من هو المهلب بن أبي صفرة

من هو المهلب بن أبي صفرة؟ 

من هو المهلب بن أبي صفرة؟ يجهل الكثيرون هذا الاسم ومن يكون، و هو ما سنجيب عليه في هذا المقال، الذي سنتعرف فيه أكثر على هذه الشخصية المهمة، ومكانتها ودورها في التاريخ الإسلامي، وبعضًا من ملامحها وخصالها الحميدة، كما سنورد بعضًا من كلمات المهلب بن أبي صفرة وأبرز ما قيل فيه، بالإضافة إلى الحديث عن وفاته.

من هو المهلب بن أبي صفرة

المهلّب بن أبي صفرة الأزدي هو قائد إسلامي في صدر العهد الأموي ولد في الثامن من الهجرة، من قبيلة الأزد، كنيته أبو سعيد، تميز بالبلاغة والشجاعة والكرم والذكاء منذ صباه، له تسعة أخوة هو أصغرهم، أُعجب الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه بتقواه منذ صغره، وقال لوالده: “هذا سيدُ ولدِك”. اشترك المهلب مع والده ضمن جيش عبدالرحمن بن سمرة على مدينة سجستان، وجاهد ضد الفرس في معركة القادسية تحت قيادة سعد بن أبي وقاص، وظهرت قدرته القتالية وإدارته للمعارك فولاه علي بن أبي طالب رضي الله قيادة أحد الجيوش في موقعة الجمل عام 26 هـ. وبعد استقرار الحكم الأموي وفرض سيطرته، استأنف معاوية بن أبي سفيان حركة المد الإسلامي في المشرق، وولى المهلب قيادة جيش وغزا به ثغر السند وفتح بنة والأهواز وسار حتى وصل كابر، وفتحها بعد معارك عنيفة مع الأتراك، واستولى على مكران، ومهد الطريق لفتح خجندة، واستعاد منطقة الختل، وفتح الكثير من مدن وأقاليم بلاد ما وراء النهر، منها الصغد وغزا وخوارزم وجرجان وطبرستان، وانتشر الإسلام بها. كما شارك المهلب في فتح البصرة وأبلى بلاءً حسنًا مع عبدالله بن الزبير فولاه على الجزيرة، وبرع في تنظيم وقيادة الجيش الذي قاتل به الخوارج الذين يمتلكون مهارات قتالية عالية ولا يكترثون للموت، وكانوا قد أثاروا الرعب في قلوب أهل البصرة، فتمكن بدهائه من إيقاع الهزائم بهم، وفرق جمعهم ،وقضى على شوكتهم بعد معارك استمرت أكثر من سنتين انتهت بمقتل عبيد الله بن الماحوز قائد الخوارج وعدد كبير من جنده وفر الباقون. وبعد أن أقام المهلب في البصرة، عينه الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا على خراسان عام 77 هـ، وأمده بجيش وعهد إليه فتح مدن منطقة ما وراء النهر بوسط آسيا، وقاتل الأتراك الذين تدفقوا غربًا من أواسط آسيا. [1]

كرم المهلب بن أبي صفرة

فقد كان من أكرم أهل زمانه والأمثلة على ذلك كثيره منها، أنه أقبل يومًا من احدى غزواته فتلقته امرأة فقالت له: أيها الأمير إني نذرت إن أنت أقبلت سالمًا أن أصوم شهرًا وتهب لى جارية وألف درهم فضحك المهلب وقال: قد وفينا نذرك فلا تعودى لمثلها فليس كل أحد يفى لك به، ووقف له رجل فقال: أريد منك حويجه (تصغير حاجة) فقال المهلب: اطلب لها رجيلًا (تصغير رجل) يعني أن مثلي لا يُسأل إلا حاجة عظيمة. وكان المهلب يوصي خدمه أن يقللوا من الماء ويكثروا من الطعام عندما يكون ضيوفه على خوانه حتى لا يملأ الضيوف بطونهم بالماء وحتى يملأها من الطعام. [2]

حلم المهلب بن أبي صفرة

كان رضى الله عنه من أحلم الناس ومن أخبار حلمه، فبعد أن فقئت عينه بسمرقند مر يومًا بالبصرة، فسمع أحدهم يقول: هذا الأعور قد ساد الناس، ولو خرج إلى السوق لا يساوي أكثر من مائة درهم، فبعث إليه المهلب بمائة درهم وقال: لو زدتنا فى الثمن زدناك فى العطية. [2]

من كلمات المهلب بن أبي صفرة

كان بليغا حكيما فى آرائه وله كلمات لطيفة وإشارات مليحة تدل على مكارمه، ومن ذلك حين حضرته الوفاة، دعا إليه ابنه حبيبًا ومن حضره من ولده، ودعا بسهام فحزمت ثم قال: أفترونكم كاسريها مجتمعة؟ قالوا لا، قال: فهكذا الجماعة، فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن صلة الرحم تنسئ فى الأجل وتثري المال وتكثر العدد، وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم. وكانت الحكمة تجري علي لسانه، كيف لا وهم الجيل الذي شاهد صحابة رسول الله رضوان الله عليهم ومن كلماته قوله: “عجبت لمن يشترى العبيد بماله، ولا يشترى الأحرار بأفضاله”. وقال: “الحياة خير من الموت، والثناء خير من الحياة، ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن تكون لى أذن أسمع بها ما يقال فيّ غدًا إذا مت”. [2]

ما قيل في المهلب بن أبي صفرة

وقد أثنى عليه الصحابة رضوان الله عليهم، لما وجدوا فيه من كريم الخصال، ومما قيل فيه: [2]

  • قال عبد الله بن الزبير عن المهلب: “هذا سيد أهل العراق”.
  • قال عنه قطري بن الفجاءة: المهلب من عرفتموه، إن أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر، يمده إذا أرسلتموه ويرسله إذا مددتموه ولا يبدؤكم إلا أن تبدؤوه، لا أن يرى فرصة فينتهزها فهو الليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم.
  • قال عنه أبو إسحاق السبيعي: “لم أرى أميرا أيمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب.
  • أنشد فيه المغيرة بن حبناء: أمسى العباد لعمرى لاغياث لهم *** إلا المهلب بعد الله والمطر/ هذا يجود ويحمى عن ديــــارهم *** وذا يعيش به الأنعام والشجر.

وفاة المهلب بن أبي صفرة

بعد حياة حافلة وانجازات رائعة وفتوحات عظيمة لقي المهلب ربه في عهد عبد الملك بن مروان، عام 83 هجرية خلال ولايته على خرسان منهيًا رحلة طويلة من الجهاد بدأت من معركة القادسية وانتهت بفتح بلاد ما وراء النهر ليسدل الستار على الستار على تاريخ فاتح إسلامي عظيم. [3]

وبهذا نأتي إلى ختام مقالنا الذي وضحنا من خلاله من هو المهلب بن أبي صفرة، فاتح بلاد ما وراء النهر وكاسر شوكة الخوارج، كما تحدثنا عن شجاعته وإقدامه وكرمه وحلمه وحكمته ووفاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *