هل صام الرسول تاسوعاء

هل صام الرسول تاسوعاء

هل صام الرسول تاسوعاء هو عنوان هذا المقال الذي سنشرح فيه أحد الموضوعات المهمة الواردة في الشريعة الإسلامية، والتي سنتحدث من خلالها عن يوم عاشوراء الذي يعد من الأيام المباركة والمهمة، لذلك سنذكر من خلال هذا المقال فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه، وحكم صيام يوم عاشوراء، ومراتبه، وبيان سبب تشريع صيام يوم عاشوراء.

هل صام الرسول تاسوعاء

نعم صام الرسول صلى الله عليه وسلم يوم تاسوعاء خلافًا لليهود الذين كانوا يقصرون صومهم على صيام عاشوراء، وتاسوعاء هو اليوم التاسع من شهر محرم، وهو ذو أهمية كبيرة للشيعة، بسبب الأحداث التي حدثت في ثورة الحسين في شهر محرم في السنة 61 للهجرة في أرض كربلاء مخيم الحسين وتهديدات جيش عمر بن سعد اتخذت طابعا أكثر جدية وأصبحوا أكثر استعدادًا لمهاجمة الخيام، وأما عاشوراء فهو اليوم العاشر من شهر محرم، ويعتقد بعض المسلمين من أهل السنة وبعض اليهود أنه اليوم الذي أنقذ الله فيه موسى وقومه من عائلة فرعون، وبالنسبة لليهود فإن هذا اليوم يوافق يوم الغفران.[1]

الحكمة من صيام يوم تاسوعاء

قال العلماء: إنه ضد اليهود في اقتصارهم على صيام يوم عاشوراء، وهذا ما رواه ابن عباس، وأنهم يريدون أن يأتي يوم عاشوراء، كما يحرم صيام يوم الجمعة فقط، وقتل الحسين ومن أهله وأتباعه على أيدي الأمويين دفعوا الأمويين إلى الاحتفال باليوم العاشر، ثم أصدروا أحاديث كاذبة زعموا أنها للنبي صلى الله عليه وآلة وسلم، وصاموا العاشر من محرم بفرح وسعادة، ولهذا حرم صيام عاشوراء وتاسوعاء بصورة واجبة لأن هدف الشيعة كان الفرح والسعادة، وكان صيامهم من سنن بني أمية.[2]

شاهد أيضًا: متى يوم عاشوراء في السعودية 1443

صيام يوم عاشوراء

إن صيام يوم عاشوراء في السنة النبوية مستحب، واختلفت الروايات في أصل صيام عاشوراء بحسبها، فمنهم من قال إنه كان يوم صيام قريش قبل العصر الجاهلي، وكان صيام رمضان فُرضت عليه، وأصبحت اختيارية وقد رفض البعض هذه الرواية لأن عاشوراء اليهود يختلف عن عاشوراء المسلمين، وعند الشيعة، رأي اثني عشر فقيهاً شيعياً، من بينهم علي السيستاني، أن صيام يوم عاشوراء مكروه وصيام يوم عاشوراء، وقد يكفي صيامه من الماء، تقليدًا لعطش الحسين وأهله في ذلك اليوم المأساوي.[3]

حكم صيام عاشوراء

إن صيام يوم عاشوراء مستحب في الشريعة الإسلامية، وعاشوراء من الأيام الفاضلة والمشهورة، وله أهمية كبيرة في نفوس المؤمنين، إذ يستدعون نصر الله تعالى لأنبيائه، ويذكرون أنه يوم النبي موسى عليه السلام، أن فرعون وجيشه أطلقوا عليهم بعد أن أغرقهم الله وأوقفهم عن موسى ومن آمن به في مشهد يؤسس للإيمان بالنصر والقوة في نفوس هؤلاء المرضى في دينهم وموسى – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صلى الله عليه وسلم – كان يصوم هذا اليوم بحمد الله تعالى على فضله وعظمته، كما صام أهل الكتاب أيضًا في هذا اليوم، وصام قريش أيضًا قبل الإسلام، لكنهم أخذوا لحظة يجددون خيام الكعبة وكأن الشرائع سارت على صوم هذا اليوم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام قبل رمضان.[4]

استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء

روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

شاهد أيضًا: لماذا الشيعة يضربون أنفسهم في يوم عاشوراء

سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم

قد ذكرت القواميس اللغوية أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم هو أن عاشوراء يشير إلى اليوم العاشر من شهر عاشوراء عند اليهود وإذا تصفحت قواميس اللغة العربية ستجد أن عاشوراء مأخوذ من “عشوراء” بحذف الألف بعد العين أي اليوم العاشر أو اليوم العاشر؛ وتحسب بعد تسعة أيام من رؤية الهلال واليوم العاشر عاشوراء.

سبب صيام يوم عاشوراء

سبب صيام عاشوراء ما فعله بنو إسرائيل، وصام معلمنا موسى عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل في هذا اليوم، وهذا اليوم يجلب لهم ذكريات سعيدة إنه اليوم الذي أنقذ فيه الله – تبارك وتعالى – سيدنا موسى من فرعون وجيشه بعد أن ألهمه أن يضرب البحر بعصاه كان تقسيم كل جماعة مثل التل العظيم، وغرق الفرعون ومن معه، كما أنه يحمل ذكرى أخرى أثرت في التاريخ الإسلامي وهي مقتل سيدنا الحسين – رضي الله عنه معركة كربلاء.

واعتاد قريش على الاحتفال بيوم عاشوراء وتكرار وتغطية الكعبة المشرفة، وقد برروا سبب صيام عاشوراء في العصر الجاهلي أن قريش ارتكب إثم في عصر الجهل، فاشتد الأمر في قلوبهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرروا صيام يوم عاشوراء، فحمد الله على رفع الذنب عنهم، والجدير بالذكر أن قريش صام يوم عاشوراء، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: “كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُه”.

ويذكر أهل الأخبار أن قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في هذا اليوم احتفلوا وأكلوا وغطوا الكعبة المشرفة، وبرروا ذلك بارتكاب ذنب قريش في عصر الجهل، فكانت قلوبهم ثقيلة وأرادوا التكفير على ذنبهم قرروا صيام يوم عاشوراء، ثم صادموه شاكرين الله على إزالة ذنبهم، ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجدهم – اليهود – يصومون اليوم لعاشوراء فقالوا هذان هما كان اليوم الذي خلص فيه الله موسى وأغرق آل فرعون، فصام موسى الحمد الله، فقال: استحق موسى أكثر منهم فصام وأمره بالصيام، وأصر يوم عاشوراء الذي أرسل يوم عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أفطر صوم بقية يومه.[5]

فضل صيام يوم عاشوراء

عن الربيع بنت عفراء -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صبيانا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إلى المَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إيَّاهُ عِنْدَ الإفْطَارِ).

والحكمة التي لا غنى عنها في صيام التسعة أيام مع عاشوراء تكمن في عدة جوانب ذكرها العلماء، وقد ثبتها الإمام النووي – رحمه الله – وإيضاحها على النحو التالي:

  • الشغف بالصيام في يوم تاسوعاء هو أحد أسباب ارتباط يوم عاشوراء بالصيام، مثل يوم الجمعة، عندما يحرم الصيام.
  • التنبه لصيام يوم عاشوراء وتجنب الوقوع في الخطأ الرقمي الناتج عن غياب الهلال الجديد مما يجعل موعد عاشوراء غير واضح.
  • التناقض في صيام تسعة أيام وعاشوراء مع اقتراب غير المسلمين من حصرهم في صوم عاشوراء.

شاهد أيضًاما هو سبب صيام يوم عاشوراء

مراتب صيام يوم عاشوراء

صيام يوم عاشوراء يترتب عليه الكثير من الثواب والبركات، ولعل أهمها أنه يكفر عن كل ذنوب السنة التي سبقت صيامه، وأنه منذ عام عاشوراء صوم الجميع بداية من شهر محرم، يعتزم المسلمون أن يوضحوا لليهود أنهم لا يصومون إلا يوم عاشوراء، والذي يقسم صيام عاشوراء إلى ثلاث درجات، وتتراوح من الأكثر فائدة إلى الأقل كما يلي:

  • المرتبة الأولى: أن يصوم المسلم عاشوراء وما قبله، وهذا أفضل المسلم.
  • المرتبة الثانية: أن يصوم المسلم التاسع من محرم والذي يسبق يوم عاشوراء، وهو ما قصده الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: “لئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لأصون التَّاسِعَ”.
  • المرتبة الثالثة: يجب على المسلم أن يصوم يوم عاشوراء فقط، لكنه يخسر بعض الأجر، لكن الصيام وحده في عاشوراء له أجر عظيم بإذن الله.

أجبنا في هذا المقال على سؤال: هل صام الرسول تاسوعاء وتبيّن أن الرسول صلى الله عليه وسلم صارمه خلافًا لفعل اليهود؛ كونهم كانوا يجعلون الصيام فقط في عاشوراء دون تاسوعاء، وعلى كل الأحوال إن صيام هذين اليومين مستحب في الشريعة الإسلامية.

المراجع

  1. ^ عبيد الله المباركفوري (1404ه - 1984م)، مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (الطبعة الثالثة)، بنارس - الهند: إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء، صفحة 48، جزء 7. بتصرّف , 16-08-2021
  2. ^ عبيد الله المباركفوري (1404ه - 1984م)، مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (الطبعة الثالثة)، بنارس - الهند: إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء، صفحة 48، جزء 7. بتصرّف , 16-08-2021
  3. ^ ابن القيم (1415ه - 1994م)، زاد المعاد في هدي خير العباد (الطبعة السابعة والعشرون)، الكويت: مكتبة المنار الإسلامية، صفحة 72، جزء 2. بتصرّف , 16-08-2021
  4. ^ ابن القيم (1415ه - 1994م)، زاد المعاد في هدي خير العباد (الطبعة السابعة والعشرون)، الكويت: مكتبة المنار الإسلامية، صفحة 72، جزء 2. بتصرّف , 16-08-2021
  5. ^ وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 219، جزء 29. بتصرّف , 16-08-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *