هل يجوز الزواج بالكلام فقط

هل يجوز الزواج بالكلام فقط

هل يجوز الزواج بالكلام فقط هو أحد الأسئلة التي يسأل عنها الكثير من الأشخاص، بسبب وجود الزواج بالكلام فقط لظروف معينة تخص الشخصين، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف إلى فيما إذا كان يجوز الزواج بالكلام فقط بين شخصين.

هل يجوز الزواج بالكلام فقط

هل يجوز الزواج بالكلام فقط نعم يجوز، ولكن بشرط أن يكون الزواج مستوفيًا لشروطه الشرعيّة من الإيجاب والقبول مشافهة، ووجود شاهدين مسلمين، وولي أمر للمرأة، والزواج الذي بدون شهود ولا ولي أمر غير صحيح، ولم يقل أحد من الأئمة بصحته، وأما قول بعض الأشخاص بأن الله شاهد على هذا الزواج هو من قبيل تحصيل الحاصل، فالله تعالى شاهد على كل شيء، ولا يخفى عنه شيء في السموات والأرض، والعلاقة التي أسست على غير شهود وبلا ولي أمر فاسدة، ولا يجوز الإستمرار بها، بل يجب فسخ تلك العلاقة في الحال، وما نشأ عن تلك العلاقة من ولد، فإنه يلحق بأبيه إذا كان معتقدًا جواز هذا العقد، لأنه معذور بالجهل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “وقد سئل عن من تزوّج امرأة بلا ولي أمر ولا شهود فقال: لكن إذا اعتقد هذا نكاحًا جائزًا كان الوطء فيه وطء شبهة يلحق الولد فيه ويرث أباه،  ويدخل على بناته كأي واحد من أولاد الأب الآخرين”.[1]

شاهد أيضًا: كيف تكون نفسية الرجل بعد الزواج بالثانية

ما هو الزواج السرّي

الزواج السرّي: هو العقد الذي يكون بين طرفين دون حضور شهود، ودون وجود إعلان له، وأجمع الفقهاء على أن هذا الزواج باطل لفقدانه شرط من شروط الزواج وهو الشهود، فإن حضره الشهود، وأُطلقت حريتهما في الإخبار به لم يكن سرًا، وكان صحيحًا شرعًا تترتب عليه أحكام الزواج، لأن التوصية بكتمان الزواج تنتقص من مشروعية الزواج، فإعلان الزواج هو الذي يضمن حقوق الزوجة، ويُزيل الريبة والشك عن العلاقة، ويفصل بين الحلال والحرام، والزواج السرّي هو نوع قديم من الزواج، يتولّاه الرجل والمرأة دون وجود شهود، ودون إعلان لهذا الزواج، ودون توثيقه في المحكمة، ويعيش الزوجان في ظلّ هذا الزواج حياة مكتومة غير ظاهرة للعيان، لا يعرف بزواجهما أحد من الناس سواهما وأجمع العلماء على أن هذا الزواج باطل لفقدانه لشروط الصحة، وهو وجود شهود.[2]

شاهد أيضًا: خطوات توثيق عقد الزواج في قطر

ما هو الزواج العُرفي

هو عقد نكاح بين رجل وامرأة مستكملاً لأركانه وشروطه الشرعيّة، ولكنه غير موثّق بوثيقة رسميّة حكوميّة، وسمّ زواجًا عرفيًا، لاعتياد الناس عليه منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن المسلمين يهتمون بتوثيق الزواج، ولم يكن حرجًا في ذلك، فصار عُرفًا عُرف في الشرع، وقد جرت العادة في جميع الأقطار أن يعقدوا الزواج بدون توثيق، ولا يعّد ذلك عيبًا، ولم يشترط أحد من الفقهاء توثيق العقد، ولكن مه تبدّل الأزمنة، وتغيّر الذمم لدى الناس، أصبحت الحاجة ماسة إلى توثيق العقد، وكتابته رسميًا لضمان الحقوق، فالزواج العرفي يختلف عن الزواج الرسمي في كونه لا يوثق من جهة رسميّة.[3]

شاهد أيضًا: الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع

أشهر صور الزواج العرفي

هناك عدد من صور الزواج العرفي أشهرها هي:[4]

الصورة الأولى

هو أن يتم بجميع أركان وشروط الزواج الرسمي، ولكنه يخلو من التوثيق، وهذه الصورة صحيحة لا إشكال فيها، لأن هذا الزواج لا ينقصه إلا التوثيق، وهو يتم لصغر سن البنت، أو في البوادي وعند بعض القبائل.

الصورة الثانية

أن يتم الزواج بإيجاب وقبول من الزوج والزوجة، من خلال ورقة عرفيّة يوقعان عليها، مع حضور شاهدين مستأجرين، أو من أصدقاء الزوج، وبدون حضور ولي الزوجة، وعدم الإعلان عن الزواج أو حتى إشهاره، أو علم أي أحد من الأهل والأصدقاء، فهو يتم بسريّة تامة بعيدًا عن أعين الآخرين، ويؤمر حتى الشاهدان بكتمانه، وهذا النوع من الزواج منتشر بكثرة في مصر، وهو زواج باطل وغير صحيح لخلوه من الولي وعدم الإشهار، لأن الأصل في الزواج الإشهار.

الصورة الثالثة

أن يتم الزواج بإيجاب وقبول الطرفين، من خلال ورقة عرفية، ودون حضور وليّ، أو حتى شهود، ودون إعلانه وإشهاره بين الناس، ويتم هذا الزواج بسريّة تامة لا يعلم به أحد غير الزوجين، وهذا الزواج أيضًا باطل وغير صحيح لخلوّه من الشهود، والوليّ، والشهادين.

لذا فازواج العرفي زواج باطل، لعدم وجود الشهود، ولعدم إشهاره وإعلانه بين الناس، لذا يحرّم الإتصال الجنسي بين الطرفين، ولا تثبيت أي حقوق لهما.

شاهد أيضًا: من الحقوق المشتركة بين الزوجين

حكم عقد الزواج بلا شاهدين وبدون وليّ

لا يجوز، لأنه لا بدّ من إحضار الشاهدين والولي، لأنه لا نكاح بدون وجود ولي، وهذا قول العلماء، فالواجب على من يتولّى عقد النكاح أن يطلب حضور الولي والشاهدين، ثم يجري عقد النكاح، حتى يكون العقد صحيحًا، والتساهل في بعض البلاد بعدم وجود ولي وأن المرأة تزوج نفسها فهذا غير صحيح بحسب أقوال العلماء، فالمرأة ليس لها أن تزوج نفسها بنفسها، بل على الولي أن يتولّى الزواج، سواءًا كان الولي أب أو أخ أو جد أو عم أو خال، والتساهل في هذا الأمر خطأ فادح وانتقاص من شروط الزواج الصحيح.[5]

أهميّة توثيق عقد الزواج

لقد كان موضوع التوثيق للزواج غير منتشرًا بين المسلمين في بداية التشريع، ولكن بعد أن رأى أولياء الأمر بأن ميزان الإيمان قد خفّ في الكثير من القلوب، وأن الضمير الإيماني في بعض الناس قد اختفى، فوُجد مَن يدّعي الزوجيّة زورًا وبهتانًا، ويعتمد في إثباتها على شهادة شهود هم من جنس المدّعي، لا يتقون الله ولا يراعون حقه، فتشعر المرأة وكأنها زوجة بالغصب لشخص مزوّر كاذب، أراد الباسها ثوب الزوجيّة تحقيقًا لشهوته، أو كيدًا لها ولأسرتها، فيعجز الطرف الآخر وهو الزوجة وأهلها عن إثباته أمام القضاء، وبذلك لا تحصل الزوجة على حقها في النفقة، ولا يصل الزوج إلى حقه في الطاعة، وقد يضيع نسب الأولاد، ويلحق بهم وبأمهم العار.[6]

شاهد أيضًا: احكام النفقة على الاولاد

الأسباب الداعية لتوثيق عقد الزواج

لذا فقد رأى المٌشرّعين في جميع البلاد، أن توثيق الزواج يكون حفظًا للأسر، وصونًا للحياة الزوجيّة الكرمية التي دعى لها دين الإسلام، ومنعًا للتلاعب بالأعراض، ولأن دعاوى الزوجيّة لا تُسمع إلا إذا كانت ثابتة في ورقة رسميّة موثقة، لذلك صار من يُقدم على الزواج العرفي وغيره من الزواج الذي يكون بدون توثيق، هم وحدهم مَن يتحمّلون تبعات وآثار ما يتعرّضون له من هذه الآثار، كما يتحمّلون إثم ضياع نسب الأولاد، وحرمانم من الحقوق، وهم المسؤولون عن ذلك كلّه أمام الله تعالى.[7]

هل الإشهار شرط لصحة الزواج؟

إذا انعقد الزواج بوجود ولي أمر المرأة معشاهدين عَدلين مع توفر جميع أركان العقد الأخرى من مؤخر وصيغة، فهو زواج صحيح، ولا يعتبر هذا إشهارًا للزواج، لأن المقصود بإشهار الزواج هو: الضرب بالدف والغناء المباح وإظهاره بين الناس، وهو من الأمور المستحبّة وليست الواجبة، وإذا اتفق الجميع على كتم الزواج فهو زواج باطل عند أهل العلم، فالزواج باطل عند الكثير من أهل العلم إذا تواصوا بكتمانه وعدم إظهاره.[8]

ما هي شروط صحة الزواج؟

هناك عدد من الشروط التي يجب تحقيقها لصحة الزواج وهي الآتي:[9]

  • تعيين الزوجة: فلا يصح للوليّ أن يقول: زوجتك بنتي دون ذكر اسمها، بل يجب ذكر الإسم، مثل القول: زوجتك ابنتي فاطمة.
  • رضا الزوجين: فلا يتم عقد الزواج بدون رضا أي أحد من الطرفين الزوج أو الزوجة.
  • وجود الوليّ: لقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا نكاح بلا وليّ، وأي امرأة نكحت نفسها بدون وجود وليّ، فإن نكاحها باطل، وأحق الناس بتزويج المرأة أبوها ثم جدها ثم ابنها ثم الأخ الشقيق ثم الأخ لأب ثم الأقرب فالأقرب.
  • الشهادة: فلا يتم عقد النكاح إلا بوجود شاهدين عَدلين يشهدان على عقد الزواج.
  • خلو الزوجين من موانع النكاح: بأن لا يكون بأي واحد من الزوجين ما يمنع تزويجهما مثل المصاهرة، الرضاع، اختلاف الدّين، وغيره من الأسباب المانعة.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

في الختام تعرفنا على هل يجوز الزواج بالكلام فقط نعم يجوز، ولكن بشرط أن يكون الزواج مستوفيًا لشروطه الشرعيّة من الإيجاب والقبول مشافهة، ووجود شاهدين مسلمين، وولي أمر للمرأة، والزواج الذي بدون شهود ولا ولي أمر غير صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *