هل الشرك الاصغر يحبط جميع الاعمال

هل الشرك الاصغر يحبط جميع الأعمال

هل الشرك الاصغر يحبط جميع الاعمال ، هو سؤال قد يسأله المسلمون، فمن المعروف أنّ الشرك هو أمر خطير جدًا، فالله تعالى لا يقبل الأعمال إلّا إذا كانت خالصةً لوجهه الكريم، لذلك لا بدّ للإنسان أن يتحرّى الإخلاص في كل عمل يقوم بهن خوفًا من الوقوع في الشرك سواء الأكبر أو الأصغر والعياذ بالله، وفي هذا المقال سنعرف إذا ما كان الشرك الأصغر يحبط أعمال العبد جميعًا بعد أن نعرف ما هو الشرك الأصغر.

ماهو الشرك الاصغر

قبل أن نعرف الإجابة عن السؤال: هل الشرك الاصغر يحبط جميع الاعمال ، من الجيد أن نعرف ما هو الشرك الاصغر، وهو ما نهى عنه الشرع الإسلاميّ من الأعمال التي قد تكون ذريعة للشرك الأكبر، وأحد وسائل الوقوع فيه، والرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- هو من سمّاه شركًا، غير أنّه لا يُخرج العبد من ملّة الإسلام بل يبقى فاعله في دائرة الإسلام، وصور الشرك الأصغر كثير جدًا منها الحلف بغير الله تعالى، والرياء، وقول الرجل للرجل: “لولا أنت لم يكن كذا وكذا” أو “أنا متوكل على الله وعليك”، كما أنّ التمائم من الشرك أيضًا وهو ما يعلقه الإنسان ليحميه من العين، وغير ذلك مما يأتي تحت مسمّى الشرك الأصغر.[1]

هل الشرك الاصغر يحبط جميع الاعمال

في الإجابة عن السؤال: هل الشرك الاصغر يحبط جميع الاعمال، فالجواب هو لا، الشرك الأصغر لا يحبط جميع أعمال الإنسان، فهو لا يخرج العبد من ملّة الإسلام، ويبقيه في دائرة الإسلام، فالشرك الأصغرينقص ثواب العمل، وفي حال زيادته يحبط العمل الذي يرافقه فقط، لذلك على العبد تجنبّه والبعد عنه لانّه من أكبر الكبائر وصاحبه في خطر عظيم، فهو يوجب على العبد عقابًا في الآخرة، عدا عن أنّه يحبط كل عملٍ رافقه، والله تعالى أعلم.[2]

ما هو الشرك الأكبر

في الإجابة عن ذلك فإنّ الشرك الأكبر يكون بجعل العبد لله أندادًا، إمّا في اسمائه أو في صفاته فيسمي الأنداد بصفات الله وأسمائه، وقد قال تعالى في ذلك: لِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[3]، ويكون ذلك إمّا أن يجعل لله ندًا في العبادة فيتضرع إليه من دون الله تعالى، كالشمس أو القمر أو أحد الملوك، فيصلّي إليهم في شدّة أو مكروه، ويستعين بهم لقضاء مصالحه، أو يدعوه لتفريج كربة، أو نحو ذلك مما هو لله تعالى فقط، فكلّ ذلك من عبادة لغير الله واتخاذ شركاء له هو شرك أكبر، وقد قال تعالى في ذلك :قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[4]،ومن أمثلة الشرك الأكبر جعل لله أندادًا  في التشريع، فيتخذ الإنسان مشرعًا له غير الله تعالى أو أن يتخذ لله شريكًا في التشريع، فيرتضي حكم هذا الشريك، وبدينه في التحليل والتحريم والعبادة وفصل الخصومات، ومثال  ذلك اليهود والنصارى حيث يقول فيهم الله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ[5]، وكل ذلك مما يأتي تحت الشرك الأكبر يخرج صاحبه من الإسلام، فلا يُصلّى على فاعله إذا مات، ولا يتم دفنه في مقابر المسلمين، ولا يورّث ماله، ويحكم بوجوب قتله ولكنّ يستتاب قبلها ثلاثة أيام، والله تعالى أعلم.[6]

وهكذا نكون قد عرفنا ما هو الشرك الأصغر، وأجبنا عن السؤال: هل الشرك الاصغر يحبط جميع الاعمال ، كما عرفنا ما هو الشرك الأكبر وما هو حكم فاعله، وبهذا نكون قد عرفنا الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , الشرك الأصغر.. حكمه.. أنواعه.. صوره.. والوقاية منه , 23-12-2020
  2. ^ islamweb.net , الشرك الأصغر لا يُخرج من الملة ولا يوجب إعادة الشهادتين والاغتسال , 23-12-2020
  3. ^ سورة الأعراف , الآية 180
  4. ^ سورة الكهف , الآية 110
  5. ^ سورة التوبة , الآية 31
  6. ^ islamqa.info , ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ , 23-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *