من تيقن الطهارة وشكَّ في الحدث، فإنه يبقى على حكم

من تيقن الطهارة وشك في الحدث

من تيقن الطهارة وشكَّ في الحدث، فإنه يبقى على حكم من الواجبات التي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ الطّهارة واجبة لأداء الفرائض؛ كالحج والصلاة وغيرها، والطّهارة معناها العام إزالة النجس، وتنقسم إلى الطهارة من النجس الأكبر، والطهارة من النّجس الأصغر، وفيما يأتي سنتطرق إلى موضوع الشّك في الطهارة هل سيبقى على طهارته أم سيعيد الطهارة وهل هذه الغجابة صحيحة.

من تيقن الطهارة وشكَّ في الحدث، فإنه يبقى على حكم

إنّ الإجابة على سؤال: من تيقن الطهارة وشكَّ في الحدث، فإنه يبقى على حكم  الطّهارة،  فالطهارة نوعان: إما صحيح؛ وهي رفع القذارة في الشرع، وتكون في الثياب والبدن والأرض، وتزول بالتجاوز والابتعاد عنها، وتزول عند استحالة إزالتها بالطرق التقليدية، ووضحت الشريعة الإسلامية أنه يمكن إزالتها بالوضوء أو الاغتسال أو التيمم وقد عرفها الإمام النووي أما المذهب الحنفي فهو إزالة مانع الصلاة.

ويقسمها بعض العلماء إلى قسمين: طهارة الحدث؛ وهذا يزول بالغسل، والتيمم للكبار والصغار إذا عجز عن ذلك، وتنظيف النجس ثلاثة: الاغتسال والمسح والتيمم وهو بإزالة الخبث والأذى، وأما التطهير الداخلي فيسمى التلوث القلبي أو المرض النفسي، وهو أخلاقي مثل أمراض القلب؛ كالغيرة والنفاق وغيرها.[1]

شاهد أيضًا: الطهارة الواجبة لرفع الحدث الأصغر هي

أهمية الطهارة في الإسلام

إنّ الإسلام دين الطهارة والنظافة، فقد شجع المسلمين على الاعتناء بهما، وجعلهما ركنًا من أركان الدين وأساساته، وتنزل أهميته في الإسلام عندما تكون الطهارة شرطًا للصلاة، وهي أعظمها واجبات رسول الله صلى الله عليه وسلم واجباته جعلته نصيبًا، وكان له إيمان، وأمر أمته برعايته بكل شيء، لأن هذه أخلاق شريفة وهو أساس يُبنى عليه الإسلام.

والله سبحانه وتعالى جعلها سببًا في تحريم الفسق والفجور، وإخراج النور والبهجة لمن يحبونها، وجعلها سببًا لكفارة الذنوب وزيادة الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الثياب القذرة وينهى عنها، ولم يترك الإسلام مكانًا للمسلمين إلا أن يأمروا بالنظافة فيها، فأمرهم بحفظ ثيابهم الأجسام والأرضيات والملابس نظيفة؛ وأمرهم بالاستحمام والاستحمام، وتكميلهم بها من الداخل والخارج، وحمايتهم من الأمراض والعلل، وضمان سلامتهم، والحفاظ على نظافتهم ونقاوتهم الدائمين.[2]

شاهد أيضًا: طريقة استخدام مسك الطهارة

كيفية الطهارة

وبعد أن تمت الإجابة على سؤال: من تيقن الطهارة وشكَّ في الحدث، فإنه يبقى على حكم سيتم فيما يأتي بيان كيفية الطهارة الصحيحة؛ سواء من خلال الوضوء أو الغسل، مع ذكر الأدلة الصحيحة من السنة النبوية الشريفة:[3]

كيفية الوضوء

أن يبدأ المسلم وضوؤه بنية إزالة الأوساخ، ثم يدعو الله ويغسل يديه ثلاث مرات، ثم يغسل فمه عن طريق المضمضة ثلاث مرات، ويسن أن يأخذ الماء للفم والأنف ينتشر بيده اليمنى واليسرى، ثم يغسل وجهه بهما ويغسل يديه بها ثلاث مرات، ويمسح رأسه من الأمام والخلف بعد أن تتشابك أصابعه على مرفقيه، ثم يمسح وجهه يدير أذنيه للخارج والداخل، ثم يغسل قدميه بكاحليه ويفرح أصابعه.

ويكون ذلك لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-: (دَعَا بإنَاءٍ، فأفْرَغَ علَى كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أدْخَلَ يَمِينَهُ في الإنَاءِ، فَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلَاثًا، ويَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ برَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إلى الكَعْبَيْنِ)، فالأفضل في الوضوء على سبيل الترتيب: غسل اليدين، والمضمضة والاستنشاق، مع غسل الوجه ثلاث مرات، ثُمّ غسل اليدين إلى المرفقين ثلاث مرات، ثُمّ مسح الرأس، ثُمّ مسح الأُذنين، ثُمّ غسل القدمين إلى الكعبين ثلاث مرات.

كيفية الغسل

يكون ذلك من خلال إزالة النجاسة من موضع خروج الخبائث ومن ثم الغسل جيدًا بالصّابون، ثم تتوضأ كالصلاة، فيجوز تأخير غسل الرجلين إلى نهاية الغسل، ثم غسل يمينه ويساره، ثم صب الماء على رأسه هناك نوعان من الغسيل الأول جزئي وبقصد ثم تدوير الماء على الجسم كله، والشكل الثاني الكمال، بالنية والمكان الذي يُصب عليه الماء، دون أن يقول ذلك في القلب.

ثم ذكر اسم الله سبحانه وتعالى، ثم غسل الفرج باليد اليسرى، ثم غسل الفرج يغسل يديه ثلاث مرات، ثم يتوضأ، ثم يغسل رأسه بمحلول ملحي وماء، ثم يغسل جذور شعره، ثم جسده من الجانب الأيمن لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ).

شاهد أيضًا: عدد أقسام الطهارة

كيفية إزالة النجاسة

إذا حدثت النجاسة أو الخبائث العفوية كالبول والبراز، فلا يُغسل غسلاً كاملًا، فالنجس مخلوط بالنجس حيث يكفي تفريغ الماء عليها حتى زوالها، أما إذا جفت فتزال العيون بالفرك ويجوز تنظيف البرد والأوساخ بالتراب فمثلاً: إذا كان الكلب والخنزير نجسًا، أو كان حجرًا ومنديلًا للمطهر، وإذا اشتبه الإنسان في الحصول على الأوساخ، فيكفي صب الماء في المكان المشبوه لأن الطهارة لازمة في الأشياء، فإن أهم ما في الطهارة إزالة الرائحة واللون والعين من القذارة، والنجاسة كالدم المتخثر الذي يصعب تحلل لونه، معفى منه، ولكنه لازم للإنسان للقيام بذلك وأن يبذل قصارى جهده لإزالتها.

أجبنا في هذا المقال على سؤال: من تيقن الطهارة وشكَّ في الحدث، فإنه يبقى على حكم وتبيّن أنّ الإجابة الصحيحة هي: يبقى على طهارته، ومن الجدير بالذّكر إلى أن الطهارة هي رفع القذارة في الشرع، ويكون ذلك في اللباس وااجسم والأرض كما بيّنا، ويمكن إزالته بالمشي والابتعاد عنه.

المراجع

  1. ^ سعيد بن علي بن وهف القحطاني، طهور المسلم في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 8-9، جزء 1. بتصرّف , 10/09/2021
  2. ^ وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 240-242، جزء 1. بتصرّف , 10/09/2021
  3. ^ صالح بن غانم بن عبد الله بن سليمان بن علي السدلان (1425 هـ)، رسالة في الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 14. بتصرّف , 10/09/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *