من خصائص سورتي الفلق والناس

من خصائص سورتي الفلق والناس

من خصائص سورتي الفلق والناس ،وتُسمّى هاتين السّورتين بالمعوذتين، ولقراءتهما فضل كبير وذلك بحسب ما ورد في السنّة النبويّة الكريمة، وقد جاء فيها التركيز على توحيد الله تعالى واضحًا جليًا، ولاسيما توحيد الله تعالى في الاستعانة والعبادة، وسنتعرّف في هذا المقال على خصائص سورتي الفلق والناس.

القرآن الكريم

قبل معرفة شيءٍ من خصائص سورتي الفلق والناس ، من الجيد ان نتحدث عن القرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل أبدًا، ومن أكبر النعم على الإنسان أن يقرأ هذا القرآن وبتدبره ويحفظه، فهذا هو المقصود منه، وإن حال حائل بين الإنسان وبين حفظ القرآن أو قراءته كلّه حائل، فقد جعل الله تعالى في بعض قصار السّور فيه أجورًا عظيمةً، ومن هذه السور المعوذتان وهما سورتي الفلق والناس.[1]

من خصائص سورتي الفلق والناس

في الحديث عن خصائص سورتي الفلق والناس وفضلهما، فإنّ لقراءتهما فضائل كثيرة، وردت في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن هذه الفضائل والخصائص ما يأتي:[2]

  • أنّ في قراءة المعوذتين شفاءٌ لمن كان يريد الاستشفاء بهما؛ وذلك بدليل ما جاء في حديث السيّدة عائشة رضي الله عنها: ” أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا”[3]
  • أنّ قراءة المعوذتين تكفي من يقرؤهما من كلّ شرّ، فقد علّمهما رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للصحابة -رضوان الله عليهم- عندما سألوه ماذا يقولون ليكفوا، فقال: “قُلْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَينِ حينَ تُمسي وَحينَ تُصبِحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تكفيكَ من كلِّ شيءٍ”[4].
  • أنّ قراءة المعوذتين هو ما أمر به رسول الله بعد كلّ صلاة.
  • أنّ المعوذتين من أفضل الآيات في كتاب وأبلغها بحسب ما ورد في حديث رسول الله: “أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ}، {وَقُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ}”[5].
  • أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يستعيذ من الجنّ قبل نزول المعوذتين، فلما نزلتا كان يقرؤهما ويترك كل شيء غيرهما.

فوائد من سورتي الفلق والناس

بعد معرفة شيء من خصائص سورتي الفلق والناس ، من الجيد التعرّف على بعض الفوائد المستفادة من هاتين السورتين العظيمتين، وهي كما يأتي:[6]

  • جاء في قول ابن القيّم انّ هاتين السورتين تضمنتا الاستعاذة من الشرور وكان ذلك بألفاظ موجزة جمعت ودلّت على المراد، حيث أنّه لم يبقَ شرّ من الشرور إلّا دخل الشرّ المستعاذ منه في هاتين السورتين.
  • جاء في قول الثعالبي أنّه ما من شرّ إلّا جُمع في هذه الآية: “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”[7]، وقد ختمت بالحسد لأنّه أبشع الخصال وأخسها.
  • جاء في قول البقاعيّ أن أول سورة الفلق هو أمر بالتعوّذ بالله سبحانه ربّ هذا الدين، وذلك فيه توافق مع قوله تعالى في سورة الفاتحة: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”[8]، كما أنّه بدأ بما يعمّ به الإنس والجنّ والشياطين في الباطن والظاهر.
  • جاء في قول البقاعيّ أيضًا أنّ في مقصود الناس اعتصام الناس بإله الحق من شر الخلق الباطن، واسمها يدلّ عليها فالإنسان مطبوع على الشرور وأكثر ما يكون من شره المكر والخداع.

وهكذا نكون قد تحدّثنا عن القرآن الكريم، وعن بعض من خصائص سورتي الفلق والناس، وتحدثنا عن فضائلهما التي وردت في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة، وجئنا ببعض التأملات الفوائد المستمدّة من هاتين السورتين.

المراجع

  1. ^ alukah.net , من خصائص القرآن الكريم , 01-11-2020
  2. ^ islamweb.net , فضل سورتي المعوذتين , 01-11-2020
  3. ^ صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين،مسلم،2192،حديث صحيح
  4. ^ نتائج الأفكار , عبدالله بن خبيب،ابن حجر العسقلاني،2/345،حديث حسن
  5. ^ صحيح مسلم , عقبة بن عامر،مسلم،814،حديث صحيح
  6. ^ alukah.net , فوائد منتقاة من سورتي الفلق والناس , 01-11-2020
  7. ^ سورة الفلق , الآية 5
  8. ^ سورة الفاتحة , الآية 5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *