من هو سلوقس الأول

من هو سلوقس الأول ، يميل بعض الأشخاص إلى دراسة الأحداث التاريخية، والتعمق بها، فيغوصون في الماضي، مكتشفين تفاصيله المخبأة في صفحات الكتب، والموسوعات، وغالبًا ما يكون الهدف من كل هذا الفضول هو معرفة من سكن أرض محددة، أو بقعة جغرافية في وقت سابق، وما هي الحضارات التي أنشأت فوقها، كالحضارة السلوقية التي تعود إلى فترة ما قبل الميلاد، فمن هو مؤسس هذه الحضارة، وما أبرز المعلومات عنه وعنها، هذا ما سيتم توضيحه في المقال التالي من موقع محتويات.

من هو سلوقس الأول

يعتبر سلوقس الأول من الشخصيات التاريخية المبهمة، والتي تتسم بالغموض، وهو مؤسس الإمبراطورية السلوقية فوق الأراضي السورية، يذكر في بعض الكتب التاريخية أنه قد ولد في مدينة يوريوس في مقدونيا، وكان ذلك في عام 359 قبل الميلاد، واختلفت في هذا التاريخ بعض الكتب والمراجع الأخرى التي ذكرت أنه كان عام 354 قبل الميلاد، أما بالنسبة لوفاته فقد كانت في عام 281 ق.م، حيث دفن في سلوقية بييريا، تزوج من ستراتونيس، وأنجبت له ابنًا وحيدًا هو أنطيوخوس الأول، وتجدر الإشارة إلى أن سلوقس الأول قد لقب بنيكاتور وهي كلمة يونانية تعني المنتصر أو المنصور، وذلك لأنه حقق خلال حياته عدد كبير من الانتصارات، حيث كان أحد كبارة القادة في جيش الاسكندر المقدوني.[1]

شاهد أيضًا: ما هي قصة هتلر النازي وكيف مات

نشأة سلوقس الأول

عمل أنطيوخوس والد سلوقس الأول قائدًا عسكريًا في جيش الملك فيليبوس (فيليب) الثاني المقدوني، وهذا ما كان سببًا في نشأة سلوقس في محيط القصر الملكي، فحظي بصداقة الإسكندر الأكبر ابن الملك، ورافقه في عدد من الحروب التي كان يشنها ضد الإمبراطورية الفارسية، فعندما بلغ نيكاتور العشرين من العمر، بدأت مهاراته القتالية والحربية بالتجلي، والوضوح، كما هيأ له المشاركة في الحملات المقامة في آسيا، وكذلك شارك في الحملات ضد الإمبراطورية الهندية، واستمر في ذلك إلى أن توفي الإسكندر، فتولى سلوقس الأول مهمة القيادة لفرقة الفرسان، بعد أن كان قائدها هو واحد من أكبر قادة الإسكندر في ذلك الوقت وكان يدعى هيفايستيون، حيث وزعت المقاطعات المفتوحة القادة العسكريين، الذين كان أهمهم القائد بطليموس وسلوقس، وهذا ما دفع الاثنان إلى التحالف من أجل التغلب على منافسيهما، فتمكن بطليموس من السيطرة مصر فأعلن نفسه ملكًا عليها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى فلسطين والجزء الجنوبي من سوريا، حيث وصلت حدود هذه المملكة إلى قبرص، وفي الوقت نفسه كان سلوقس قد تمكن من السيطرة على كل من بلاد الرافدين والباقي من سوريا، وكذلك أخضع بعض المناطق الفارسية الشرقية إلى حكمه، وذلك بمساعدة ابنه أنتيوخوس، بالإضافة إلى سيطرته على جميع المناطق الواقعة في آسيا الصغرى، وضم شمل هذه المناطق لتصبح مملكته.

تأسيس الدولة السلوقية

تمكن سلوقس من السيطرة على عدد كبير من المناطق والتي تم ذكرها سابقًا، وتوسيع حدود مملكته، حيث أسس مدينة أنطاكية الواقعة على ضفاف نهر دجلة في عام 305 قبل الميلاد، لتكون بذلك أول مدينة سلوقية، والتي اعتبرت المركز الأساسي للإمبراطورية السلوقية، كما استطاع أن يعقد صلحًا مع ملك الهندي، مقابل تقدمة الأخير 500 فيلًا حربيًا، وقد عرفت هذه الصفقة بأنها السبب في انتصار سلوقس في معركة إبسوس لعام 301 قبل الميلاد، التي كان خصمه فيها هو انتيجونوس، حيث صنف هذه المعركة من أهم أحداث حياة سلوقس الأول، كونها انتهت بقتله لألد أعدائه، وتمكن بعدها من أن يوحد إمبراطوريته بعد قضائه الكلي على إمبراطورية انتيجونوس، التي لطالما كانت عائقًا دائمًا في طريقه.

شاهد أيضًا: من اشهر القاده العسكريين في التاريخ

موت سلوقس الأول

انتهت العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع بين كل من بطليموس وسلوقس بالخلاف، فأخذ كل واحدًا منهم يبحث عن حلفاء لكي يساعدونه، إلى أن انتهى المطاف بهما إلى خوض معركة كروبديوم، التي قتل فيها سلوقس، وكان قد حاول قبلها  السيطرة على كل من تراقيا ومقدونيا، لكن هذه المحاولات لم تنجح، ومنذ ذلك الوقت أخذت الإمبراطورية السلوقية بالانهيار شيئًا فشيئًا، وكان ذلك في حوالي عام 250 قبل الميلاد، حيث نشأت العديد من الخلافات ضمنها، مما أدى إلى تقسيمها إلى دويلات صغيرة، إلى أن ظهر الفرس في عام 200 قبل الميلاد، فتمكنوا من السيطرة على كل من نهر إندوس في الجهة الشرقية، ونهر الفرات من الغرب، بالإضافة إلى  استيلائهم على معظم الطرق التجارية الهامة، واستمر فترة التشتت والضعف هذه حتى عام 198 قبل الميلاد، حيث جاء الملك أنتيوخوس الثالث، فعمل على توسيع المملكة مرة أخرى، وأعادها إلى الشكل الذي كانت عليه في أيام سلوقس الأول.

وفي الختام تكون قد تمت معرفة من هو سلوقس الأول، كما تم ذكر أهم المعلومات التاريخية عنه، وعن نشأته، وتأسيسه للإمبراطورية السلوقية، وصولًا إلى وفاته.