هل يجوز الصيام وانا على جنابه

هل يجوز الصيام وانا على جنابه

هل يجوز الصيام وانا على جنابه ؟ يعتبر من الأسئلة الشائعة لدى الرجل أو المرأة وذلك لأن الكثيرين لا يتمكنون من الاغتسال قبل طلوع الفجر، وأداء العبادات من الصوم والصلاة بشكل صحيح، وسوف نوضح الإجابة عليه بالتفصيل خلال السطور التالية بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

هل يجوز الصيام وانا على جنابه

نعم يجوز للمسلم أن يصوم في شهر رمضان وهو على جنابة ولم يغتسل قبل بلوغ الفجر، وذلك لأن الجنابة ليست من شروط الصيام ولا تؤثر على صحته ثم يقوم بالاغتسال بعد الفجر، ولكن يجب أن يغتسل قبل صلاة الظهر ويفضل عدم تأخير الغسل لوقت طويل، وذلك لكي لا يفوته صلاة الصبح والصلوات الأخرى، حيث أن ترك الصلاة ذنب عظيم لا يجب على المسلم فعله.[1]

صحة صيام الجنب مطلقًا

الجنابة ليست من شروط صحة الصيام، وذلك باتفاق جميع الفقهاء وعلماء الدين كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كالتالي:

  • استند العلماء إلى قول الله تعالى في كتابه العزيز “فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل”، وهنا يوضح الله عز وجل أنه يجوز للمسلم أن يجامع زوجته في شهر رمضان في الفترة ما بعد صلاة المغرب وحتى طلوع الفجر، ولا حرج عليه أن ينوي الصيام وهو جنب ثم يغتسل، وصيامه صحيح.
  • وأوضحت السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر الاغتسال من الجنابة بعد طلوع الفجر، والذي ينتج عن جماع زوجاته في الليل في شهر رمضان الكريم وليس بعد الاحتلام، كما جاء عن أم سلمة رضي الله عنها “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبًا من جماع، لا من حلم، ثم لا يفطر ولا يقضي”، وفي حديث آخر عن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة رضي الله عنهما “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم”، أي أنه يجوز للمسلمين من الرجال والنساء تأخير الاغتسال من الجنابة إلى بعد طلوع الفجر، وفي هذه الحالة يكون الصيام صحيح ولا يجب القضاء بعد رمضان.

عدم صحة صيام الجنب مطلقًا

لقد قال أبو هريرة رضي الله عنه أنه لا يصح صيام الجنب مطلقًا، واستدل على قوله بما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم “إذا نودي للصلاة، صلاة الصبح وأحدكم جنب، فلا يصم يومئذ”، ولكن عندما أبلغته السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم وهو جنب إذا أدركه الفجر ثم يغتسل بعد ذلك، فتراجع أبي هريرة عن قوله السابق.

تأخير غسل الجنابة بغير عذر مبطل للصيام

لا يجوز للمسلم الجنب الذي يتوفر لديه الماء تأخير الاغتسال من الجنابة في شهر رمضان وفي غير رمضان، وذلك لأنه لا يتمكن من أداء الصلوات في أوقاتها، حيث أن الجنابة من مبطلات الصلاة، ومن يؤخر غسل الجنابة عن عمد يترك الصلاة وهذا إثم عظيم، ولكن صيامه يعتبر صحيحًا وذلك لأن الجنابة ليست من مبطلات الصيام.

وإذا كان المرء على سفر وهو جنب ويريد أن يجمع الصلاة جمع تأخير، فيجوز له تأخير الغسل من الجنابة ولكن يجب عليه أن يغتسل قبل خروج موعد الصلاة الثانية.

صيام الجنب صحيح في النافلة دون الفرض

لقد قال أبو هريرة رضي الله عنه، أنه يجوز صوم المسلم الجنب في صيام النافلة، ولكنه لا يجوز صومه في صيام الفرض مثل شهر رمضان، كما جاء في قوله “أن صوم الجنب صحيح في صيام النافلة، وباطل في صيام الفرض”، وقد اتفق الفقهاء والعلماء على أن الجنابة لا تؤثر على صحة الصوم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز تاخير الاغتسال من الجنابة في رمضان

حكم الصيام على جنابة عمدا

يجوز للمسلم الجنب أن يصوم إذا بلغ طلوع الفجر ولم يغتسل ويعتبر صيامه صحيحًا، ولكن يجب عليه عدم التأخير في الاغتسال لوقت طويل، وذلك لعدم فوات أوقات الصلاة، حيث يعتبر ترك الصلوات عن عمد إثم عظيم يجب على المسلم ألا يقع فيه.

حكم تأخير غسل الجنابة بعد الفجر برمضان

يجوز للمرء أن يؤخر الاغتسال من الجنابة بعد طلوع الفجر في شهر رمضان المبارك، ويعتبر صومه في هذه الحالة صحيح، ولكن يجب عليه الاغتسال قبل الظهر حتى لا يفوته صلاة الصبح، ويأثم على ترك الصلاة إثمًا عظيمًا، حيث أن تأخير الغسل من الجنابة يبطل الصلاة ولا يبطل الصيام، وذلك الحكم ينطبق على كل من الرجل والمرأة.[1]

هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر

نعم يجوز للمسلم الصيام في شهر رمضان وفي غير رمضان وهو على جنابة حتى الظهر، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجامع زوجاته في الليل، ثم أدركه الفجر وهو جنب قبل أن يغتسل، ينوي الصيام ثم يغتسل بعد ذلك، ويكون صيامه صحيحًا ولا يقضيه.

ما يحرُم على الجُنب

يحرم على المسلم الجنب القيام ببعض العبادات والفرائض، والتي يشترط فيها الطهارة وهي:

  • الطواف حول الكعبة المشرفة، حيث يعتبر الطواف ببيت الله مثل الصلاة والتي من شروطها الطهارة والاغتسال من الجنابة.
  • الصلاة سواء كانت الصلوات المفروضة أو النوافل والسنن أو سجود التلاوة، وذلك لقوله تعالى “وإن كنتم جنبًا فاطهروا”، لذا يجب على الرجل أو المرأة أن يتطهروا من الجنابة قبل الدخول إلى الصلاة.
  • قراءة القرآن الكريم باللسان إذا كانت بهدف التلاوة فهذا لا يجوز، كما قيل عن النبي “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جنبًا”، أما إذا كان الغرض من قراءة القرآن التعليم، أو الدعاء، أو الذكر، فلا حرج على الجنب أن يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، مثل سورة الإخلاص، أية الكرسي، سورة الفاتحة والمعوذتين.
  • لمس المصحف الشريف كما في قوله تعالى “لا يمسه إلا المطهرون”، فلا يجوز للمسلم أن يمسك بالمصحف أو يمسه وهو على جنابه، ويجب عليه أن يتطهر أولًا.
  • الاعتكاف في المسجد، حيث لا يجوز للرجل الذهاب إلى المسجد لكي يصلي أو يعتكف به وهو على جنابة، كما في قوله تعالى “يا أيها اللذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبًا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا”

عباداتٌ مُباحةٌ للجُنب

يجوز للشخص الجنب أن يؤدي بعض العبادات مثل الدعاء، والتهليل، والتكبير، والتسبيح، وجميع أنواع الذكر، وقد روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه”.

هل التيمم يرفع الجنابة؟

التيمم من الأمور التي اختلف عليها الفقهاء في أنه يرفع الجنابة عن المسلم أم لا يرفعها، ولكنهم اتفقوا على أن التيمم في حالة عدم توفر المياه يسمح للمسلم أن يؤدي جميع العبادات التي يشترط فيها الطهارة، مثل الصلاة وتلاوة القرآن باللسان من المصحف، وسنوضح ذلك فيما يلي:

التيمم يرفع الحدث

اتفق بعض من الفقهاء على أن التيمم يرفع حدث الجنابة عن المسلم، واستندوا بذلك إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الصعيد الطيب طهور المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليمسه بشرته فإن ذلك خير”، والمقصود بالطهور هو التيمم أي الوضوء، ويصح للمسلم أن يؤدي الصلاة والعبادات الأخرى بعد التيمم من الجنابة في حالة عدم وجود الماء، وعندما يتوفر الماء يغتسل المرء من الجنابة، ولكنه لا يعيد الصلوات التي أداها بالتيمم من حدث الجنابة.

التيمم لا يرفع الحدث

لقد اتفق بعض العلماء على أن التيمم لا يرفع حدث الجنابة عن المسلم، واستندوا إلى هذا القول “فلما انفتل من صلاته، إذا هو برجل معتزل لم يصلي مع القوم، قال: ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء، قال عليك بالصعيد فإنه يكفيك”، وبعد أن صلى بالتيمم طلب منه أن يغتسل عندما توفر الماء، لذلك اتفق الأئمة على أن التيمم لا يرفع الجنابة، لأنه طلب من الرجل الذي صلى بالتيمم أن يغتسل بعد وجود المياه، وإذا كان التيمم يرفع الجنابة لما طلب منه الاغتسال بعد ذلك.[3]

شاهد أيضًا: حكم الاغتسال من الحيض بعد طلوع الشمس في رمضان

ما حكم الجنابة في نهار رمضان

يختلف حكم الجنابة في نهار شهر رمضان على حسب السبب الذي أدى إلى وقوع الجنابة سواء للرجل أو المرأة، كالتالي:

  • اتفق جميع الأئمة على أن الجنابة التي تنتج من الجماع في نهار رمضان يفسد الصيام سواء كان عن عمد أو نسيان، ويجب على المرء القضاء والكفارة عند مذهب الحنابلة، أما مذهب الشافعية والحنفية والمالكية أجازوا القضاء مع عدم وجوب الكفارة في حالة الجماع عن نسيان في نهار رمضان.
  • وإذا كانت الجنابة ناتجة عن إنزال بغير جماع ولكن عن قصد وعمد كما في حالة الاستمناء أو اللمس بشهوة أو القبلات، فذلك يفسد الصيام ويجب على المرء القضاء والكفارة عند جميع الأئمة.
  • وعندما تنتج الجنابة في نهار رمضان عن دوام النظر أو الفكر، فهذا يفسد صيام المرء ويجب عليه القضاء والكفارة وذلك عند مذهب المالكية، أما الشافعية والحنابلة والحنفية استندوا إلى قوله صلى الله عليه وسلم “إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلم” وقالوا أنه لا يفسد الصيام ويعد صيام المرء صحيحًا.
  • أما في حالة وقوع الجنابة للرجل عن طريق الاحتلام في نهار رمضان، فهذا لا يفسد الصيام باتفاق جميع الفقهاء، وذلك لأنه حدث إنزال بغير جماع دون عمد أو تدخل من الشخص، ولا يجب عليه القضاء أو الكفارة وإنما يجب عليه الاغتسال لكي يؤدي الصلاة.[4]

وبذلك نكون ذكرنا بالتفصيل الإجابة عن سؤال، هل يجوز الصيام وانا على جنابه والإجابة نعم يجوز الصيام على جنابة في شهر رمضان وفي غير رمضان، ويعتبر الصيام صحيحًا، ولكن يجب عدم تأخر الاغتسال حتى يتمكن المرء من أداء الصلوات في أوقاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *