هل صلاة الضحى كل يوم

هل صلاة الضحى كل يوم ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عليها، وتعرّف صلاة الضحى اصطلاحاً بأنها الصلاة التي تؤدّى فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويُقصد بزوال الشمس؛ أي ميلها عن وسط السماء نحو الغرب، أمّا الضحى في اللغة مفرده ضحوة، وهو انبساط الشمس وامتداد النهار إلى أن يصفو ضوؤها، ويتبعه الضَحاء، وهو ارتفاع الشمس إلى ربع السماء فما بعده.

هل صلاة الضحى كل يوم

صلاة الضحى سنّة مؤكدة وتُصلّى كلّ يوم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ أهل العلم قد اختلفوا في حكم صلاة الضحى في حقّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، وبيان اختلافهم أنّه ذهب الجمهور من العلماء إلى القول بأنّ صلاة الضحى ليست واجبةً في حقّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، وخالف فقهاء الشافعية الجمهور؛ فقالوا إن صلاة الضحى من الأمور الواجبة بحق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقط، وأقل ما فُرض عليه منها ركعتان.[1]

شاهد أيضًا: افضل وقت لصلاة الضحى

وقت صلاة الضحى

إن وقت صلاة الضحى يبدأ بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، أي بعد خمس عشرة دقيقة تقريبًا، وينتهي قبيل الزوال، وهذا ما نص عليه الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية، وأفضل وقتٍ لأدائها وهو وقت الاستحباب عند علوّ الشمس واشتداد حرّها، ولا خلاف بين الفقهاء في ذلك، واستدلّوا بما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ”[2]، أي حين تشتد حرارة الشمس، والفصال هي أولاد الإبل،  ويُعلم من ذلك أن آخر وقتها قبيل الزوال، ويسمّى بقائم الظهيرة، وهو الوقت الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيه لأنّه وقت كراهة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ”[3]،  وقد قدّره بعض العلماء بنحو عشر دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر.[4]

شاهد أيضًا: صفة صلاة الضحى ووقتها وعدد ركعاتها

عدد ركعات صلاة الضحى

اتّفقت المذاهب الفقهية الأربعة؛ المالكية، والشافعية، والحنبلية، والحنفية على أن أقل عددٍ لركعات صلاة الضحى ركعتين، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: “يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى”[5]، كما أنه لم يُنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلّى الضحى أقل من ركعتين، بالإضافة إلى أنّ أقل ما يشرع في الصلاة ركعتين باستثناء صلاة الوتر، ولذلك فلا يجوز التطوّع بركعةٍ واحدةٍ، وتجدر الإشارة إلى أن أهل العلم اختلفوا في تحديد أكثر عددٍ لركعات صلاة الضحى.[6]

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الضحى

فضل صلاة الضحى

رُويت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عِظم فضل صلاة الضحى ومكانتها، منها ما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه، إذ قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”[7]، ورُوي أيضاً عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: “أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ”[8]، ومما يدل على فضل صلاة الضحى ما رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى”[5] والسّلامى هي التعظام والأعضاء في جسم الإنسان، وقوله في الحديث: “ويجزئ عن ذلك”؛ أي يسدّ عن ذلك ويقوم مقامه أداء ركعتي صلاة الضحى، وفي ذلك فضلٌ عظيمٌ ظاهرٌ لصلاة الضحى.[9]

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال هل صلاة الضحى كل يوم، كما تعرفنا وقت صلاة الضحى وعدد ركعاتها، وتعرّفنا أخيرًا على فضل صلاة الضحى كما جاء في أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم.