والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول

والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول

والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول مهمًا للغاية وتعد هذه الآية من الآيات المهمة التي يجب التعرف عليها وعلى تفسيرها وسبب النزول وذلك لأن الله عز وجل يقول بأن من يقول لوالديه أف فسوف يعذبهم الله عز وجلْ وقول الأف يعد من أقل أنواع التضجر وفي هذا المقال سوف نقوم بالتعرف على سبب نزول هذه الآية الكريمة فتابعوا معنا.

والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول

أجمع جميع المفسرين على أن سبب نزول هذه الآية هو إرادة معاوية أن يعطي ابنه الخلافة فرفض سيدنا عبدالرحمن بن أبي بكر ذلك الأمر ولكن كان الأمير حينها هو مروان بن يزيد وغضب من رفض عبدالرحمن وأراد أن يحبسه ويلحق به الضرر وظل يطارده ولكن عبدالرحمن بن أبي بكر هرع إلى بيت أخته السيدة عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليختبئ بداخله وبالرغم من أن مروان علم أنه عند السيدة عائشة ولكنهم لم يستطيعوا دخول منزل السيدة عائشة وكان ذلك يرجع إلى علو شأنها ومكانتها بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا غير قادرين على اقتحام غرفتها وكان عبدالرحمن بن أبي بكر يعلم ذلك فهرب إليها للاحتماء بها من مروان بن يزيد.

تفسير والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني

روى ابن أبي حاتم عن عبد اللّه بن المديني وهو راوي ثقة قال: إني لفي المسجد حين خطب مروان فقال: إن اللّه تعالى قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأياً حسناً، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر عمر رضي اللّه عنهما، ثم قال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي اللّه عنهما: أهرقلية؟ إن أبا بكر رضي اللّه عنه واللّه ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية في ولده إلا رحمة وكرامة لولده.

فقال مروان: ألست الذي قال لوالديه: أُفٍ لكما؟ فقال عبد الرحمن رضي اللّه عنه: ألست ابن اللعين الذي لعن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أباك قال وقد سمعتهما عائشة رضي اللّه عنها فقالت: يا مروان! أنت القائل لعبد الرحمن رضي اللّه عنه كذا وكذا؟ كذبت ما فيه نزلت، ولكن نزلت في فلان بن فلان ثم انتحب مروان ثم نزل عن المنبر حتى أتى باب حجرتها فجعل يكلمها حتى انصرف.

ويعتبر هذا نعت من الله سبحانه وتعالى ذكره نعت ضال به كافر وبوالديه عاق حيث أنهم كانوا ينصحوه إلى اتباع دين الحق وعبادة الله الواحد الأحد، فإن دعاؤهم له ما يزيده إلا الحق في نصيحته ودعائه إلى الله ونصيحتهما له لم تكن عتوا ولا تمرد على الله وهو تمادى في جهله.

فيقول الله عز وجل (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ) وهذا دليل على بعث الله خلقه من قبورهم, وبأنه سوف يجازيهم بأعمالهم (أُفٍّ لَكُمَا) يقول: قذرا لكما ونتنا(أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ) يقول أتعدانني أن أخرج من قبري من بعد فنائي وبلائي فيه حيا.[1]

شاهد أيضًا: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم سبب النزول

سبب نزول سورة الأحقاف

هناك سبب لنزول كل سورة في القرآن الكريم وتعد سورة الاحقاق واحدة من هذه السور التي لابد من معرفة سبب نزولها حيث ذكر اهل التفسير أنّ قول الله سبحانه وتعالى: “قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ” تم تنزيلها عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه أنّه يهاجر إلى أرض بها ماء وشجر ونخل.

وعندما أفاق من نومه حكى رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرًا بهذه الرؤيا ورأوا فيها ان هناك خلاص قادم لهم ضد اضطهاد قريش والأذى الذي يلحقوه بالمسلمين وعندما تأخّر موعد الهجرة سأل الصحابة الرسول: “متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت؟”، فسكت الرسول ونزلت هذه الآية بمعنى لا أعلم أأهاجر إلى تلك الأرض التي رأيتها في منامي أم لا.

أما عن قوله سبحانه وتعالى: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً” فتم تنزيل هذه  الآية في أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه حيث أصبح أبو بكرٍ صديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سن الثمانية عشرة وكان الرسول حينذاك في عمر العشرين عام قبل البعثة في الأسفار التجارية باتجاه الشام.

وفي يوم من الأيام خلال أحد الاسفار التي كانوا يسافرونها الأسفار نزلوا في مكان  فيه شجرة سدرٍ فقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالجلوس تحت ظلها حتى يستظل بها، لكن أبو بكرٍ ذهب إلى أحد الرهبان في ذلك المكان يسأله عن الدين فقال الراهب لأبي بكرٍ: من الرجل الذي في ظل السِّدرة؟ فقال أبو بكرٍ: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال الراهب: هذا والله نبي فلم يجلس أحد تحت ظل هذه السِّدرة بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله.

تأثر أبو بكر بكلام الراهب فصدق رسول الله كما وأنه لم يكن يفارقه حتى نزل عليه الوحي وهو في سن الثمانية والثلاثين من عمره حيث كان أبو بكر الصديق هو أو من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم من الرجال، وعندما بلغ الأربعين قال: “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.

كذاك وقوله تعالى:”وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”، كما قال البعض من أهل التفسير أن هذه السورة تم تنزيلها في عبد الله بن سلّام رضي الله عنه وكان أحد أحبار اليهود في المدينة وقد أعلن إسلامه ولهذا السبب تعد هذه الآية مدنيةً.[2]

شاهد أيضًا: من الشخص الذي أُنزلت فيه سورة الهمزة؟

فضل سورة الأحقاف

تعد سورة الأحقاف واحدة من السور التي تنتمي إلى المجموعة السُّباعية من سور آل حم وهي السور التي قال عنها ابن مسعودٍ -رضي الله عنها- ديباج القرآن وأنه كان يتأنق عندهنّ، والتأنق معناه هنا التدبر وكذلك التفكر والتمعن في معاني الآيات والأحكام الواردة في هذه السور.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأها فقال ابن مسعود: “أقرأني رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- سورةً منَ آلِ “حم” وهي الأحقافُ قالَ: وَكانتِ السُّورةُ إذا كانت أَكثرَ من ثلاثينَ آيةً سمِّيت ثلاثينَ”.

يجب معرفة أن القرآن الكريم كله له الكثير من الفضل وسوف ينال العبد الكثير من الحسنات في قراءته وتلاوته فهذا كله فضل وخير وسوف ينال بها العبد الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة، كما أنه يجب معرفة أن هذه السورة من السور التي لم يذكر القرآن أو السنة أي فضل لقراءتها عن غيرها من السور.

لكن بالنسبة لفضل قراءتها كل يوم فيجب الاقرار بأنها تعمل على الوقاية من فزع يوم القيامة والعديد من الأفضال فلا أصل له، ومن هذه الأحاديث: “لا يَكتُبُ اللهُ على ابنِ آدَمَ ذَنْبًا أربعينَ سَنَةً إذا كان مُسلِمًا، ثمَّ تلا: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً”، “إذا طلَبْتَ حاجةً فأحبَبْتَ أنْ تنجَحَ فقُلْ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له العلِيُّ العظيمُ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له الحليمُ الكريمُ، بِسْمِ اللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الحيُّ الحليمُ سُبْحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ “كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ”، “كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا”، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مُوجِباتِ رحمتِكَ وعزائمَ مغفرتِكَ والغنيمةَ مِن كلِّ بِرٍّ والسَّلامةَ مِن كلِّ ذَنْبٍ اللَّهمَّ لا تدَعْ لي ذَنْبًا إلَّا غفَرْتَه ولا هَمًّا إلَّا فرَّجْتَه ولا دَيْنًا إلَّا قضَيْتَه ولا حاجةً مِن حوائجِ الدُّنيا والآخرةِ إلَّا قضَيْتَها برحمتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحمينَ”.[3]

وفي نهاية المقال نكون ق قمنا بذكر الإجابة عن سؤال والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني سبب النزول ما هو، كما تعرفنا على فضل سورة الأحقاف، فإنه يجب على جميع الأبناء أن يعرفوا ان الله سبحانه وتعالى قد عظم حقوق الأبوين وقرن عبادته عز وجل بطاعة أوامرهم وبرههم، فإن حقهم عظيم لا يضاهيه حق اي حد في الدنيا وقد نهى الله عن قول أبسط أنواع التضجر وهي كلمة أف حفظ الله أمهاتنا وأمهاتكم أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *