وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو

وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو

وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو ؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ أن نجيب عنها لأنّ الكثير من الناس تسأل عن هذا الوقت بشكلِ خاص فهو أفضل وقت لقيام الليل، فقيام الليل من الأعمال الصالحة التي رغّب فيها الإسلام، وقيام الليل وسيلة لمناجاة الله تعالى والتقرب منه، وهو الطريق لكسب الأجر والثواب، وتكفير الذنوب والخطايا، وقيام الليل صفة من صفات المتقين.

وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو

وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو الثلث الأخير من الليل، الليل عمومًا يبدأ من غروب الشمس وحتى وقت طلوع الفجر، وإذا أردنا تحديد الثلث الأخير من الليل، فمثلًا إذا غربت الشمس الساعة الخامسة مساءً، وكان وقت طلوع الفجر في الخامسة صباحًا، فتكون مدة الثلث الأخير من الليل حوالي 4ساعات، ويكون بذلك الثلث الأخير من الليل من الساعة الواحدة وحتى الساعة الخامسة صباحًا، وبهذا تتم معرفة الثلث الأخير من الليل، وقد بين العلماء أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه، فهو ينزل كما يشاء، ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق به جل جلاله، والثلث يختلف في أنحاء الدنيا وهذا شيء يختص به تعالى لا يشابه خلقه في شيء من صفاته.[1]

شاهد أيضًا: أدعية ثلث الليل من شهر رمضان

فضل قيام الثلث الأخير من الليل

بعد أن عرفنا وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو الثلث الأخير من الليل، إنّ الثلث الأخير من الليل وقتٌ مُبارك وفرصة عظيمةٌ يفضّل اغتنامها، لأنّ الله عز وجل-يتنزّل في هذا الوقت من اليوم إلى السماء الدنيا ليُجيب حاجات العباد، لذلك يُستحبّ قيام هذا الوقت من الليل والتقرّب من الله تعالى فيه لنيل مرضاته والفوز برحمته وقبوله، وقد أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”[2]، وأفضل الصلاة بعد الفرض، صلاة قيام الليل كما بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: “أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ”[3]، ويستطيع العبد عند قيامه في الثلث الأخير من الليل سؤال الله سبحانه وتعالى ما يريد من أمور الدنيا والآخرة، فهو وقت استجابة الدعاء بإذن الله، ويكون العبد بهذا الوقت أقرب ما يكون لله عزّ وجلّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ فإِنِ استطعْتَ أن تكونَ ممن يذكرُ اللهَ في تلْكَ الساعَةِ فكُنْ”[4]، ويُقسم اللّيل إلى ثلاثة أقسام، يبدأ بغروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر، فيستطيع العبد معرفة وقت الثلث الأخير من الليل بتقسيم مجموع الساعات خلال هذه المُدّة على ثلاثة أقسام لمعرفة عدد ساعات الثلث الأخير منه.[5]

فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل

بعد أن عرفنا وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو الثلث الأخير من الليل، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ”[2]، فذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أولًا لفظ الدعاء، ثم ذكر السؤال والاستغفار، والمستغفر سائل ، كما أن السائل داعٍ؛ لكن ذكر السائل لدفع الشر، بعد السائل الطالب للخير، وذكرهما جميعا بعد ذكر الداعي الذي يتناولهما وغيرهما، فهو من باب عطف الخاص على العام، وعلى هذا فإنّ الثلث الأخير من الليل هو أفضل وقت للدعاء والاستغفار.[6]

شاهد أيضًا: الصحابي الذي كان يقسم الليل اثلاثا

دعاء الثلث الأخير من الليل

بعد أن عرفنا وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو الثلث الأخير من الليل، وما هو فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل، سنورد الدعاء الآتي وهو أحد الأدعية التي يستحبّ الدعاء بها في الثلث الأخير من الليل:

“ربي ها أنت ترى مكاني، وتسمع كلامي، وأنت أعلم من عبادك بحالي، ربي شكواي لك لا لأحد من خلقك، فاقبلني في رحابك في هذه الساعة المباركة، ربي إني طرقت بابك فافتح لي أبواب سماواتك، وأجرني من عظيم بلائك، اللهم يا مسخر القويّ للضعيف، ومسخر الجنّ لنبينا سليمان، ومسخر الطير والحديد لنبينا داود، ومسخر النار لنبينا إبراهيم، سخر لي عبادك الطيبين من حولي، وسهل لي أمري من حيث لا أحتسب، ربي بحولك وقوتك وعزّتك وقدرتك أنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك، اللهم إني أسألك بخوفي من عظمتك، وطمعي برحمتك أن ترزقني ما كان خيراً لي في ديني ودنياي، ومعاشي وعاقبة أمري عاجله و آجله، اللهم إني أشكو لك قلة حيلتي، وهوان أمري وضعف قوتي، اللهم إني أسألك أن تصرف عني شتات العقل والأمر والتفكير، ربي انصرني ولا تنصر علي، إلهي ارحم ضعفي، وفرج همي، واجبر كسري، وآمن خوفي، وأمطرني برزقٍ من عندك لا حد له، وفرجٍ من عندك لا مد له، وخيرٍ من عندك لا عدد له، وصلّ اللهم وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد”.

وهكذا نكون قد أجبنا على وقت نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو، وعرفنا أيضًا فضل قيام الثلث الأخير من الليل، وفضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وأدرجنا أحد الأدعية التي يستحبّ الدعاء بها في الثلث الأخير من الليل.

المراجع

  1. ^ alukah.net , كيف نحسب الثلث الأخير من الليل؟! , 27-04-2021
  2. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة،البخاري،7494، صحيح.
  3. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة،مسلم،1163، صحيح.
  4. ^ سنن الترمذي , عمرو بن عبسة،الترمذي،3579، حسن
  5. ^ alukah.net , فضل قيام الليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *