من القائل انا احيي واموت

من القائل انا احيي واموت

من القائل انا احيي واموت ؟ هو أحد الأقوال التي وردت في كتاب الله تعالى، وقد ورد في حوار في قصة من قصص القرآن الكريم، والقصص القرآني هو ما أخبر به القرآن الكريم أخبار الأمم السابقة، والحوادث التي وقعت في القديم، وما ذكره من أحوال الأشخاص والبلاد في صورةٍ ناطقةٍ عمّا كانوا عليه، وبأسلوبٍ مغايرٍ لِما اعتاده القصّاصون في سرد قصصهم، وقد عدّ بعض المحققين من أهل العلم الأحداث الواقعة زمن النّبوة من عموم القصص القرآني.

من القائل انا احيي واموت

النمرود هو من قال أنا أحيي وأميت، والنمرود هو ملك جبار عنيد، كان في زمن نبيّ الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وقد كان يدعي أنّه ربّ العالمين وأنّه يحيي ويميت كرب العالمين، وقد ورد قوله ذلك في قوله تعالى في سورة البقرة: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”[1]، وقال قوله تلك عندما قال له نبي الله إبراهيم ربي يحيي ويميت، وذكر المفسرون أنه ذكر لإبراهيم أنه يؤتى بالشخصين يستحقان القتل فيعفو عن واحد ويقتل الآخر، ويزعم أن هذا هو معنى الإحياء والإماتة، يعفو عمن استحق القتل فيقول: أحييته، وهذه مكابرة وتلبيس، فليس هذا هو المقصود، وإنما المقصود أن يخرج من الحجر ومن النطفة ومن الأرض حيا بعد موت، وهذا لا يستطيعه إلا الله تعالى ربّ العالمين.[2]

شاهد أيضًا: من القائل ما تعبدون من بعدي

نبذة عن سيدنا إبراهيم عليه السلام

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام، وُلِد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله عز وجل إبراهيم عليه السلام بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له، وإبراهيم عليه السلام من أكمل الناس توحيدًا، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل؛ وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله سبحانه في الدنيا، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، ومن فضله أنّ الله تعالى كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، وقد وصف الله إبراهيم بالأمّة؛ والأُمّة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمُرشد للناس، والمُعين على الخير، ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي:”اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.[3]

وهكذا نكون قد عرفنا الإجابة على من القائل انا احيي واموت، وبانّه الملك النمرود الذي كان في زمان نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام، وذكرنا نبذة عن سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسّلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *