك مع الله تعالى، وهذا يتنافى مع الصفة الإلهية، والشرك قد يكون في العبادة أو في الطاعة، فالشرك في الطاعة مثل شرك الإنسان الشيطان في الطاعة، كشركه في ارتكاب المعاصي واقتراف الذنوب، وجاء هذا النوع من الشرك في القرآن الكريم قال تعالي(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ)

أما طاعة المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن تكون شرك بالله مطلقًا في طاعته، وذلك لأن إطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فرض واجب على كل مسلم، كما جاء في قوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ)، أما الشرك في العبادة فهو شرك مشركي قريش لأنهم كانوا يعبدون الأوثان ويعكفون على الأصنام، ولكي يتحقق الشرك لا بد من توافر ركنين معًا هما تعظيم شخص ما أو شيء ما والخضوع له، وأن يكون قاصد بالخضوع العبادة وفي اعتقاده أن هذا الشخص يستحق العبادة، لذلك إن قصد به معني التأله والعبودية اعتبر من الشرك الأكبر.

لفظ العبد والمشاركات اللفظية الأخرى

وهو اللفظ الواحد الذي يطلق على الكثير من المعاني، ويرجح المعنى المراد منه من خلال قرينة معينة أو من خلال السياق الكلامي، ويعتبر لفظ العبد من هذا القبيل، فلفظ العبد يقابل الكثير في معاني الألفاظ، كالرب، المولى، السيد، فهذه الألفاظ تعتبر من الألفاظ المشتركة في المعنى، فلفظ المولى تارة يراد به الرب وتارة أخرى الرسول، وذلك دون وجود التناف أو التضاد بين المعاني.

وذلك لأن أصل تلك المعاني هو ولاية الله تعالى، وولاية الرسل عليهم السلام تعتبر من ولاية الله عز وجل، وذلك كما جاء في أمر الله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، ولفظ السيد أيضًا من الألفاظ المشتركة فيطلق على الرب لأنه سيد السادات، وعلى النبي عليه الصلاة والسلام لأنه سيد الخلق والمرسلين والأنبياء أجمعين.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من أمثلة تعبيد الأسماء لغير الله عبد الرسول حيث أن المسلم يهتم بكل ما يخص دينه من صفات المسلمين، وذلك لأن المسلم بطبعه لا يريد أن يقع في ارتكاب معصية، لذلك بين الفقهاء حكم استخدام أسماء تعبيد غير الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *