هل الاحتلام يوجب الغسل

هل الاحتلام يوجب الغسل

هل الاحتلام يوجب الغسل ؟ سؤالٌ يهمُّ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن بعض أحكام الاحتلامِ، كما سيتمُّ بيان موجبات الغسلِ في الشريعة الإسلامية، ثمَّ سيتمُّ بيان كيفية الغسل الصحيح بالصفة المجزئة كما سيتمُّ بيان كيفيته بالصفة الكاملة كما اغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هل الاحتلام يوجب الغسل

الاحتلام بحدِّ ذاته لا يُوجب الغسل، ما يُوجب الغسل هو نزول المنيِّ من المسلم سواء قلَّ أم كثر، وبناءً على ذلك فمن احتلم ورأى المنيَّ وجب عليه الاغتسال، ومن احتلم ومن يرَ المنيَّ فلا غسل عليه،[1] وإنَّ الاحتلام بحسب الاصطلاح الشرعي يعني أن يرى البالغ نفسه في المنام وكأنَّه يجامع امرأةً أو يباشرها.

شاهد أيضًا: هل الميت يحس عند الغسل

سنُّ الاحتلام

إنَّ السنَّ المعتبر شرعًا للاحتلام هو تسعُ سنين قمرية سواء أكان نازلًا من ذكرٍ أم من أنثى، وبناءً على ذلك فإنَّ ما ينزل منهما قبل هذا السن المعتبر شرعًا من الإفرازات لا يعدُّ منيًا ولا يترتب عليه أحكام المنيِّ من حيث وجوب الغسل، ولا يحرم على النازل منه الصلاة ولا قراءة القرآن، ولا دخول المسجد ولا يحرم عليه شيئًا مما يحرم على الجنب.[2]

شاهد أيضًا: هل الاحتلام يبطل الصيام وكيفية الاغتسال منه

هل المرأة تحتلم

نعم إنَّ المرأة قد ترى في منامها أنَّها تُجامع، وقد ينزل منها المني مثلها مثل الذكر تمامًا، ودليل ذلك ما رُوي عن أم سلمة -رضي الله عنها- حيث قالت: “جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا”.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز تأخير الاغتسال من الجنابة في رمضان

موجبات الغسل

موجبات الغسل تعني هي الأمور التي إن أصابت المسلم او المسلمة وجب عليهما الغسل، وعدد هذه الموجبات خمس، وفي هذه الفقرة من مقال هل الاحتلام يُوجب الغسل بيانها، وفيما ياتي ذلك:[4][5]

  • خروج المني: اتفق الفقهاء على وجوب الغسل عند نزول المنيِّ سواء نزل من ذكرٍ أم من أنثى، وسيتمُّ فيما يأتي بيان عددًا من المسائل الخاصة بنزول المني:
    • نزول المنيِّ بشهوةٍ: ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنَّ من شروط وجوب الغسل عند نزول المنيِّ أن يكون قد نزل بشهوةٍ، بينما ذهب الشافعية إلى عدم اشتراط الشهوة في ذلك، فذهب إلى أنَّ نزوله مطلقصا سواء أكان بشوةٍ أم بغير شهوةٍ يُوجب الغسل.
    • منع نزول المنيِّ: إذا شعر الرجل بنزول المنيِّ ثمَّ استدرك نفسه ومنعه من النزول فلا يجب عليه الغسل عند الشافعية، ويجب عند الحنابلة.
    • تكرار نزول المنيُّ: ذهب أكثر أهل العلم إلى أنَّ نزول المنيِّ بعد الغسل إن كان بسبب الشهوةٍ التي اغتسل منها فلا غسل ثانٍ عليه.
  • الجماع: اتفق الفقهاء على أنَّ الجماع يعدُّ من موجبات الغسل، وإن لم يترتب على ذلك نزول المنيِّ.
  • الحيض والنفاس: وهو من الأمور المتَّفق على أنَّها موجبة للغُسل، لقوله -تعالى-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
  • الموت: ذهب الجمهور إلى وجوب الغسل للميِّت باستثناء الشهيد، وذهب بعض المالكية إلى سنية غسله لا وجوبه.

شاهد أيضًا: حكم الاغتسال من الحيض بعد طلوع الشمس في رمضان

كيفية الغسل

للغسل طريقتان، إحداهما طريقةٌ مجزئةٌ والثانية طريقةٌ كاملة، وفي هذه الفقرة من مقال هل الاحتلام يوجب الغسل، سيتمُّ بيانهما، وفيما يأتي ذلك:[6]

  • الغسل المجزئ: وهوالاغتسال الذي يجب على المسلم القيام به حتى يقع غُسله صحيحًا، وفيما يأتي أركانه:
    • النيَّة: حيث ينوي المُسلم رفع الحدث أو إزالة الجنابة.
    • تعميم الماء على البدن: عميم سائر الجسد بالماء، بحيث لا يتبقى أيُّ جزءٍ من جسد المغتسل بدون وصول الماء إليه، ويتعهَّد الأماكن التي يَصعب فيها وصول الماء؛ مثل الرَّأس لضمان وصول الماء لمنابت الشَّعر، وباطن الرُّكبة، والسُّرة، والآباط، وبطن الفخذ، وهكذا حتى يتأكَّد أنَّ الماء قد عمَّ جميع الجسد.
  • الغسل الكامل: ويكون ذلك بأن ينوي المسلم الغسل، ثمَّ ثم يسمي ثم يغسل يديه ثلاثًا، ثم يغسل ما أصابه الأذى، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثمَّ يحثي على رأسه ثلاث حثيات، يروي بها أصول شعره، ثم يفيض الماء على بقية جسده، يبدأ بشقه الأيمن ثم الأيسر ويدلك بدنه، مع الاعتناء بإيصال الماء إلى جميع بدنه وشعره، وقد ورد هذا الغسل في السنة النبوية المطهرة حيث رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أصَابِعَهُ في المَاءِ، فيُخَلِّلُ بهَا أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ بيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ المَاءَ علَى جِلْدِهِ كُلِّهِ.[7]

شاهد أيضًا: هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ في بيان معنى الاحتلام في الاصطلاح الشرعي، ثمَّ الإجابة على سؤال هل الاحتلام يوجب الغسل، ثمَّ تمَّ ذكر بعض احكام الاحتلام، ثمَّ تمَّ بيان موجبات الغسلِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان كيفية الغسل المجزئ والكامل.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , أحكام الاحتلام والجنابة , 20/6/2021
  2. ^ islamweb.net , أحكام الاحتلام والجنابة , 20/6/2021
  3. ^ صحيح البخاري، البخاري، أم سلمة، 130، حديث صحيح
  4. ^ الصلاة: وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم، عبد الله الطيار، ص55-61 , https://al-maktaba.org/book/7662/55 , 20/6/2021
  5. ^ الفقه الميسر، عبدالله الطيار، ص104-112 , https://al-maktaba.org/book/33241/104 , 20/6/2021
  6. ^ islamweb.net , حكم المضمضة والاستنشاق في الغسل والوضوء , 20/6/2021
  7. ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 248، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *