جدول المحتويات
عالم السياحة والسفر لم يعد كما كان سابقًا، بل بات يشهد تحولات كبيرة في التقنيات والإبتكارات التكنولوجية المتنوعة، حيث يظهر وكيل الذكاء الاصطناعي؛ ليحدث ثورة في عالم السفر تغير من قواعد اللعب في جميع مناحى الحياة، وبشكل خاص، صناعة السياحة.
وبما أن روبوت الدردشة التقليدي بات بإمكانه اليوم تقديم توصيات بما يتعلق بخطط السفر، وأماكن الإقامة، ووصفات الأكل، فإن وكلاء الذكاء الاصطناعي قد أحدثوا ثورة لأبعد مدى، حيث بات بإمكانهم تنفيذ المهام بالنيابة عن المستخدمين بأقل حد ممكن من التدخل البشري. وإلى جانب ذلك، نستشعر الآن بأن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا استراتيجي يرافق المسافرين، يفهم ما يطلبه وما يفضله، ناهيك عن اتخاذ العديد من القرارات بالنيابة عنه، فوجود الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط مجرد أداة تقدم مساعدات تقنية فقط.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي … خطوة نحو التغيير
في عصر مليء بالتطورات والإبتكارات التكنولوجية المتنوعة، بات ما يعرف بتطبيقات الذكاء الاصطناعي أداة متينة، هدفها جعل حياة الإنسان تبدو غاية في السهولة وتيسير أعماله؛ حيث بدأت هذه التطبيقات تتغلل إلى جميع نواحي الحياة؛ لتوفر على المستخدمين الوقت والجهد، ناهيك عن إضفاء عامل الترفيه الأكثر إلحالحًا في هذا الوقت، وأبرز هذه التطبيقات: تطبيق المراهنات الرياضية اون لاين، حيث برز تطبيق ميل بيت الذي استفاد بشكل ملحوظ من هذه التقنية؛ ليضفي على اللاعبين إمكانية المشاركة في الرهانات بشكل أكثر سلاسة مقارنة بالتطبيقات الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة شروط السحب من ميل بيت؛ ليضمن للمستخدمين التعامل المالي الآمن للمعاملات، ودعم طرق الدفع التي تناسب المستخدمين، والأمان في سحب أرباحهم، دون عناء خلافًا للتطبيقات الأخرى في نفس المجال، والتي تفرض شروطًا على اللاعبين؛ لسحب أموالهم.
يوظف ميل بيت تقنيات الذكاء الاصطناعي بدقة عالية؛ من خلال تحليل البيانات المرتبطة بكل مباراة، وتقديم توقعات وتوصيات للاعبين بدقة عالية، الأمر الذي يعزز من فرص اتخاذهم للقرارات الصائبة؛ ويجعل تجارب الرهان أكثر فعالية وشفافية، بغض النظر عن مستوى اللاعبين، ناهيك عن إمكانية متابعة فرص الفوز وتحقيق الأهداف المالية بقدر عالِ من الكفاءة، مع الاحتفاظ بتجربة ممتعة وآمنة من اللعب.
وكيل السفر… خيارك الأمثل
وكيل السفر المدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي، ما هو إلا منظومة متطورة تعمل بطريقة مستقرة دون انتظار التعليمات المباشرة من المسافر، وذلك بخلاف من النماذج الأخرى التقليدية، حيث يتصرف الوكيل بمرونة عالية جدًا، ويعمل على تحليل البيانات ويتخذ القرارات بشكل فوري، ناهيك عن متابعة الرحلات، وإلغاء أو تعديل الحجوزات بشكل تلقائي، واقتراح رحلات بديلة تلائم المسافر؛ بما يتماشى مع رغباته.
ولا يقتصر الامر فقط على هذا الحد، بل يمكن للوكيل أيضًا التواصل مع شركات الطيران والفنادق؛ لإيجاد حلول فعالة لأي مشكلة كانت أثناء الرحلة، دون التدخل البشري المباشر، وتعمل هذه التقنية من خلال إنشاء ملف رقمي خاص بكل مسافر، يتم من خلاله جمع سلوكيات وذوق وميزانية وتفاصيل السفر التي يفضلها المسافرين.
ومع مرور الوقت، يصبح وكيل السفر الرقمي على معرفة كاملة بشخصيتك، وإدارة رحلاتك بدقة عالية بدءً من الفكرة الأولى للسفر، مرورًا بالرحلة والإقامة، وصولًا للعودة دون متابعة أو عناء.
تجربة فريدة من نوعها
بحسب تقرير لمؤسسة ماكينزي، فإن المستقبل القادم قد يشهد تغييرًا جذريًا في أسلوب السفر والتخطيط للرحلات، فلن يحتاج المسافرين إلى تحميل عشرات التطبيقات والبحث عبر المنصات الرقمية من أجل المقارنة بين الخيارات والعروض المتاحة للسفر، بل يكتفي المسافرين بإخبار وكيل السفر بالرغبة في بالسفر لمكان ما، وبدوره يقوم الوكيل بمتابعة الرحلات واختيار الفندق الملائم، ناهيك عن تقديم مقترحات للأنشطة التي يمكنك القيام بها، وتناول الطعام في المطاعم التي تناسب ميزانيتك، ومتابعة تفاصيل رحلتك بدقة حتى العودة؛ لتحظى بأعلى درجات الراحة دون أي عناء.
ضرورة أم رفاهية؟
وكيل السفر باتت بالنسبة للفنادق وشركات الطيران ضرورة، وليس رفاهية، حيث تفيد الدراسة إلى أن توظيف الوكيل باتت يسهم بشكل ملحوظ في تخفيض تكاليف التشغيل، ورفع الكفاءة على الخدمات، كما ويساهم في معالجة المهام دون تدخل بشري، كالرد الآلي على العملاء، وإعادة الحجز، وتسعير الرحلات خلال وقت قصير.
كما ويمكن للوكيل توزيع الغرف بناءً على تفضيلات المسافرين، وتوقع المشكلات قبل حدوثها. وبالنسبة لشركات الطيران، فهي تستفيد من هذا الوكيل في ضبطها للأسعار وتقديم العروض للمستخدمين بناءً على الطلبات اليومية، كما ساعد الوكيل في إدراة آلاف الطلبات خلال وقت واحد دون أي خطأ يذكر، وتقديم العديد من التوصيات بدقة عالية؛ الأمر الذي عزز من ولاء العملاء وساهم في خفض تكاليف التسويق.
تحديات التطبيق
على الرغم من الإيجابيات الهائلة لهذا الإبتكار التكنولوجي، إلا أن الشركات باتت تواجه العديد من التحديات، تتمثل في: تفرق البيانات عبر المواقع الرقمية والشركات، أدى إلى حالة من التشتت التي صعبت من توحيد المعلومات واستغلالها بشكل فعال، إضافة إلى تحديات مرتبطة بثقة المسافرين، حيث لا يزال العديد من المسافرين مترددًا في تسليم قراراته لأنظمة الذكاء الاصطناعي؛ خاصة عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات المكلفة أو القرارات الشخصية.
علاوة على ذلك، فإن من التحديات البارزة أيضًا، أن بعض الشركات ترى في تقنية الذكاء الاصطناعي بأنها أداة للمساعدة، وليس عنصرًا في نموذج العمل المستخدم في الشركات، ناهيك عن نقص الكفاءات التقنية التي يمكنها تطوير وكيل الذكاء وتوظيفه في البنى القديمة لشركات الطيران غير المواكبة لجميع تقنيات الذكاء الاصطناعي. فهل ينجح وكيل الذكاء الاصطناعي في التغلب على هذه التحديات، ليصبح البديل الأمثل لتطبيقات السفر؟