من اول صحابي حيا الرسول بتحية الاسلام

من اول صحابي حيا الرسول بتحية الاسلام

اول صحابي حيا الرسول بتحية الاسلام هو أحد الصحابة الذين كان لهم دور بارز في تثبيت دعائم الإسلام ، وهو من أوائل من أسلم من الصحابة، وفي هذا المقال سنوضح معنى تحية الاسلام ومشروعيتها، ومن اول صحابي حيا الرسول بتحية الاسلام، وسنوضح قصة اسلامه -رضي الله عنه- وكيف تحمل الأذى من كفار قريش، وسنذكر أبرز صفاته، وقصة وفاته رضي الله عنه.

تحية الاسلام

إن إلقاء السلام هي التحية الخالدة للمسلمين، ومعنى السلام كما أورد النووي أنه اسم من اسماء الله -تعالى- فعند قول: السلام عليك يكون معناها اسم الله عليك، أي: دمت في حفظ الله ورعايته، أو أنّ السلامة مُلازمةٌ لمن أُلقي السلام عليه، وصيغة السلام هي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والرد عليها يكون بقول: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، وقد وردت تحيّة الإسلام عن النبي -صلى الله عليه وسلم-  فقد قال: “خلَق الله آدم وطوله ستون ذراعًا، ثم قال: اذهب فسلِّم على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يحيونك، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله”.[1][2]

من اول صحابي حيا الرسول بتحية الاسلام

إن اول صحابي حيا الرسول بتحية الاسلام هو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، واسمه جندب بن جنادة، وقيل: جندب بن سكن، فقد قال رضي الله عنه: “جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو وصاحبه حتى استلم الحجر، فطاف بالبيت، ثم صلى، قال: فأتيته، فكنت أول من حياه بتحية أهل الإسلام”، وقد أسلم في مكّة قبل هجرة النبيّ عليه السّلام، ثمّ عاد إلى قبيلته غفار يعلّمهم شرائع الدين بأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأسلم بعضهم، وشهدوا غزوة بدر، وأحد، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فيهم: “غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا”.[3][4]

شاهد أيضًا: من هو اول من جهر بالقران الكريم

قصة اسلام أبي ذر الغفاري

كان إسلام أبي ذرّ رابعًا أو خامسًا، وقصة اسلامه -رضي الله عنه- أنه سمع بالنبي -عليه السلام- وبأنه نبي فقال لأخيه أن يتتبع أمر النبي ويتأكد هل هو نبي أم لا، فانطلق أخوه حتى قدم وسمع قول النبي، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له: رأيتهُ يأمر بمكارم الأخلاق، ويقول كلامًا ما هو بالشعر؛ فقال: ما شفَيْتَني مما أردتُ، فانطلق بنفسه حتى قدم مكة، فأَتَى المسجد، فالتمس النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فرآه عليٌّ، فعرف أنه غريب، فقال له علي ألَا تحدّثني ما الذي أَقدمك؟ فأخبره أبو ذر عن سبب قدومه بعد أن أخذ ميثاق ووعد من علي أن يرشده للنبي، فدله علي على النبي -عليه السلام- ودخل معه، فسمع أبو ذر قول الرسول، فأسلم مكانه.[5]

مجاهرة أبي ذر الغفاري بإسلامه

بعدما أسلم أبي ذر الغفاري قال له الرسول صَلَّى الله عليه وسلم: “ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيكَ أَمْرِي”،  بسبب خوفه عليه من أذي قريش، ولكن أبو ذر لم يكن يخشى الموت في سبيل الله بعدما أدرك الحق، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فقام القومُ إليه فضربوه حتى أَسقطوه على الأرض؛ وأتى العباسُ فألقى بنفسه على أبو ذر لكي يحميه، وقال لقريش: وَيْلكم؛ ألستم تعلمونَ أنه من غِفَار! وأنه من طريق تجارتكم إلى الشام؟ فأنقذه منهم، ثم عاد أبو ذر من في اليوم التالي لمثل فعله، فضربوه وثاروا إليه، فألقى العباسُ بنفسه عليه لكي يحميه منهم.[5]

شاهد أيضًا: من اول من اسلم من الرجال والنساء

صفات أبي ذر الغفاري

كان أبو ذر -رضي الله عنه- طويلًا، أسمر اللون، نحيفًا، وقد اشتهر أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- بصفات وخصال عظيمة، وفيما يأتي أبرز صفاته وخصاله رضي الله عنه وأرضاه:[4]

  • الصدق في الكلام: فقد قال فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ما تُقِلُّ الغَبراءُ ولا تُظِلُّ الخضراءُ على ذي لهجةٍ أصدَقَ وأوفى مِن أبي ذرٍّ شبيهِ عيسى ابنِ مَريمَ”.[6]
  • الشجاعة: وهذا يظهر جليلًا في قصة اسلامه -رضي الله عنه- فمع أذى قريش له وتربصهم به، إلا أنه لم  يخف من أن يظهر اسلامه على الملأ.
  • الزهد والتواضع: فعندما عرض عليه أن يتملك أرض رفض ذلك، وتساءل عن حاجته لها، وقد كان زاده في اليوم صاعاً من تمرٍ، ونوى أن لا يزيد على ذلك حتى يتوفاه الله تعالى.
  • الحرص على الجهاد: فقد كان حريصًا على أن يقاتل في سبيل الله، فعندما أبطأ به البعير في غزوة تبوك،  حتى سبقه جيش المسمين والرسول عليه السّلام، ترك بعيره وحمل متاعه على ظهره، ونزل يتبع النبيّ ماشياً حتى يلحق بجيش المسلمين.

شاهد أيضًا: من فضل الصحابة عن بقية الناس

وفاة أبي ذر الغفاري

توفي أبي ذرّ -رضي الله عنه- بالربذة سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، وقد كان بفلاة أرضٍ وحده هو وزوجته، وليس معها ما تكفّنه به، فبكت على حاله، فقال لها أن تستبشر لقول النبي:‏ “لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا‏”، وكان قد مات لهم ثلاثة من الأولاد، وقال لها أن النبي -عليه السلام-  قال له مع جماعة من الصحابة: “لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، تَشْهِدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏”، وليس من أولئك النفَر أحدُ إلّا وَقد مات في قَرْيَة وجماعة، فأنا ذلك الرّجل، ثمّ كتب الله -تعالى- أن يصل جماعة من المسمين مرتحلون، فكفنوه بعد وفاته، وغسلوه وصلوا عليه ودفنوه.[5]

بينا في هذا المقال من اول صحابي حيا الرسول بتحية الاسلام فهو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، كما بينا نسبه، وقصة اسلامه، وكيف تحمل أذى قريش في سبيل اعلان الاسلام، وذكرنا أبرز صفاته وخصاله، وبينا قصة وفاته رضي الله عنه وأرضاه.

المراجع

  1. ^ alukah.net , السلام تحية الإسلام , 2021-1-20
  2. ^ الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3326 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  3. ^ الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2514 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  4. ^ alukah.net , سيرة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه , 2021-1-20
  5. ^ sahaba.rasoolona.com , أبو ذر الغفاري , 2021-1-20
  6. ^ الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 7135 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *