هل يجوز قطع صيام العشر من ذي الحجة؟ معلومٌ أنَّ صيامَ الأيامِ التسعِ الأولى من شهرِ ذِي الحجةِ مستحبٌ في الشرعِ الحنيفِ، لكن لو صام المسلمُ ثمَّ أراد أن يُفطر، فهل يجوزُ له ذلك؟ وما فضلُ صيامِ هذه الأيامِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات، حيث سيجد الإجابة بشيءٍ من التفصيل.
هل يجوز قطع صيام العشر من ذي الحجة
نعم، يجوزُ للمسلمِ قطعَ صيامِ العشرِ من ذي الحجةِ؛ إذ أنَّ صيامَ هذه الأيامِ يندرجُ تحت صيامِ التطوعِ لا تحت ضيامِ الواجبِ، ومعلومٌ أنَّ قطعَ صيامَ التطوعِ جائزٌ، ودليل ذلك الحديث الذي روته فاختة بنت أبي طالب حيث قالت: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ عليها فدَعى بشَرابٍ فشربَ ثمَّ ناولَها فشَربت فقالت يا رسولَ اللَّهِ أما إنِّي كنتُ صائمةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّائمُ المتطوِّعُ أمينُ نفسِهِ إن شاءَ صامَ وإن شاءَ أفطرَ).[1]
شاهد أيضًا: هل صيام العشر من ذي الحجة واجب
فضل صيام العشر من ذي الحجة
استحبَّ الشرع الحنيف صيامَ العشرِ من ذي الحجةِ؛ إذ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ)،[2] وإنَّ لصيامِ هذه الأيام فضلٌ عظيم، وفيما يأتي بيان ذلك:
- أنَّ الصيامَ ابتداءً له فضلٌ عظيمٌ، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)،[3] قكيف إن اجتمع فضلُ الصيامِ مع فضلُ هذه الأيام؟
- أنَّ صيامَ اليومِ التاسعِ من ذِي الحجةِ يكفِّر ذنوب سنةٍ سابقةٍ وذنوبَ سنةٍ آتيةٍ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ).[4]
شاهد أيضًا: شرح حديث ما من ايام اعظم ولا احب الى الله العمل فيهن
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يجوز قطع صيام العشر من ذي الحجة، وفيهِ تمَّ بيانُ جوازِ ذلك؛ إذ أنَّ صيامَ العشرِ يندرجُ تحتَ صيامِ التطوعِ، كما تمَّ بيان فضلِ صيامِ العشرِ من ذي الحجةِ.