هل دعوة النبي خاصة بالعرب أم بالناس أجمعين

يأتي في أذهان البعض سؤال هل دعوة النبي خاصة بالعرب أم بالناس أجمعين ؟ وهل الدعوة ملائمة فقط للبيئة العربية في عصر البدو فقط وكيف تلائم البيئة المدنية الآن، هل هذه أسئلة واستفسارات تأتي في تفكير البعض، وليكن الرد عليها من خلال الأسطر القادمة.

هل دعوة النبي خاصة بالعرب أم بالناس أجمعين

الرد على سؤال مدى عالمية الدعوة هو أن الإسلام مناسب لكل عصر وبيئة وزمن فقال تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” ، ولمعرفة تفاصيل عالمية الإسلام تابع الشرح التالي [1] :

عالمية الدين الإسلامي

إن الدين سواء كان عالمي أو محلي لا يحُدد بواسطة هوى المدعين أو أرائهم، بل يحدد ذلك نصوص وسيرة نبي الدين وتاريخه، والنصوص هي: القرءان الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومراسلاته لملوك دول العالم، والفتوحات الإسلامية، فهذا كله يؤكد عموم وعالمية الدعوة الإسلامية ورسالة محمد، ونصوص الكتب السابقة التي تؤكد عالمية الإسلام وختمه الرسالات السابقة.

الدين الإسلامي لجميع أجناس البشر

لم يفرق دين الإسلام بين الناس على أساس الجنس أو اللون، فلم يطلب من أصحاب البشرة السمراء دخول الإسلام ومنع غيرهم من الناس، بل دعى الإسلام إلى تجنب العنصرية والمساواة بين الناس، فلا فرق بين الأشخاص سوى التقوى والعمل الصالح، بغض النظر عن اختلافات الشكل والمظاهر الخارجية.

الإسلام منح العرب هويتهم وليس العكس

دين الإسلام هو الذي أعطى العرب هويتهم العربية، ونشلهم من الجاهلية والعصبية والعرقية التي كانوا يعيشون بها قبل الإسلام، فساوى بين الناس، جميعًا، ووجّه العرب إلى التحلى بالأخلاق الحميدة الطيبة التي كانوا يتصفون ببعض منها، فجاء الإسلام مكملًا لها.

قيام الإسلام على أصول وفروع

رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة فلتكون صالحة لكل زمان ومكان، لذلك فهي قائمة على أصول وفروع، أو بمعنى آخر ثوابت ومتغيرات، فالأصل أو الثابت لا يجوز التغيير فيه لا تتغير مهما كان الزمان (كالصلاة مثلًا) أما الفروع هي التي يجوز الاجتهاد بها من قِبل أهل العلم، ولكن في إطار الثوابت ومراعاة شروط الإسلام الأساسية، فهذه من عوامل سعة ومرونة الشريعة الإسلامية.

وإلى هنا نكون قد أتممنا الرد على سؤال هل دعوة النبي خاصة بالعرب أم للناس أجمعين ، بالأدلة من القرآن الكريم، والاجتهادات الشرعية في الدين الإسلامي.