من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة

من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة

من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة ؟ هو أحد الأسئلة التي لا بد ّمن الإجابة عنها فالهجرة النبوية الهجرة النبوية هي هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكّة إلى يثرب؛ بسبب ما لاقوه من أذى المشركين، وبهدف تأسيس مكان آمن للدعوة الإسلاميّة، وكان ذلك في العام الثالث عشر للبعثة النبويّة، وقد أوجبها الله تعالى على من آمن من المسلمين، وبقي الأمر كذلك حتّى فتح مكة، وفي هذا المقال سنعرف من الصحابي الذي هاجر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة

رفيق الرسول في رحلة الهجرة هو الصحابي الجليل أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، فلما أذن الله تعالى لرسوله الكريم في الهجرة النبويّة من مكة للمدينة أمر النبيّ أصحابه بالهجرة، وظلّ أبو بكر يستأذن رسول الله بالهجرة ولكنّه كان يمهله، فيقول له: “لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحبًا”، إلى أن نزل جبريل عليه السّلام وأخبر رسول الله أنّ قريش تخطط لقتله، وأمره ألّا يبيت في مكة في تلك الليلة، وان يخرج مهاجرًا للمدينة المنورة، فخرج الرسول الكريم من بين فرسان قريش الذين يريدون قتله من دون أأن يروه وذلك بقدرة الله تعالى، فقد أخذ الله تعالى أبصارهم، فقد تناول رسول الله حفنة تراب ونثرها على رؤوس الفرسان وهم لا يشعرون، وذهب لبيت أبي بكر الصدّيق وأيقظه، وأخبر بأنّ الله تعالى أذن لهما بالهجرة، فبكى أبو بكر الصديق من الفرح بالهجرة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[1]

شاهد أيضًا: الغار الذي اختبأ فيه الرسول وصاحبه هو غار

هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

بعد أن وجد المسلمين الأذى والعذاب من أهل قريش وجاء الإذن الإلهي بالهجرة من مكة المكرمة إلى يثرب، وبعد أن هاجر جُلُّ المسلمين ولم يبقَ في مكة سوى أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كانت قريش في تلك الليلة تدبر خطة لقتل رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام حيث جمعت من كلِّ قبيلة رجلًا وأمرتهم بالدخول ليلًا على بيت رسول الله وقتله حتَّى يضيع دمه بين القبائل، فنزل الوحي جبريل عليه السَّلام وأخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بأمر قريش، فأمر رسول الله عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينام في فراشه، فنام علي وخرج رسول الله من بيته ولم يرَه أحد من المتآمرين، قال تعالى في سورة يس: “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ”[2]، ولمَّا اصبحوا رأوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان رسول الله قد هاجر ليلًا إلى يثرب مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد أمر علي أن يؤدي الأمانات إلى أهلها، ثمَّ بقي علي في مكة ثلاثة أيام حتَّى وصلته رسالة من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يأمره بالهجرة فهاجر علي بن أبي طالب رضي الله عنه والله أعلم.[3]

يمكن القول عند الحديث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إنَّه في الليلة التي نام فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في فراش رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام خرج رسول الله وأبو بكر الصديق رضي الله عنه من مكة واتجها شمالًا في الطريق المؤدي إلى يثرب، حتَّى وصلا إلى جبل ثور وأقاما في غار ثور مدة وجيزة، وفي هذه الأثناء كانت قريش قد أرسلت مجموعة من الرجال لتتبع آثار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبينما رسول الله وصاحبه في غار ثور إذ وصل رجال قريش الذين يتتبعون أثر الرسول وأبي بكر، فيقول أبو بكر رضي الله عنه في الحديث: “قُلتُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا”[4]، وبقي رسول الله عليه السَّلام وأبو بكر رضي الله عنه في غار ثور ثلاثة أيام، ثمَّ تابعا سيرهما باتجاه يثرب، وكان معهما عبد الله بن أريقط دليل الطريق وعامر بن فهيرة يعينهما في المسير، وقد اشتهرت في طرق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قصة سراقة بن مالك الذي وجد رسول الله عليه السَّلام وصاحبه ولكن إرادة وحفظه منعته عنهما، ثمَّ وعد رسول الله سراقة بسواري كسرى إذا هو أخفى خبره فوفى سراقة وضلل قريش عن رسول الله عليه السَّلام وصاحبه بكتمه خبرهما، بعد مسير طريق طويل انتهت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه بوصولهما إلى يثرب التي أنارت وأضاءت بقدوم المصطفى فسمَّاها الناس المدينة المنورة تكريمًا لها، والله أعلم.[3]

كان الأنصار في كلِّ يوم يخرجون إلى منطقة الحرة في المدينة، المنطقة التي تقع جهة طريق مكة المكرمة، ينتظرون رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فإذا ارتفعت حرارة الشمس عادوا إلى منازلهم ليعيدوا الكرة في اليوم التالي، وفي يوم الثاني عشر من ربيع الأول خرج الأنصار كعادتهم إلى الحرة منتظرين رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام ولمَّا اشتدَّ حرُّ الشمس وهمُّوا بالرجوع إلى بيوتهم، صعد رجل من يهود المدينة أعلى نخلة من نخل الحرة، فشاهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ومن معه، فصاح بالناس: “يا بني قيلة! هذا صاحبكم قد جاء هذا جدُّكم الذي تنتظرونهُ”، فاستقبل الأنصار رسول الله بالحفاوة والحب والأخوة، وكان وصول رسول الله عليه السَّلام بداية بناء الدولة الإسلامية التي دانت لها الجزيرة العربية وفارس والشام ومصر فيما بعد.[3]

شاهد أيضًا: كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة تركز على

نتائج هجرة الرسول إلى المدينة

تعدّ هجرة الرسول إلى المدينة المنورة علامة فارقة في تاريخ الإسلام والمسلمين، فقد نتجت عنها نتائج عظيمة وكان لها آثار إيجابية كبيرة على المسلمين بشكل عام، وكانت بداية إنشاء الدولة الإسلامية الكبيرة التي حكمت الشرق كلَّه فيما بعد، ومن أهم نتائج هجرة الرسول إلى المدينة المنورة ما يأتي:[5]

  • إقامة دولة إسلامية عظيمة تضم المسلمين ويحكم فيها بين الناس بشرع الله تعالى. من نتائج الهجرة النجاة من بطش المشركين والإقامة في بيئة آمنة على المسلمين جميعًا.
  • رسَّخت الهجرة النبوية مبدأ الإخاء بين المسلمين من خلال الأخوة العظيمة التي كانت بين المهاجرين والأنصار.
  • أدت الهجرة إلى اجتماع المسلمين في بلد واحد دون أحقاد ولا أضغان، بل كان اجتماعًا صافيًا بقلوب صافية وتحت راية واحدة وهي راية التوحيد.

شاهد أيضًا: هاجر أصحاب النبي محمد صلى الله علية وسلم الهجرة الأولى الى

أصل التقويم الهجري

رأس السنة الهجرية الذي يحتفل به المسلمون في كلّ عام، ليس هو التاريخ الفعلي للهجرة النبوية، إذ إن أول من أرّخ بالتاريخ الهجري في الإسلام هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث سأل المسلمين في هذا الشأن، فأشار البعض أن يبدأ التاريخ ببعثة النبي عليه السلام، وأشر البعض أن يكون بتاريخ الهجرة، وأشار البعض أن يكون في رمضان، لكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختار أن يكون رأس السنة الهجرية في شهر محرم، أي عند بدء الحج، وكان ذلك في عام 622م.[6]

وهكذا نكون قد عرفنا من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة، وتحدثنا عن هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، وعرفنا ما النتائج التي أدت إليه هذه الهجرة المباركة، ومن جعل تاريخ الهجرة هو بداية للتاريخ الإسلاميّ.

المراجع

  1. ^ islamway.net , من أبطال الهجرة.. أبو بكر الصديق , 22-04-2021
  2. ^ سورة يس , الآية 9
  3. ^ wikiwand.com , الهجرة النبوية , 22-04-2021
  4. ^ صحيح البخاري , أبو بكر الصديق،البخاري،3653، صحيح.
  5. ^ alukah.net , أسباب ونتائج الهجرة النبوية , 22-04-2021
  6. ^ islamweb.net , أول من اقترح التقويم الهجري , 22-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *