من الغلام الذي كتم سر رسول الله

من الغلام الذي كتم سر رسول الله

من الغلام الذي كتم سر رسول الله، هو أحد الأسئلة المهمة التي يرغب بمعرفة جوابه الكثير من المهتمين بتاريخ صدر الإسلام، وبسيرة رسول الله صلى الله، وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم، حين كان الرجال يحملون الأمانة، ويكتمون السر ويحفظوه، وفي هذا المقال سنعرف من الغلام الذي كتم سر رسول الله.

من الغلام الذي كتم سر رسول الله

إن الغلام الذي كتم سر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال لخيثمة بن عبد الرحمن: “أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وابن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعليه، وحذيفة صاحب سره، وعمار الذي أجاره الله على لسان نبيه، وسلمان صاحب الكتابين”[1]، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أسر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش بهذا السر لأي كان، وهذا هو شأن كل حافظ لسر. وكان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب عندما يريد أن يصلي على أحد أموات المسلمين يسأل عن حذيفة، وهل هو من ضمن الحاضرين للصلاة وذلك خوفا منه بالصلاة على أحد المنافقين وكان عمر يسأل حذيفة عن العمال، وهل منهم من هو منافق؟ قال: نعم قال: من؟ قال : لا أخبرك، ومن ثم حصل ذات يوم جدال بين عمر وأحد العمال، فطرده وبعد مرور الأيام عرف أنه هو المنافق.[2]

شاهد أيضًا: من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة

من هو الصحابي حذيفة بن اليمان

بعد أن عرفنا من الغلام الذي كتم سر رسول الله، يجب أن نعرف من هو حذيفة بن اليمان، هو حذيفة بن اليمان العبسي أحد كبار الصحابة، وكان أبوه قد أصاب دمًا، وأهل الدم يطلبون الثأر، فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل، وقد سماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية، ومن ثم تزوج اليمان بوالدة حذيفة، فولد له بالمدينة المنورة، ولما أسلم حذيفة وأبوه أرادا شهود بدر فصدهما المشركون، وشهدا أحداً فاستشهد اليمان وشهد حذيفة الخندق وله بها ذكر حسن، وقد روى ذلك في الحديث الشريف، حيث قال رضي الله عنه: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ – كل ذلك ثلاث مرات – ثم قال في الثالثة : قُمْ يَا حُذَيْفَةُ فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ، قَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بالنَّارِ، فَوَضَعْتُ سَهْمًا في كَبِدِ القَوْسِ فأرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، ولو رَمَيْتُهُ لأَصَبْتُهُ فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي في مِثْلِ الحَمَّامِ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فأخْبَرْتُهُ بخَبَرِ القَوْمِ، وَفَرَغْتُ قُرِرْتُ، فألْبَسَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عليه يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قالَ: قُمْ يا نَوْمَانُ”[3]، وشهد جميع الغزوات بعد الخندق. وقد قال حذيفة: لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان وما يكون حتى تقوم الساعة. وقد ورد أن أبا الدرداء قال لعلقمة أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، يعني حذيفة . استعمله عمر على المدائن فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة علي بأربعين يوماً، وذلك في السنة السادسة والثلاثين للهجرة النبوية، والله تعالى ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ادى الحج بسريه تامه

وفي نهاية هذا المقال نكون قد عرفنا من الغلام الذي كتم سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان، الحافظ لسر رسول الله، وكان القوة الحسنة من خلال مواقفه البطولية في الإسلام، حيث سطر بها اسمه بأحرف من ذهب.

المراجع

  1. ^ صحيح الترمذي , خيثمة بن عبد الرحمن،الألباني،3811،صحيح
  2. ^ islamstory.com , حذيفة بن اليمان , 12-05-2021
  3. ^ صحيح مسلم , يزيد بن شريك التيمي،مسلم،1788،صحيح
  4. ^ islamqa.info , نبذة مختصرة عن سيرة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما . , 12-05-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *