موقف النبي مع كفار قريش عند فتح مكه

موقف النبي مع كفار قريش عند فتح مكه

موقف النبي مع كفار قريش عند فتح مكه ما هو؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالناس عطوفًا لا يلجأ للقتال إلا في نهاية المطاف فلقد، كانت دعوته للناس بالحسنى واللين وشهد له بذلك كل صحابته وزوجاته رضوان الله عليهم كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين”.

موقف النبي مع كفار قريش عند فتح مكه

كان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش موقف حسن ينم على جميل أخلاقه وحُسن طباعه حيث أنه قال لهم عند الفتح اذهبوا فأنتم طلقاء حيث روى إسحاق كما هو موجود في سيرة ابن هشام “حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ …  إلى أن قَالَ:  يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تُرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟  قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ:  اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ”.

كما قَالَ أَبُو يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَفَا عَنْ مَكَّةَ وَأَهْلِهَا وَقَالَ: “مَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ” كما أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن القتل إلا شخص ما واحد حيث روي: “إلَّا نَفَرًا قَدْ سَمَّاهُمْ إلَّا أَنْ يُقَاتِلَ أَحَدًا فَيَقْتُلَ، وَقَالَ لَهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ : مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ”.

كيفية التعامل مع الكفار

من المفاهيم الخاطئة مفهوم علاقة المسلم بالكافر حيث يعتقد الكثير أنه لا بد وأن تكون تلك العلاقة علاقة شدة وعنف وغلظة وذلك لا يتوافق تمامًا مع تعاليم الشريعة الإسلامية ولا يتفق مع تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال الله عز وجل: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعامل باللين والرفق وكان حليمًا صبورًا حسن الخلق.

حيث إن تلك العلاقة لا بد وأن تكون علاقة حسنة تملئها الدعوة بالحسنى دون حيث روي عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ألا من ظلم معاهَدَاً، أو انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة“.

شاهد أيضًا: أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم هي

من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام في تعامله مع غير المسلمين هو حلمه عليهم

العبارة صحيحة بالفعل من هدى النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع غير المسلمين هو حلمه عليهم فلقد كان صلى الله عليه وسلم صبورًا وحليمًا وخلوقًا ويدعوا الناس بالحسنى ويزيد من دعوته مرارًا وتكرارًا لكي يؤمن من لم يسلم بعد فلقد وصفته أم المؤمنين عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَائلة: “إِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآنَ”.

ذلك الحُلم وتلك الأخلاق الكريمة لم يأتي مع الدعوة بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متصفًا بها منذ أن كان طفلًا واستمرت معه لشبابه وتجلت أثناء دعوته وما يذل على ذلك كلام خَدِيجَةَ أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لنبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال لها على بعد اللقاء الأول مع جبريل: “لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ” تعين الضعيف” وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ” تعطي المال للفقير” وَتَقْرِي” تكرم” الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقّ”.

كما أكد الله عز وجل في كتابه العزيز أنه لولا لين قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه لانفض الناس من حوله حينما قال تعالى: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا موقف النبي مع كفار قريش عند فتح مكه حيث كان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مشركين قريش عن فتح مكة موقف ينم عن أسلوبه في الدعوة وينم عن حُسن خلقه وطباعه حيث قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *