من هو الذي لم يلد ولم يولد

الذي لم يلد ولم يولد

من هو الذي لم يلد ولم يولد من الأسئلة الدينية الهامة التي يجب أن نكون على علم بها، حيث جاء ذكر عبارة لم يلد ولم يولد في سورة الاخلاص الآية رقم 3، وتعد سورة الإخلاص من السور القرأنية الهامة التي تقر بوحدانية الله والتي لها فضل عظيم عند قراءتها.

من هو الذي لم يلد ولم يولد

إنّ الذي لم يلد ولم يولد هو الله عز وجل فهو لم يلد كما ولدت مريم ولم يولد كما قد ولد عيسى عليه السلام وعزيز وجاء هذا الرد في سورة الإخلاص على النصارى حيث أنهم أدعوا أن المسيح ابن الله وعلى اليهود الذين قد قالوا إن عزير ابن الله فقد تنزه الله عن ذلك حيث يقتضي مجانسته لسواه وقد سبق العدم قبل الوجود.

سبب تقديم قوله تعالى (لم يلد) على قوله (ولم يولد)

قد وقعت في البداية لم يلد لأن المشركين أدعوا على الله بأن له ولدا حيث قد قال مشركوا العرب أن الملائكة بنات الله، كما قالت اليهود أن عزير ابن الله، أما عن النصارى فقد قالوا أن المسيح ابن الله، ولكن لم يدع أحد أن الله عز وجل له والدًا ولهذا السبب قد بدء الله جل وعلا بالأهم فبدأ قائلًا لم يولد ثم بعدها أشار إلى الحجة وقال ولم يولد كأنه قال عز وجل الدليل القاطع على امتناع الولدية.

وقد قال ابن عاشور أن جملة لو يولد عطف على جملة لم يلد ومعناها أي لم يلد غيره، وهذه الجملة بمنزلة الاحتراس وأردف الله عز وجل نفي الولد بنفي الوالد سدا لتجويز أن يكون له والد.

وقد قدم الله عز وجل نفي الولد لأنه أهم حيث إذا نسب أهل البغي والضلالة الولد إلى الله سبحانه وتعالى و لكن لم ينسبوا إلى الله جل وعلا والدًا.

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الإخلاص

تفسير سورة الإخلاص

جاء تفسير سورة الإخلاص كما يلي:-

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ . اللَّـهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-3[

  • {قُلْ}: الخطاب للرسول صلى لله عليه وسلم، وللأمة أيضًا.
  • {هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ}: {هُوَ }: ضمير الشأن عند المُعربين، ولفظ الجلالة {اللَّـهُ }عز وجل: هو خبر المبتدأ، وأحد هنا خبر ثان.
  • {اللَّـهُ الصَّمَدُ}: جملة مستقلة: بيّن الله سبحانه وتعالى أنه {الصَّمَدُ}، أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته عز وجل، الذي قد افتقرت إليه جميع مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فقد روي عن ابن عباس أن معنى {الصَّمَدُ} هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته …إلى آخر ما قد ذكر في الأثر، وهذا معناه  أن الله عز وجل مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأن الله جل وعلا كامل. كما قد ورد أيضًا في تفسيرها أن معنى {الصَّمَدُ} هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات التي خلقها الله  مفتقرة إليه، وعلى هذا فأن المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته و الذي قد افتقرت إليه جميع مخلوقاته
  • }لَمْ يَلِدْ}: لأنه جل وعلا لا يوجد له مثيل ، فالولد مشتق من والده وهو جزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: «إنها بَضْعَةٌ مني» (البخاري [3729] ومسلم [2449])، والله عز وجل  لا مثيل له، ثم إن الولد يكون في الحاجة إليه إما في المعونة على مصاعب الدنيا، وإما أيضًا في الحاجة إلى بقاء النسل، والله جل وعلا مستغنٍ عن ذلك كله، فلهذا لم يلد الله لأنه لا مثيل له؛ ولأن الله عز وجل مستغنٍ عن أي أحد، وفي هذه المقولة لم يلد، أورد الله عز وجل على ثلاث طوائف مختلفة ومنحرفة من بني آدم وهم المشركون، والنصارى، واليهود، حيث قد قال المشركين أن الملائكة بنات الله وقد قالت اليهود عزير ابن الله وقد قال النصارى أن المسيح ابن الله ولكن كذب الله كل هؤلاء بقوله تعالى لم يلد ولم يولد لأن الله سبحانه وتعالى الاول فكيف يكون مولود.
  • ولم يكن له كفوا أحد : تعني أن لا أحد يكون مساويًا له في جميع صفاته وسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.[1]

وفي نهاية مقالنا نكون قد وضحنا من هو الذي لم يلد ولم يولد والذي ورد في سورة الإخلاص والتي كانت سبب نزولها أن  قَتادةُ والضَّحَّاكُ ومُقاتِلٌ قالوا جاء ناسٌ من اليهود إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: صفْ لنا ربَّكَ، فإن الله أنزل نَعْتَه في التَّوراة، فأخبرْنا: مِن أيِّ شيء هو؟ ومن أيِّ جِنْس هو؟ [مِنْ] ذَهبٍ هو، أَمْ نُحاسٍ أمْ فِضّةٍ؟ وهل يأكلُ ويشربُ؟ وممن وَرِثَ الدنيا؟ ومَنْ يُوَرِّثُها؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة، وهي نِسْبةُ اللهِ خاصَّةً.

المراجع

  1. ^ quran.ksu.edu.sa , تفسير سورة الإخلاص وهي مكية , 15-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *