من هو صاحب رواية الحرب والسلام

من هو صاحب رواية الحرب والسلام

من هو صاحب رواية الحرب والسلام هو أحد أهم كتاب الأدب العالمي، وقد ساهمت هذه الرواية في إرساء الكثير من الفِكَر المختلفة حول أحداث التاريخ، والحروب، والمعارك، كما أظهرت وجهة نظر الكاتب حول الحياة بمعناها الواسع حسب فلسفته الخاصة.

من هو صاحب رواية الحرب والسلام

صاحب رواية الحرب والسلام هو الكاتب الروسي الشهير ليف نيكولايفيتش تولستوي الذي عرف باسم “ليو تولستوي”،  وتُعد رواية الحرب والسلام التي كُتبت في الفترة من عام 1865 إلى عام 1869 هي الرواية الأولى لأحد أهم كُتاب القرن التاسع عشر،

مقتطفات من رواية الحرب والسلام

تُعد رواية الحرب والسلام من أطول الروايات التي ألفها تولستوي طيلة حياته، وتستند الرواية على ثلاث ركائز أساسية تتميز بالتناغم والاتساق، وتتمثل هذه الركائز في “فترة الحروب النابيليونية”، “سير ذاتية لشخصيات خيالية”، و”مجموعة من المقالات المطولة عن فلسفة التاريخ”، وقد أثارت مواضيع الرواية آراء العديد من النقاد منذ وقت صدورها إلى يومنا الحالي.

فترة الحروب النابيليونية

تبدأ فترة الحروب النابليونية بانتصار نابليون في “معركة أوسترليتز”، وما يليها من محاولته لاحتلال روسيا، وقد صور الكاتب الروسي تولستوي “نابليون بونابارت” بأنه شخص أناني غير مؤثر، هذا بالإضافة إلى وصفه للقيصر الروسي آنذاك “ألكسندر الأول” الذي امتلك قدرة عالية على صياغة الجمل، كما أنه كان يُعير اهتمامًا شديدًا لطريقة وصف المؤرخين له.

ذكر تولستوي أيضًا الجنرال الروسي “ميخائيل كوتوزوف” الذي اتصف بالصبر، والذكاء في أمور الإدارة والتخطيط.

صور المؤلف أيضًا هذه المعارك، وما اتسمت به من فوضى عارمة، وقتال ضارٍ، وأشار إلى توقع جنرالات الحرب بقدرتهم على توقع جميع السيناريوهات المحتملة، والتي قد تحدث بشكل طارئ في تلك المعارك، ولكنه كان يرى أن الحرب مثل الحياة تمامًا لا يُمكن توقع أحداثها الآتية، ولا يُمكن توقع نهايتها أيضًا؛ فالسلوك البشري أعقد من أن يتم التنبؤ به.[1]

سير الشخصيات الخيالية في الرواية

الأمير أندري

من أبرز الشخصيات الخيالية التي أوردها تولستوي في رواية الحرب والسلام هي شخصية “الأمير أندري بولكونسكي” وتميزت هذه الشخصية بالتفاخر الدائم، واحتقار كل ما هو سطحي وتقليدي، وكل ما هو مزيف، ونظرًا لحرصه على اللحاق بالطبقة الراقية من المجتمع قرر الانضمام للجيش حتى يتمكن من تحقيق المجد الحقيقي.

ونتيجة لانضمامه للجيش فقد أُصيب بجروح شديدة في معركة أوسترليتز، وأدرك حينها أن ما تطلع إليه من المجد، ونابليون أيضًا لا يقلان “تفاهةً” عن صالونات “سانت بترسبرج”.

ومع تقدم الأحداث في حياة الأمير أندري في الرواية يكتشف مدى تفاهة، وركاكة جميع الأمور والنشاطات التي دائمًا ما سعى لأجلها، وتنتهي قصته بوصف بارع من تولستوي لوفاة هذا الأمير الخيالي في عام 1812.[1]

بيير بيزوخوف

بيير بيزوخوف شخصية خيالية أخرى يرسمها تولستوي في روايته، وكان أبرز ما يُميز بيير أنه شخص صادق، متلعثم في حديثه، كما أنه كان مذبذبًا بين الإيمان ببعض المذاهب الفلسفية التي يُمكنها الإجابة على جميع التساؤلات، وبين المذهب النسبي التام؛ الأمر الذي جعله في حالة شديدة من اليأس في أغلب الأوقات.

وفي نهاية قصته اكتشف بيير بأنه لا يُمكنه إيجاد الحكمة في أي من النظم، ولكن يُمكنه أن يجدها في الأحداث والتعاملات والأنماط الطبيعية للحياة اليومية، وما اكتشفه بيير يُعتبر حقيقة يُؤمن بها تولستوي نفسه، وأوضح بيير أن أكبر دليل على هذا هو زواجه من “ناتاشا” بطلة الرواية، كما اهتم تولوستوي بتوضيح سعي بيير للوصول إلى اليوتوبيا.

قد أوضحت شخصيات الرواية وجهة نظر تولستوي التي تُفيد أن النشاطات الحيوية اليومية هي التي يُمكنها التحكم بالحياة وجعلها أفضل أو  أسوء؛ حيث كانت الشخصيات مثل الجندي الخلوق، والمرأة الكريمة، وماريا شقيقة الأمير أندري، ونيكولاي شقيق ناتاشا هي الشخصيات الحكيمة في الرواية، وليس المُفكرين.[1]

نبذة عن حياة تولستوي

ولد تولستوي عام 1828 بياسنايا بوليانا في مقاطعة “تولا” في الإمبراطورية الروسية آنذاك، ونشأ ليو تولستوي في طبقة أرستقراطية، وقد تُوفيت والدته قبل إتمامه عامين من عمره، ثم تُوفي عام 1837، وبعد وفاة جدته، وعمته تم نقله وأخوته للعيش مع عمته الأخرى في قازان التي تقع في غرب الأمبراطورية الروسية.[2]

تعليمه

تعلم تولستوي من المنزل على يد مجموعة من المعلمين، وفي المرحلة الجامعية عام 1844 التحق بجامعة قازان ليدرس اللغات الشرقية، ولكنه لم يبقى في هذا القسم لوقت كبير بسبب ضعف دراسته؛ الأمر الذي أجبره على تغييره فلجأ إلى دراسة الحقوق.

ترك تولستوي الجامعة في عام 1847 دون الحصول على شهادة جامعية، ثم عاد إلى بلدته ياسنايا بوليانا، وقرر أن يُعلم نفسه، وأن يُدير ما تركه له أبواه بنفسه.[2]

اهتماماته

عُرف عن تولستوي الاهتمام بالآداب المختلفة، واهتمامه أيضًا بالقيم الأخلاقية، وكان يستمتع بروايات المؤلفين الإنجليزيين “تشارلز ديكنز”، و”لورانس ستيرن”، كما كان يولي اهتمامًا خاصًا بكتابات “جان جاك روسو” الفيلسوف الفرنسي الشهير لدرجة أنه كان يرتدي ميدالية تحمل صورته.[2]

التحاقه بالجيش

قد عاش تولستوي حياة طليقة في كل من “تولا”، و”موسكو”، و”سانت بترسبرج”، والتحق بالجيش في عام 1851؛ حيث انضم إلى نيكولاي “شقيقه الأكبر” الذي كان ضابطًا في الجيش، وشارك في معارك كثيرة في القوقاز ضد السكان الأصليين، وأيضًا شارك في حرب القرم الشهيرة.[2]

الكتابة في حياة تولستوي

بدأ في تدوين مذكراته  في عام 1847، ومن خلالها كان يقوم بعملية التحليل الذاتي؛ الأمر الذي أثرى خياله فيما بعد، وخلال هذه المذكرات تمكن من تأليف قواعد مختلفة للسلوك الاجتماعي، والسلوك الأخلاقي، كما أنها أوضحت المحاولات العديدة التي فشل فيها في احترام هذه القواعد، وأطلق في عام 1869 أولى رواياته، وأهمها وهي رواية “الحرب والسلام”، وقد ألف بعدها إرثًا كبيرًا من أهم روايات الأدب العالمي.[2]

تُوفي ليو تولستوي صاحب رواية الحرب والسلام عام 1910 بسبب تدهور صحته، وإصابته بالالتهاب الرئوي تاركًا تاريخًا أدبيًا عالميًا ذاخرًا، يمتلئ بالفكر المختلف، ويُسلط الضوء على مذهبه الخاصة الذي يعكس رؤيته للعالم والموجودات، وخاصة في رواية الحرب والسلام التي تُظهر الجانب الآخر من الحروب النابليونية على الجبهة الروسية.[3]

المراجع

  1. ^ britannica.com , War and Peace , 31\12\2020
  2. ^ britannica.com , Leo Tolstoy Russian writer , 31\12\2020
  3. ^ thoughtco.com , Biography of Leo Tolstoy, Influential Russian Writer , 31\12\2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *