هل تشاد دولة عربية

هل تشاد دولة عربية ؟ تشاد هي واحدة من الدول التي تقع في القارة الإفريقية التي تشترك مع جيرانها العرب في كثير من المقومات . علاوةً على ذلك، فإن دستورها ينص على أن اللّغة العربية هي لغة رسمية في البلاد إلى جانب اللغة الفرنسية التي يتحدث بها نحو70 % من الشعب التشادي. كما أنها تجاور جغرافياً عدة دول عربية، منها السودان، وليبيا. في حين أن هذا العامل الجغرافي أثر جداً في تبادل الثقافات والعادات والتقاليد. كما أدى إلى التقارب فيما بينها. الأمر الذي حيّر الكثيرين ودعاهم للتساؤل فيما إذا كانت تشاد دولة عربية. وهذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

هل تشاد دولة عربية

تشاد ليست دولة عربية ، فهي غير معترف بها كدولة في جامعة الدول العربية . كما أنّها لا تصنف ضمن الدول 22 التي تشكل الوطن العربي، وبمسمى آخر لا تعتبر واحدة من دول العالم العربي. إلا أن المفارقة هي أن في تشاد كل المقومات التي تعتمدها الجامعة العربية لتصنيف الدول التي تستحق عضوية هذه الجامعة. كاللغة العربية والجغرافيا والعادات والتقاليد والدين الإسلامي.

موقع دولة تشاد ومساحتها

جمهورية تشاد هي بلد داخلية، إذ أنها لا تمتلك سواحل بحرية، حيث تقع في وسط قارة إفريقيا. كما وتحدها ليبيا من جهة الشمال، والسودان من الجهة الشرقية، وجمهورية إفريقيا الوسطى تحدها من الجنوب، في حين تحدها الكاميرون ونيجيريا من جهة الجنوب الغربي، والنيجر من جهة الغرب. وهي خامس أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحة والتي تبلغ حوالي 1.284.000 كيلو متر مربّع، أي ما يعادل 495.800 ميل مربّع. كما وأن عاصمتها هي إنجامينا.

اقرأ أيضاً : كم دولة عربية في افريقيا

عرقيات السكان في دولة تشاد

في البحث ما إذا كانت تشاد دولة عربية ، لا بدّ من التطرق إلى الأعراق البشرية فيها كونها تعود إلى عدد كبير من المجموعات الإثنية . وذلك بسبب موقعها الجغرافي المتوسط بين الصحراء، ودول البحر الأبيض المتوسط في الشمال، ودول المناطق المدارية والاستوائية في الجنوب. كما وتضم نحو 200 عرقية ، أغلبها عربية، حيث يمكن تصنيفها في عدة مجموعات نذكر منها:

مجموعة السارا في تشاد

وموطنها في حوضي الشاري واللوغون وجنوب البحيرة في دولة تشاد. كما وأن تفرعات السارا القبلية كثيرة ، حيث يتكلمون لغات سودانية وسطى تنتمي إلى العائلة اللغوية النيلية – الصحراوية، وهم من أصحاب البشرة السمراء . كما وتنتشر بينهم عادة تعدد الزوجات.

الأبَّالة والبقَّارة في تشاد

الأبَّالة (رعاة الإبل) والبقَّارة (رعاة البقر)وذلك نسبة إلى الحيوانات التي يرعونها في هذه القبائل في دولة تشاد. في الواقع أن هذه القبائل العربية قد هاجرت إلى تشاد منذ زمن بعيد. كما ودخلتها عن طريق

واستقروا في تشاد وبعضهم واصل سيره شرقاً إلى أن استقروا في دارفور وكردفان غرب السودان. في حين تأتي القبائل العربية في المرتبة الثانية من حيث التعداد والحجم الديموغرافي في تشاد ومن هذه القبائل : البني هلبة والسلامات والرزيقات وغيرها، إلى جانب القبائل المشتركة بين البلدين وهي الزغاوة، والمساليت، والتاما، والميمي، والأريقا، والداجو، والوداي والقرعان.

مجموعة قبائل النطاق المداري شبه الجاف في تشاد

وتضم أقواماً كثيرة من أصول مختلفة محلية إفريقية ووافدة في دولة تشاد، ونذكر منها: قبائل الباما من الباغِرمي مؤسسي مملكة باغرمي، وكذلك قبائل الكانوري والفولاني والحوصّة والعرب. كما وتنتمي إلى هذه المجموعة قبائل الكاتوكو واليدينا (أو البودوما) والكوري والكانمبو ، والعرب الرحل الذين تتزايد أعدادهم باتجاه الشمال والشمال الشرقي في منطقتي وداي وكانم، وأغلبهم من أصول ليبية. كذلك نذكر من أقوام هذه المجموعة قبائل البولالا، والكوكا، والميدوغو من السكان المستقرين، وكذلك المابا والتاما وغيرهما.

مجموعة التوبو والكنبو في تشاد

وموطنها جبال تيبستي وهضاب إيندي – بوركو في شمالي دولة تشاد وشمالها الشرقي، وأفرادها من أصول نيلية سودانية ومن ليبيا وتؤلف نحو 2 ٪ من مجموع سكان البلاد حول بحر الغزال. كما وتشمل 13 قبيلة وهي من القبائل المشتركة مع دول الجوار . في حين تأثّرت بالقبائل العربية والبربر والطوارق، وهم من العناصر القوقازية ذات الأصول السامية والحامية علي التوالي حيث أنهم يتميزون بلون بشرة أقل سمرة، ورغم تعدد اللجهات وامتلاك كل قبيلة منهم لهجة خاصة بها، إلا أنها جميعها ذات أصول واحدة. كما يتكلمون اللغة العربية.

التأثير الثقافي العربي في تشاد

هناك العديد من الأمور التي تدعو إلى التساؤل هل تشاد دولة عربية، ومن هذه الأمور نذكر ما يلي:

• قناة تشاد الفضائية الرسمية تبث كل الأخبار والتقارير في نشراتها الإخبارية باللغة العربية الفصحى. كذلك الأمر بالنسبة لمعظم البرامج الثقافية والمجتمعية.
• تضم تشاد أغلبية تتحدث العربية، وأغلب اللهجات المحلية فيها كلمات فصيحة . كما أن العربية هي لغة التواصل الأولى بين الناس في شوارع إنجامينا.
• في الحملات الانتخابية لرئاسة الجمهورية كانت لافتات المرشحين في البلاد كلها باللغة العربية وكذلك الحملات الدعائية التي رافقت الانتخابات.
• منذ القديم برز العديد من الأدباء والشعراء التشاديين الذين رفدوا الأدب العربي بمؤلفاتهم. ومنهم الشاعر التشادي إبراهيم الكانمي الذي عاش في الفترة ما بين 550 -608 ه ومحمد الأمين الكانم ونذكر من أبياته الشعرية التي وجهها إلى الشيخ محمد بيلو بن عثمان دانفوديو شيخ منطقة بشمال نيجيريا حيث قال:

أَلَا عِمْ صَبَاحاً وَاحضُر الذِّهْنَ إِنَّنِي

حَرِيص عَلَى مَنْ يَقْبَل الْقَوْلَ بِالْفَهْمِ

فَإِنِّي أَرَى نَفْسِي عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى

وَمَا زِغْت يَوْماً عَنْ طَرِيق ذَوِي الْعِلْم

وَمَا كُنْتُ مُخْتَاراً لِمَا قَدْ سَمِعْتُمُ

مِنَ الْغَزْوِ وَالْغَارَاتِ وَالسَّفْكِ لِلدَّمِ

وَلَسْتُ بِعَاتٍ فِي قتَالِي وَمُعْتَد

علَيْهِمْ، وَلَكِنْ دَافِعُ الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ

كَإِنْقَاذِ غَرْقَى وَالْحَرِيقِ وَمَنْ ظُلِمْ

مما سبق كل التساؤلات حول هل تشاد دولة عربية محقة والإجابة عنها موضع حيرة لأن كل مقومات العروبة فيها. إلا أن العرب لا يعترفون بعروبتها . والوضع ذاته مع الدول العربية في شرق إفريقيا. وفي هذا السياق أقتبس تعليقاً لأحد الإخوة العرب القمريين (من جزر القمر) عبر فيه عن عتبه على خذلان العرب لإخوتهم العرب فقال : ” نحن لا نريد من العرب شيئاً، ولسنا في حاجة إليهم، لكن يحز في أنفسنا أن تتهافت الأمم علينا. في حين لا يعرف بعض إخوتنا العرب موقع جزر القمر على الخارطة “.