من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها بالقرآن الكريم؟

من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها في القرآن الكريم؟

من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها بالقرآن الكريم؟ الأسئلة التي سيت الإجابة عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ القرآن الكريم مليء بالدروس والعبر، كما أنّه أورد القصص التي حدثت قديمًا، وتطرّق إلى مواضيع عديدة؛ كالعبادات والمعاملات والعقوبات والأحوال الشخصية وغيرها، كما أنّه تطرّق للمواضيع التي تخصّ النساء ولا سيّما المعجزات التي أعطاها الله تعالى لبعض الأنبياء.

من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها بالقرآن الكريم؟

إن المرأة التي ذكرت في القرآن الكريم أكثر من مرة هي مريم بنت عمران، فقد ورد ذكر اسمها في القرآن أربعاً وعشرين مرة، منها أحد عشر مرة ذكرت وحدها، وثلاث عشر مرة ذكرت منسوباً إليها ابنها عيسى عليه السلام، وكانت مريم عليها السلام تعيش مع أهل وأقوام يعبدون الأصنام، ولكنها كانت تعبد الله عز وجل، لذا ابتعدت عن أهلها وقومها آنذاك، وتقربت من الله عز وجل إلى أن جاءت ليلة كانت تجلس بمفردها فأنزل الله تعالى الملك جبريل عليه السلام عليها.

ورأته في صورة بشر ثم طمأنها وأخبرها بأنها سوف تحمل بولد وسيصبح نبيًا من أنبياء الله، وعندما جاء وقت الولادة، قال تعالى: “فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا”.

تكلم نبيّنا عيسى عندما ولد وقال تعالى: “فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا”.

بعد ذلك حملت في نبينّا عيسى وذهبت إلى قومها، فلم يصدقوها واتهموها بالغباء، فلم ترد عليهم لأنها كانت صائمة عن الكلام ثم أشارت لطفلها فأنطقه الله مرة أخرى قال تعالى: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا، وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا، وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا).[1]

شاهد أيضًا: معجزات عيسى عليه السلام

لماذا لم يذكر القرآن أسماء النساء

لم يذكر الله -عز وجل- امرأة وسماها باسمها في كتابه إلا مريم ابنة عمران، فإنه ذكر اسمها في نحو من ثلاثين موضعاً، لحكمة ذكرها بعض العلماء، فإن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في الملأ، ولا يبتذلون أسماءهن، بل يكنون عن الزوجة بالعرس والأهل والعيال ونحو ذلك، فإن ذكروا الإماء لم يكنوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر والتصريح بها، فلما قالت النصارى في مريم ما قالت وفي ابنها، صرح الله باسمها، ولم يُكنِّ عنها بالأموَّة والعبودية التي هي صفة لها، وأجرى الكلام على عادة العرب في ذكر إمائها.

وذكر بعض العلماء القدامى ذلك وأوردوا في مصنفاتهم: ومع هذا فإن عيسى -عليه السلام- لا أب له، واعتقاد هذا واجب، فإذا تكرر ذكره منسوباً إلى الأم استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه، وتنزيه الأم الطاهرة عن مقالة اليهود لعنهم الله.[2]

نساء نزلت فيهن آيات في القرآن

قد تبين سابقًا أنّ المرأة الوحيدة التي ذُكر اسمها في القرآن الكريم هي: مريم -عليها السلام- وفيما يأتي بيان النساء اللواتي نزلن فيهنّ القرآن الكريم:[3]

زينب بنت جحش

أول هؤلاء النسوة: زينب بنت جحش، وأمها أميمةُ بنت عبدِالمطلب، عمة الرسول عليه السلام وهي امرأةٌ ذات حسب وجمال، زوَّجها الرَّسولُ عليه السلام من مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه وكان قد تبناه قبل البعثة، وصار يُقال له: زيدُ بن محمد؛ عندما آثر البقاءَ عنده على الذَّهابِ مع أبيه وعمِّه، والآية التي نزلت في حقهم هي قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}.

عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما

نزل فيها قرآنٌ يبرئها من تهمةٍ لاكتها ألسنةُ السوء، التي تحدثت بحديثِ الإفك، فكانت عائشة بذلك طاهرةً مطهرة مبرأة، ونتلو براءتها في عشرِ آيات من سورة النور، على مرِّ الزمان، فقد كانت رضي الله عنهما مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في غزوة بني المصطلق، وألجأتها حاجتُها إلى الابتعادِ عن الرَّكبِ ليلاً لقضائها، وعندما عادت افتقدت عِقدًا رجعت تبحث عنه، وطال بحثُها فارتحل الركبُ قبل أن تعود، وعندما رجعت وجدت المكانَ خاليًا من الجيش، فقعدت تنتظرُ عودةَ من يبحث عنها عندما يفتقدونها، إلى آخر القصة، فنزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

عائشة وحفصة رضي الله عنهما

نزلت سورةِ التحريم؛ وذلك أنَّ عائشة وحفصة رضي الله عنهما تواطأتا على أن تقولَ أيُّ واحدة منهما يدخلُ عليها النبيُّ عليه السلام بعد مجيئه من عند زينب: “إني أجدُ منك ريحَ المغافير – نبت له رائحة مميزة”، ودخل النبي على حفصةَ، فقالت له ذلك، فقال: “لا، ولكنِّي كنتُ أشرب عسلاً عند زينب، فلن أعودَ له، وقد حلفتُ لا تخبري بذلك أحدًا”، ولكنَّ حفصة أخبرت عائشةَ، وكان هذا التواطؤ أو التظاهر منهما على النبي عليه السلام سببًا في نزولِ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم}، ثم قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}.

شاهد أيضًا: معلومات عن عائشة رضي الله عنها

إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: من هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها بالقرآن الكريم؟ وتبين أنّها مريم بنت عمران، كما تعرفنا على الحكمة التي لم يرد من خلالها أسماء النساء في القرآن الكريم، بالإضافة إلى الآيات التي نزلت في بعض النساء ولا سيّما نساء الرّسول -صلى الله عليه وسلم-.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *