هل يملك النبي نفعا لاقرب الناس اليه وما الدليل

هل يملك النبي نفعا لاقرب الناس اليه وما الدليل هو موضوع هذا المقال، لكن قبل إثبات ذلك لا بدّ من الحديث عن الرّسول محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، فهو أحسن العالمين خلقاً، فقد لقّبته قريشٌ بالصّادق الأمين لأمانته وصدقه معهم، وكما ذُكِر في سيرته فقد كان كريماً معطاءً جواداً، وكان -عليه الصّلاة والسّلام- شديد الحياء، شديد التّواضع، عادلٌ في حكمه، وفيٌ العهد، ولم يذكر عيب أحدٍ في وجهه، إنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام كامل الخُلقِ والخَلق، ووجب الاقتداء به والتّمثل بأخلاقه واتّباع سنّته، وكان النبيّ شديد الحرص على أمّته، فهل كان يملك نفعًا لذويه وأقرب النّاس إليه.[1]

هل يملك النبي نفعا لاقرب الناس اليه وما الدليل

إنّ الإجابة على السؤال الذي يطرحه عنوان المقال: هل يملك النبي نفعا لاقرب الناس اليه وما الدليل ، تتلخّص بأنّ النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- كان شديد الحرص على أمّته أجمعين، فقد كان كثير التّفكير بأحوال أمّته، وكان يخاف عليها من العذاب يوم القيامة، وقد خصّه الله تعالى بالشّفاعة يوم القيامة لأمّته من بين الأنبياء جميعًا، يُروى في الحديث المشهور عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “إنَّ النَّاسَ إذا اهتمُّوا لموقفِهم في العرَصاتِ تشفَّعوا إلى ربِّهم بالأنبياءِ واحدًا واحدًا من آدمَ فمن بعده ، فكلُّهم يحيدُ عنها حتَّى ينتهوا إلى محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فإذا جاءوا إليه قال : أنا لها أنا لها ، فيذهبُ فيسجُدُ للهِ تعالَى تحت العرشِ ويشفعُ عند اللهِ في أن يأتيَ لفصلِ القضاءِ بين العبادِ فيُشفِّعَه اللهُ”،[2] وهذا النفع لا يخصّ الأقربون من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحدهم، بل يتخطّاهم إلى أمّته -صلّى الله عليه وسلّم- جمعاء، فماذا عن الأقربين الأقربين منه؟[3]

ورد في بعض كتب التّفسير أنّ أهل مكّة جاؤوا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يطلبوا منه أن يسأل الله تعالى عن بعض الأمور الّتي قد تحدث مستقبلاً لكي يتجنّبوها، وكأنّهم يطلبون منه أن يعلم الغيب ليحققوا مكاسب ومنافع لهم بذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية على رسوله إجابة لسؤالهم، قال تعالى في سورة الأعراف: {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}،[4] فالرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- لم يملك الضرّ أو النّفع لنفسه أو لغيره، ولم يكن يعلم الغيب، وما أٌرسِل إلّا  نذيراً للكافرين من العذاب وبشيراً للصّالحين بالجنّة والنعيم، وهو ما يكون من إجابةٍ وافيةٍ للسؤال المطروح، والله ورسوله أعلم.[5]

أقرب الناس من النبي عليه الصلاة والسلام

بعد الإجابة على سؤال هل يملك النبي نفعا لاقرب الناس اليه وما الدليل كان لا بدّ من بيان من هم أقرب النّاس إليه، فلم يقتصر الأمر على عائلته، فكان قلبه -صلّى الله عليه وسلّم- يسع الكون حبًّا، ومن النّاس الذين هم أقرب الناس إليه:[6]

• نسبه: أي أولاده وبناته وأحفاده، فقد كان يحبّهم حبّاً عظيماً، وكان -عليه الصّلاة والسّلام- عطوفاً حنوناً عليهم، حسن المعاملة معهم، وكان من أحبّ بناته إليه فاطمة ٌرضي الله عنها، حيث كانت لها مكانةٌ عظيمةٌ ومميزةٌ في قلبه.
• زوجاته: فقد أحبّهم النبيّ كلّهم، أمّا عن أحبّ زوجاته إليه -عليه الصّلاة والسّلام- فكانت عائشةٌ رضي الله عنها.
• أصحابه: ومن الرّجال فقد كان أبا بكرٍ الصّدّيق رضي  الله عنه رفيق دربه وصاحبه في دعوته.
• المقتدين به: وهنا يأتي ذكر أقرب النّاس إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الآخرة و أحبّ النّاس إليه يوم القيامة، هم أصحاب الأخلاق الرّفيعة الحسنة  الّذين تحلّوا بصفاته في الدّنيا وتمثّلوا بأخلاقه واتّخذوه قدوةً في معاملاتهم، قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام:”إنَّ أحبَّكم إليَّ يومَ القيامةِ أحاسنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغضَكم إليَّ يومَ القيامةِ المُتشدِّقونَ المُتفيهِقونَ”.[7]
• المصلين عليه: وكذلك من أقرب النّاس منه -عليه الصّلاة والسّلام- أكثرهم صلاةً عليه، فللصّلاة على النبي فضلٌ وخيرٌ كثيرٌ، وقد أخبر عليه الصّلاة والسّلام ذلك.

مقال هل يملك النبي نفعا لاقرب الناس اليه وما الدليل مقالٌ  تمّ الحديث فيه عن أقرب النّاس للرّسول عليه أفضل الصّلاة والسّلام منزلةً في الدّنيا والآخرة، وجاء فيه أنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لم يكن له نفع لأقربائه خاصّةً وإنما للنّاس عامّةً، وأورد أيضاً بعضاً من صفات النّبيّ وأخلاقه الكريمة.