من هو كبير المنافقين في الإسلام

من هو كبير المنافقين في الإسلام

من هو كبير المنافقين في الإسلام لقد اشتهر هذا الشخص بشدة نفاقه وكفره، وقد نهى الإسلام عن  النفاق بكل أشكاله وأنواعه، لما يجرّ على صاحبه الكثير من المشاكل والعقبات والتحديات، وقد بيّن لنا الشرع في عدد من الأحاديث النبوية الشخص المنافق من غير المنافق، وفي مقالنا التالي من موقع محتويات سوف نتعرّف على كبير المنافقين من هو؟

من هو كبير المنافقين في الإسلام

إن كبير المنافقين في الإسلام هو عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وكبيرهم، وإليه يجتمعون، وهو القائل في غزوة بني المصطلق: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَل}[1]، وفي قول كبير المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول نزلت سورة المنافقين، وقد كان يتهيأ لزعامة الأوس والخزرج قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وكان سيدًا عند قومه لا يختلف في نسبه وشرفه اثنان، ولم يجتمع الأوس والخزرج على رجل واحد لا قبله ولا بعده، وكانوا على وشك تتويجه ملك عليهم، ولكن عندما جاء الإسلام وقومه على ذلك، انشغلوا عنه إلى الإسلام، فرأى عبدالله بن أبي بن سلول أن قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته قد استلبوه ملكه، فلما رأى قومه قد دخلوا في الإسلام، دخل معهم مكرهًا وفي قلبه إصرار على النفاق.[2]

شاهد أيضًا: سبب إخراج بني النضير من المدينة

بعض مواقف عبدالله بن أبي بن سلول مع النبي

وردت الكثير من الروايات والأحاديث التي تبيّن حقد عبدالله بن أبي بن سلول على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أتباعه، فقد جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: (قِيلَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لو أَتَيْتَ عَبْدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ، قالَ: فَانْطَلَقَ إلَيْهِ وَرَكِبَ حِمَارًا وَانْطَلَقَ المُسْلِمُونَ وَهي أَرْضٌ سَبَخَةٌ، فَلَمَّا أَتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: إلَيْكَ عَنِّي، فَوَاللَّهِ، لقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ، قالَ: فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ: وَاللَّهِ، لَحِمَارُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ، قالَ: فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللهِ رَجُلٌ مِن قَوْمِهِ، قالَ: فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما أَصْحَابُهُ، قالَ: فَكانَ بيْنَهُمْ ضَرْبٌ بالجَرِيدِ، وَبِالأيْدِي، وَبِالنِّعَالِ، قالَ: فَبَلَغَنَا أنَّهَا نَزَلَتْ فيهم: {وَإنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فأصْلِحُوا بيْنَهُمَا}[3]، واستمر على نفاقه وحقده على النبي صلى اله عليه وسلم، ومن ذلك اتهامه عائشة أم المؤمنين بحادثة الزنا، وقد نزلت آية كريمة تبرئ السيدة عائشة من هذه التهمة العظيمة.[4]

شاهد أيضًا: صفات عائشة رضي الله عنها

مواقف عبدالله بن أبي بن سلول مع المسلمين

من أهم المواقف التي نُظهر مدى عِداء ونفاق عبدالله بن أبي سلول نذكر هذه المواقف: [5]

موقفه في غزوة بني قينقاع

لما نقضّ بنو القينقاع العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم اتبعوا ذلك بالاعتداء على المرأة المسلمة، حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فانصاعوا لأوامره بعد 15 يومًا على محاصرتهم، فشدّ وثاقهم، فجاء عبدالله بن أبي بن سلول ليشفع لهم عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هو الذي جعلهم يعصون النبي ويتحصّنون ويقفون ضدّه ويعادونه، لكن قذف الله في قلوبهم الرعب، واستسلموا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء عبدالله بن أبي بن سلول ليفكّهم، فمنعه الحرس من ذلك، فوثب إلى النبي، وأدخل يده في جنب درع النبي من خلفه، وقال له: يا محمد أحسن في مواليّ، فقال له ويلك: اتركني، قال: لا أتركك حتى تحسن في مواليّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اتركوهم لعنهم الله، ولعنه”، وكان يريد في هذه الحادثة أن يحصل شقاق وقتال بين قومه والمسلمين، ولكن النبي فوّت عليه هذه الفرصة.

موقفه في غزوة أُحد

شاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في لقاء العدو في أُحد، أو التصدي لهم في المدينة، وكان الرأي الغالب أن يخرجوا لملاقاتهم في جبل أُحد، وانطلق جيش المسلمين لملاقاة العدو في جبل أُحد، وفي الطريق انسحب عبدالله بن أبي بن سلول بثلث الجيش، وكان يريد من ذلك تثبيط عزيمة المسلمين، وليعطي من بقي منهم المبرر إن هم انهزموا، ولما اشتدّ القتال أشاع هو ومن معه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل لتوهين العزائم، ولكن ردّ الله كيدهم إلى نحورهم، وحمى نبيه والمسلمين، وأنزل الله تعالى في ذلك: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}[6].

موقفه من مسجد الضرار

كان عبد الله بن أبي بن سلول هو العقل المدبّر لفكرة “مسجد الضرار”، وهو مسجد أسسه المنافقون حتى يكون مقرّهم السرّي الذي تصدر منه الفتن، وتُصنع في الحيل لإثارة الفرقة والبلبلة بين المسلمين.

شاهد أيضًا: علل المنافقون اعداء المسلمين على مر الزمان

ابناء عبدالله بن أبي بن سلول

لم يكن لعبد الله بن أبي بن سلول سوى ولد واحد هو “عبدالله بن عبدالله”، وكان من فضلاء الصحابة، شهد بدرًا وحروب الردّة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وما بعدها، واستشهد يوم معركة اليمامة في خلافة أبي بكر الصدّيق، ويُذكر أنه لما سمع عن صفات أبيه ونفاقه، فجاء إلى النبي يستأذنه بقتله، فقال له النبي: “بل أحسن صحبته”، كان اسم عبدالله الحُباب، ومعناه الشيطان، فغيّر اسم النبي ليصبح عبدالله.[7]

شاهد أيضًا: هم الذين خرجوا على إمام المسلمين، وخالفوا طاعته التي هي من طاعة الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم

لماذا تحمّل النبي عبدالله بن أبي بن سلول ولم يأمر بقتله؟

خشي النبي أن ينتشر بين القبائل أن النبي صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه، إذ أن العرب في الجزيرة العربيّة لم يكونوا يُدركوا تفاصيل ما كان يحدث من مؤامرات هناك، ولن يتمكّنوا من استيعاب مبررات العقوبة التي سيتخذها النبي ضد هذا المنافق، والصورة التي ستصلهم، ستكون مشوّهة وناقصة حتمًا، فهو سيدًا من أسياد المدينة، دخل الإسلام، ثم جاء الأمر بقتله، هكذا سيفهم الناس الأمر.

والسبب الآخر لعدم قتل النبي له، هو أن النبي كان حريصًا على وحدة الصّف الداخلي، خصوصًا في بداية مراحل قدومه إلى المدينة، وقد كانت بذرة الإسلام كانت لا تزال غضّة طريّة، فاختار النبي أسلوب المداراة والصبر على مواقف عبدالله بن أبي بن سلول، وبالفعل أثمر أسلوب النبي عن نتيجة، حيث كان يجد ابن سلول البغض والعتاب في كل موقف من مواقفه، فنبذه أهله وأقر الناس إليه.

وفاة عبدالله بن أبي بن سلول

توفي في شهر شوال من السنة التاسعة للهجرة أشد الناس عداءً للإسلام وأهله، وشخصيّة كانت مصدر قلق ومنبع للشر في المجتمع الإسلامي بأكمله، ولكن قبل وفاته وفي أواخر شهر شعبان سقط عبدالله بن أبي بن سلول على فراشه يُقاسي آلام المرض وشدّة الموت، ولم يكف النبي صلى الله عليه وسلم عن زيارته والسؤال عن حاله، وفي يوم عندما دخل النبي على عبد الله بن أبي بن سلول طلب منه أن يعطيه ثوبه لكي يكفّن به، وذلك لدفع العار عن ابنه وعشيرته وأقاربه، فأعطاه النبي قميصه، وقام ليصلّي عليه، فصلّى عليه، وبموت هذا المنافق انحسرت الفتنة بدرجة كبيرة، وتراجع الكثير من أفرادها عن ضلالهم.[8]

شاهد أيضًا: شبه الله المنافقين ب

في الختام تعرفنا على من هو كبير المنافقين في الإسلام هو عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وكبيرهم، وإليه يجتمعون، وتعرفنا إلى مواقف عبدالله بن أبي بن سلول مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعدد أبنائه، ولماذا لم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم، ووفاته.

المراجع

  1. ^ المنافقون , 8
  2. ^ islamweb.net , رأس المنافقين , 21/3/2022
  3. ^ صحيح مسلم , أنس بن مالك، مسلم ،صحيح مسلم ،1799 ،[صحيح]
  4. ^ islamweb.net , رأس المنافقين , 21/3/2022
  5. ^ alukah.net , بعض ما فعله المشركون في المدينة ضد المسلمين , 21/3/2022
  6. ^ alminbar.net , عبد الله بن أبي ابن سلول , 21/3/2022
  7. ^ .islamweb.net , وفاة عبدالله بن أبي بن سلول , 21/3/2022
  8. ^ .islamweb.net , وفاة عبدالله بن أبي بن سلول , 21/3/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *