من هي أول شهيدة في الإسلام

من هي أول شهيدة في الإسلام

من هي أول شهيدة في الإسلام بعد أن أسبغ الله -تعالى- نور الهداية على البشرية وبدأ المشركون بمحاربة مؤيدي الدعوة الإسلامية، فكان القتل والتعذيب والتشريد هو سيد الموقف في تلك الآونة، ولم يتورّع المشركون عن تعذيب النساء والأطفال، فشرّف الله تعالى امرأة بأن تكون أول شهيدة في الإسلام، سيتحدّث عنها هذا المقال ويُفصّل في وقفات من حياتها إلى استشهادها.

من هو الشهيد

قبل الحديث عن من هي أول شهيدة في الإسلام  لا بدّ من تعريف الشهيد،  فهو الذي يبذل روحه في سبيل الله وتصعد روحه إلى بارئها ويكتب الله -تعالى- له أجر الشهادة، وذلك لا يكون بشكل واحد إذ تتنوع أشكال الشهادة ولكن يبقى أعظمها هو الاستشهاد في المعركة في سبيل الله تعالى، ولكن هناك أنواع أخرى للشهادة إذ المبطون -أي الذي مات بسبب ألم في بطنه- شهيد، والمرأة التي تموت بسبب الولادة أو في النفاس شهيدة، والذي يموت حرقًا يكون شهيدًا وصاحب الطاعون شهيد.[1]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم

من هي أول شهيدة في الإسلام

إنّ أول شهيدة في الإسلام هي سمية بنت الخياط وذلك بعد أن ذاقت ألوان العذاب، ولم تكن سمية بنت الخياط هي المرأة الوحيدة التي تعرضتت للاضطهاد والتعذيب على أيدي الكثيرات من النساء المسلمات مثل فاطمة بنت الخطاب وحمامة أم بلال وغيرهنّ من الصابرات، ولكن المرأة التي أزهقت روحها تحت التعذيب بداية كانت سمية بنت الخياط.[2]

سمية بنت الخياط

بعد الحديث عن من هي أول شهيدة في الإسلام لا بدّ من ذكر وقفات من حياتها، إذ هي واحدة من الصحابيات الجليلات والتي لم تبخل بروحها من أجل إعلاء كلمة الله تعالى وإزهاق الكفر، وما يلي تفصيل في حياتها:

حياة سمية وزواجها

لقد كانت سمية بنت الخباط أمة عند أمةً عند أبي حذيفة بن المغيرة، وحدث ذات مرة أن جاء ياسر بن عامر من اليمن إلى مكة المكرمة ثم أقام فيها مدة وتعاهد مع أبي حذيفة بن المغيرة فزوج أبو حذيفة سمية من عمار وما زالت هي أمة عنده، فلمّا ولدت سمية بنت الخياط ابنها عمار أعتقها أبو حذيفة وبقيت سمية زوجة لياسر بن عامر وأقامت معه، وكانت عائلة مباركة بفضل من الله.[3]

إسلام سمية وتعذيبها

لمّا طلعت شمس الإسلام على المسلمين كان من أوائل ممن التحق بركب الإسلام عائلة ياسر فأسلمت سمية وابنها عمار وزوجها ياسر، فكانت سمية رضي الله عنها هي سابع إنسان يدخل إلى الإسلام، فقد ذكر في ذلك مجاهد رجمه الله: “أوَّل من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، وبلال بن رباح، وصهيب، وخباب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وسمية أم عمار”، ولكنّ ذلك لم يعجب أعداء الله فأقوا على تعذيبها وتعذيب ابنها وزوجها ياسر.[3]

شاهد أيضًا: من هو اول شهيد في غزوة احد

استشهاد سمية

لقد عكف المشركون على تعذيب سمية تعذيبًا عظيمًا وأقاموا على ذلك في رمضاء مكة، وكانت سمية حينئذ عجوزًا ضعيفة فكان كلمّا مر عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُصبّرهم على حالهم ويخبرهم أنّ موعدهم الجنة، حتى قال عنها جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “يقتلوها فتأبى إلا الإسلام”، حتّى أغاظت أعداء الله فمر عليها أبو جهل فطعنها في حربة من أسفلها فماتت وفاضت روحها إلى بارئها.[3]

شاهد أيضًا: من هم الثلاثة من الصحابية الذين تشتاق إليهم الجنة؟

ما هو فضل الشهادة في سبيل الله

بعد الحديث عن من هي أول شهيدة في الإسلام لا بدّ من ذكر فضل الجهاد إذ إنّ الجهاد هو رأس الإسلام وأجر المجاهد عظيم والشهادي سبيل الله أمر حسن لا يعلوه أمر حيث قال الله تعالى في سورة آل عمران: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}،[4] وبذلك فإنّ الله -تعالى- قد جعل للشهيد مكانة عظيمة لا يرتقيها إلا مَن بحث عن الموت في الحياة الدنيا فوهبه الله الحياة الأبدية.[5]

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن سؤال من هي أول شهيدة في الإسلام وأول امرأة مسلمة أُريق دمها من قبل كافر، وكيف تمّ قتلها ومَن هو المشرك الذي قتلها، وتمّ تبيين معنى الشهيد في الشريعة الإسلامية وما هو فضل الشهادة عند رب العباد.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , من هو الشهيد؟ , 30-5-2021
  2. ^ islamweb.net , سُمَيّة أول شهيد في الإسلام , 30-5-2021
  3. ^ islamstory.com , سمية بنت خياط .. أول شهيدة في الإسلام , 30-5-2021
  4. ^ سورة آل عمران , الآية: 169-171
  5. ^ alukah.net , فضل الشهادة في سبيل الله , 30-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *