هل جفاف نهر الفرات من علامات الساعة

هل جفاف نهر الفرات من علامات الساعة

هل جفاف نهر الفرات من علامات الساعة؟ سؤال تطرحهُ وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، مشغولةً بما اكتشفتْه أمريكا من كنزٍ في نهر الفرات وما يمكن أن يفعله هذا الاكتشاف من مجازرٍ وحروبٍ قد تقضي على عدد كبير من الناس، وسيتحدث هذا المقال عن صحة الأحاديث النبوية التي وردت في هذا الموضوع، وما يمكن أن يعلمه المسلم حول هذا الأمر.

معلومات عن نهر الفرات

لا بد قبل الحديث عن جفاف نهر الفرات أن نعرف ما هي المسافة التي يشغلها هذا النهر، ومن أين ينبع. هو أحد الأنهار الكبيرة التي تقع في جنوب غرب آسيا، وهو نهر ينبع من الأراضي التركية، ويتألف من نهرين أساسيين في آسيا الصغرى، ينبع أولهما من بحيرة “وان” و”حيل أرارات” في أرمينيا، وينبع ثانيهما من شمال شرقي الأناضول، ثم يجري النهران في االاتجاه الغربي ويجتمعان ثم يتجهان جنوبًا ليخترقا سلسلة جبال طوروس الجنوبية، ثم يتجهان إلى الجنوب الشرقي، ثم تصب فيه العديد من الفروع قبل وصوله إلى الأراضي السورية.[1]

متى يجف نهر الفرات؟

إن الحدث الأساسيّ الذي أدّى إلى ما آلَ إليه نهر الفرات من الجفاف هو تقليل تركيا لحصّة سوريا من نهر الفرات، مما أدى إلى انكشاف القيعان التي تقع في الأراضي السورية  والتي تمتد على طول النهر، وهذا ما يمكن أن يوصف بأنه كارثة بيئية بالنسبة للمناطق المجاورة، فإيقاف الخدمات التي كانت تقدمها محطات المياه والريّ الموجودة على ضفاف النهر للمناطق المجاورة أمر لم يكن في الحسبان بالنسبة لقاطني تلك المناطق وما تلاها، كما أن توليد الطاقة الكهربائية لم يعد ممكنًا، وذلك بسبب هبوط مستوى المياه في نهر الفرات، وانعدام القدرة على تحريك عنفة التدوير لتوليد الكهرباء.[2]

هل جفاف نهر الفرات من علامات الساعة؟

تدور في الأوساط الاجتماعية اليوم العديد من النقاشات والتساؤلات حول جفاف نهر الفرات وانحساره الملحوظ في الآونة الأخيرة، مما يثير القلق استنادًا إلى العديد من الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تدل على أن انحسار هذا النهر علامةٌ من علامات اقتراب موعدِ قيام الساعة ودنوّ انتهاء العالم، لا سيما أن العديد من الدلائل التي تدل على اقتراب هذا اليوم قد لاحت في الأفق في السنوات المنصرمة ويمكن القول في هذا الصدد أن انحساره حقيقةً هو علامة صحيحة، إذ إن الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم قد ورد بإسناد صحيح.

شاهد أيضًا: هل كثرة الحرائق من علامات الساعة؟

صحة حديث انحسار نهر الفرات

لقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي ذُكر فيها نهر الفرات، وهذا ما يبرز مكانته، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رُفِعتُ إلى سِدْرةِ المنْتَهَى، مُنتَهاها في السماءِ السابعةِ، نَبَقُها مِثلُ قِلالِ هَجَرَ وورَقُها مِثلُ آذانِ الفِيلَةِ، فإذا أربعةُ أنْهارٍ نِهْرانِ ظاهِرانِ  ونهرانِ باطِنان. فأمّا الظَّاهِرانِ: فالنِّيلُ والفُراتُ. وأمّا الباطِنانِ: فنَهْرانِ في الجنةِ، وأُتِيتُ بثلاثةٍ أقْداحٍ قدَحٌ فيه لَبنٌ وقدَحٌ فيه عسَلٌ وقدَحٌ فيه خمْرٌ ، فأخذتُ الّذي فيه الَّلبَنَ فشَرِبْتُ فقِيلَ لِي : أجَبْتَ الفِطرةَ أنتَ وأُمَّتُكَ”.[3] وقال في موضعٍ آخر: “فُجِّرَتْ أربعةُ أنْهارٍ من الجنةِ : الفُراتُ ، والنِّيلُ ، وسَيْحانُ ، وجَيْحانُ”.[4]

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن نهر الفرات سوف ينحسرُ ويكشفُ تحته كنزًا من الذهب، ولا ينبغي أن يأخذ المسلم منه شيئًا، إذ ورد في الحديث النبوي قوله صلى الله عليه وسلم: “يُوشِكُ الفُراتُ أنْ يَحْسِرَ عن كَنْزٍ مِن ذَهَبٍ، فمَن حَضَرَهُ فلا يَأْخُذْ منه شيئًا”.[5] ولكنّ الدلالة التي جاءت في الأحاديث على اقتراب موعد قيام الساعة حين ينحسر نهر الفرات هو المعنى الذي قصدهُ النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يحسِرَ الفُراتُ عن تَلٍّ مِن ذهَبٍ فيقتَتِلُ عليه النَّاسُ فيُقتَلُ تِسعةُ أعشارِهم”.[6] وهذا ما يجعل الحروب والاقتتال على المال من علامات الساعة، وهو ما يجعل أيضًا انحسار نهر الفرات دلالةً واضحةً على اقتراب ذلك اليوم.

شاهد أيضًا: صحة حديث فأروا الله من أنفسكم خيرا

إلى هنا وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي أجبنا فيه على السؤال المتداول: “هل جفاف نهر الفرات من علامات الساعة؟”، كما تحدثنا عن معلومات عن نهر الفرات، ومتى يجف نهر الفرات، ثم صحة الحديث الذي ورد عن انحساره وعلاقة ذلك الانحسار بقيام الساعة.

المراجع

  1. ^ marefa.org , الفرات , 11/5/2021
  2. ^ alhurra.com , بسبب تركيا، نهر الفرات يجف في سوريا والكارثة تهدد 2.5 مليون مواطن , 11/5/2021
  3. ^ صحيح الجامع , الألباني، أنس بن مالك، 3516، صحيح.
  4. ^ الجامع الصغير , السيوطي، أبو هريرة، 5823 ، صحيح.
  5. ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2894، صحيح.
  6. ^ تخريج صحيح ابن حيان , شعيب الأرناؤوط، أبي بن كعب، 6696 ، ضعيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *