هل يجوز الافطار بسبب الصداع
جدول المحتويات
هل يجوز الافطار بسبب الصداع ؟ سؤالٌ قد يطرحه كثيرٌ من الصائمين ما بين صائمٍ يؤلمه رأسه حدّ المشقة العظيمة التي لا تزول إلا بالفطر، وصائمٍ يؤلمه رأسه حدّ التعب المُحتمل، وما بين ذلك وذاك كان لأهل العلم آراوؤهم التي سيتحدّث عنها هذا المقال بالتفصيل.
المرض المبيح للفطر في رمضان
إنَّ المرض الذي يُبيح لصاحبه الإفطار قد اصطلح العلماء على تسميته بالمرض المُرخّص ومعنى المُرخّص أي الذي يُبيح للصائم أن يفطر دون حرجٍ عليه، والمرض المرخص هو الذي يُمكّن الصائم أن الصيام ولكن مع تعب عظيم قد يُؤدّي بنفسه إلى الهلاك، أو إلى زيادة كبيرة في المرض واستفحاله في الجسد، فاختلف أهل العلم في حكم الإفطار في مثل تلك الحالات، فقال الحنفية والشَّافعية يُباح لصاحب ذاك المرض أن يفطر في رمضان، وتفرّد المالكيّة بقولهم بكراهة صيام المريض ذاك المرض واستحباب فطره.[1]
وقد ذكر القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن في مسألة صيام المريض مؤضًا مهلِكًا: “أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة، فهذا يستحب له الفطر ولا يصوم إلا جاهل”، وبذلك يكون قد اجتمع جهور أهل العلم من الفقهاء إلى أنَّه لو حلّ بالمسلم مرضًا في رمضان والصوم يؤدي إلى ازدياده أو قد يؤلمه أو يزيد من شدّته فله أن يُفطر والله -تعالى- بذلك أعلم.[1]
هل يجوز الافطار بسبب الصداع
إنَّ الصائم يتعرض في معظم أحواله إلى صداعٍ يسير قد يُصيبه بسبب توقفه عن الطعام والشراب من الفجر وحتّى غروب الشمس، ويكون بذلك الصداع يسيرًا لا يصل حدّ المشقة غير المحمولة، وبهذه الحالة لا يُباح الفطر في رمضان نتيجة الصداع الخفيف ولا يُعدّ ذلك عذرًا مبيحًا لللإطار في شهر الصوم، والله أعلم.[2]
هل يجوز الافطار بسبب الصداع النصفي؟
في مسألة هل يجوز الافطار بسبب الصداع النصفي لا بدَّ من النظر إلى شدة ذلك الصداع فلو كان محمولًا فإنَّه يأخذ حكم الصداع اليسير الذي تمّت الإشارة إليه، أمَّا لو كان الصّداع شاقًّا مؤلمًا لا يُمكن أن يذهب إلا بالفطر ومن المحتمل أن يزيد فإنَّ الفطر يكون مباحًا فيه وذلك لقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}،[3] وبذلك يفطر الصائم ويقضي في الوقت المناسب له بإذن الله.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز بلع الريق في الصيام
هل يجوز الافطار بسبب الصداع المزمن؟
إنَّ المرض الذي يُرجى برؤه يفطر الصائم فيه ومن ثم يقضي تلك الأيَّام التي فطرها فيما بعد رمضان، أمَّا الصداع المزمن فهو المرض الذي لا يُرجى برؤه أبدًا، وهنا تختلف حالة الصيام فيه، إذ لا يلزم المريض قضاء تلك الأيّام التي أفطر بسببه بل يلزمه إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطر فيه، وهنا يُعامل مريض الصداع المزمن مُعاملة العاجز عن الصّيام، وقد قال في ذلك ابن عباس: “نزلت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً”، وهنا لا بد من اسشتارة الطبيب الثقة العدل الذي يُخبر بحقيقة الحالة الطبية.[5]
هل يجوز إفطار المستحاضة التي تعاني من الصداع؟
إنَّ الحكم في مسألة الإفطار للمستحاضة فإنَّ ذلك غير جائز على الإطلاق؛ لأنَّ الدّم الخارج في الاستحاضة هو ليس دمًا فاسدًا وبذلك فإنَّه لا يجوز الإفطار بالنظر إلى مسألة الاستحاضة، أمَّا لو تمّ النظر بعين أخرى تتعلق في مسألة هل يجوز الإفطار بسبب الصداع فإنَّه يُنظر إلى شدة ذلك الصداع، فلو كان يسيرًا فلا ضير فيه وتُكمل المستحاضة صومًا، أمَّا لو كان فيه مشقة عظيمة يُخشى على النّفس منها فإنَّه يجوز لها الفطر وتقضي فيما بعد بإذن الله، والله أعلم.[6]
طرق التخلص من الصداع في رمضان
هناك العديد من الطرق للتخلص من الصداع في رمضان مثل:[7]
- الابتعاد عن مسببات التوتر مثل الصوت العالي أو الضوضاء العالية التي تزيد من الألم.
- أخذ قيلولة قصيرة لمدة ربع ساعة إلى نصف ساعة للتخلص من الألم.
- إغماض العينين قليلًا والابتعاد عن الأضواء العالية التي تُؤذي العينين.
- ممارسة الرياضة الخفيفة التي من شأنها إلهاء الجسد عن الألم.
وبذلك يكون قد تمّ الحديث عن مسألة هل يجوز الافطار بسبب الصداع وما هي الأسباب الطبيعية التي يُمكن من خلالها علاج ذلك الصداع، وما هي أهم الأحكام المتصلة به.