من المخاطب بقوله تعالى وتوكل

من المخاطب بقوله تعالى وتوكل

من المخاطب بقوله تعالى وتوكل ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عليها، فالتوكل على الله هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المنافع ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة والاعتقاد بأنّه لا يعطى ولا يمنع ولا يضرّ ولا ينفع سواه سبحانه وتعالى، وقيل في التوكل أيضًا أنّه انطراح القلب بين يدى الرب كانطراح الميت بين يدي المغسل يقلبه كيف يشاء.

من المخاطب بقوله تعالى وتوكل

المخاطب بقوله تعالى وتوكل هو الرسول الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأمته، وقد جاء ذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: “وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا”[1]، وتفسير ذلك: “في أمورك كلها كن متوكلًا على الله الحيّ الذي لا يموت أبدًا، فالله تعالى هو الدائم الباقي السرمدي الأبدي، الحيّ القيوم ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، اجعله ذخرك وملجأكَ ، وهو الذي يتوكل عليه ويفزع إليه، فإنّه كافيك وناصرك ومؤيدك ومظفرك”، وقد جاء ذكر التوكل على الله في الكثير من الآيات في مختلف سور القرآن الكريم، فهو أساس في عقيدة المسلم.[2]

شاهد أيضًا: ما حكم التوكل على الله وما معناه

آيات عن التوكل على الله

التوَكُّل عمَل قلبي من أجلِّ أعمال القلوب، وشعبةٌ من شُعَب الإيمان، يرتكز على معرفة بالله عزَّ وجلَّ الذي لا ربَّ سواه، ولا إله غيره، وإيمان بقدرة الله عزَّ وجل الذي له مُلك كلّ شيء، يُدَير الأمور بحكمته، وهو على كلِّ شيء قدير، وإيمان بفَضل الله ورحمته وإنعامه على عبْده، والتوكل هو حال المؤمن في جميع الأحوال والأحيان، وقد ذكر في الكثير من المواضع في القرآن الكريم، وفي لكثير من أحوال المؤمن ، وهي كالآتي:[3]

  • ذُكر التوكل في مقام العبادة؛ قال تعالى: ” فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ”.[4]
  • ذُكر التوكل في نقام الرزق؛ قال تعالى: “مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”.[5]
  • ذُكر التوكل في مقام الجهاد؛ قال تعالى: “إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”.[6]
  • ذُكر التوكل في مقام الدعوة؛ قال تعالى: “فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ”.[7]
  • ذُكر التوكل في مقام الحكم والقضاء؛ قال تعالى: “وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”.[8]
  • ذُكر التوكل في مقام الهجرة والسفر؛ قال تعالى: “وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”.[9]

شاهد أيضًا: هل التوكل على الله ينافي الاخذ بالاسباب

فضل التوكل على الله

يُعَدُ التوكل على الله من شعبُ الإيمانِ، التي تكونُ أساسًا لمعرفةِ اللهِ تعالى، والإيمان بقدرتهِ، واليقين بأنَّ الله تعالى هو المالِكُ لكلِ شيءٍ، فالتوكلُ عبادةٌ يمارسها المؤمنُ في قلبهِ، ويحبها اللهُ تعالى، ومن فضل التوكل على الله ما يأتي:[10]

  • يُعدّ التوكل على اللهِ نصف الدَّينِ.
  • التوكلُ على الله شُعبةً من شعبِ الإيمانِ.
  • المتوكلُ على الله يكفيهِ الله تعالى كُلَّ همٍّ وشرٍ.
  • إنّ الله تعالى يُحبُ من يتوكل عليه.
  • المتوكل على الله تعالى يتكفل الله برزقِهِ، إذا أحسنَ التوكلَ عليهِ.
  • المتوكل على الله يهديه الله تعالى، ويكفيهِ، ويقيهِ.

شاهد أيضًا: هل التداوي ينافي التوكل على الله

الفرق بين التوكل والتواكل

التوكل والتواكل أمران مختلفان، ويوجد بينهما فرقٌ كبير، فالتوكل من صفات المؤمنين الذي عرفوا قدر الله تعالى وعرفوا أن الأمر كلّه بيده، أما التواكل فهو من صفات الأشخاص الكُسالى الذين لم يفهموا معنى قدرة الله تعالى، أما أهم الفروقات بين التوكل والتواكل فهي كما يأتي:[11]

التوكل

تفويض الأمر كله لله تعالى مع الاخذ بالأسباب والسعي إلى تحقيق الأشياء التي يُريدها العبد كي يصل إلى ما يُريد من نجاحٍ وتحقيقٍ للأهداف والأمنيات، وهو من صفات المؤمنين المخلصين في عبادتهم لله تعالى، إذ يقول الله تعالى في محكم التزيل: “قل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”[12]، لذلك فإن التوكل على الله تعالى عبادة لا يقوم بها إلا المؤمن الصادق، أما في الاصطلاح الشرعي فإن معنى التوكل هو: الاعتماد على الله تعالى في دفع الضرر وقضاء جميع المصالح، وثقة العبد بربه أنه وحده القادر على كلّ شيء، لهاذ فإنّ من أهم الأسباب بين التوكل والتواكل أن التوكل فيه أخذٌ للأسباب الشرعية، أما التواكل فلا يأخذ فيه صاحبه بالأسباب.

التواكل

عدم السعي وعدم الأخذ بالأسباب، وهذا هو الفرق الأهم بين التوكل والتواكل، فالتواكل يُناقض التوكل، حيث لا يفعل معه العبد شيئًا سوى التمنّي دون عمل والانتظار دون سعي، والطلب من الله تعالى دون عمل أي شيء، فالمتواكل ينتظر نتيجة من الله تعالى دون عمل، وهذا مناقض للدين الإسلامي ومبادئه الأساسية، ويتصف المتواكل بالكسل وعدم الإنتاجية، لذلك فإنّ الله تعالى يُعين المتوكل ولا يُعين المتواكل.

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال من المخاطب بقوله تعالى وتوكل، وتعرفنا على بعض المواضع التي ذكر فيها التوكل في القرآن الكريم، وذرنا فضل التوكل على الله، وأخيرًا بيّنا الفرق بين التوكل والتواكل.

المراجع

  1. ^ سورة الفرقان , الآية 58
  2. ^ quran.ksu.edu.sa , تفسير سورة الفرقان , 26-04-2021
  3. ^ alukah.net , التوكل على الله طريقك إلى السعادة , 26-04-2021
  4. ^ سورة هود , الآية 123
  5. ^ سورة الطلاق , الآية 2-3
  6. ^ سورة آل عمران , الآية 159
  7. ^ سورة التوبة , الآية 129
  8. ^ سورة الشورى , الآية 10
  9. ^ سورة النحل , الآية 41-42
  10. ^ alukah.net , التوكل على الله , 26-04-2021
  11. ^ islamweb.net , التواكل.. معناه.. وحكمه , 26-04-2021
  12. ^ سورة التوبة , الآية 51

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *