يسقط شرط استقبال القبلة في حالات منها

يسقط شرط استقبال القبلة في حالات منها

يسقط شرط استقبال القبلة في حالات منها، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ استقبالَ القبلةِ شرطٌ من شروطِ صحة الصلاةِ، لكنَّها في بعض الحالاتِ تسقطُ عن المسلمِ، فما هي هذه الحالاتِ؟ وما هي الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على هذه الحالات؟ وما حكمُ استقبالَ القبلةِ للجاهلِ، وما حكمُ الإعادةِ إذا تبيَّن له خطأ وجهته؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

يسقط شرط استقبال القبلة في حالات منها

معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- جعلَ اسقبالَ القبلةِ شرطٌ من شروطِ صحةِ الصلاةِ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}،[1] لكنْ هناكَ بعضًا من الحالاتِ التي يُرخَّص فيها للمسلمِ ذلك، وفيما يأتي بيانها:

شاهد أيضًا: في أي عام حولت الكعبة من بيت المقدس إلى الكعبة

المريض العاجز

يُرخص للمريضِ العاجزِ عن استقبالَ القبلةِ، عدمَ استقبالها عند صلاته، ويسقطُ هذا الشرطُ عنه، وهناكَ عددًا من الأدلة التي تبيِّن أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يكلِّف أحدًا بشيءٍ إلَّا بقدرِ استطاعته، وفيما يأتي ذكر هذه الآياتِ:[2]

  • قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم}.[3]
  • قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا}.[4]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ”.[5]

شدة الخوف

إذا كان المسلمُ في حالةٍ من الخوفِ الشديدِ، كأن يكونَ هاربًا من عدوٍ أو حيوانٍ مفترسٍ، أو سيلٍ على وشكِ أن يغرقه، فإنَّ شرط استقبال القبلة يسقط عنه، ودليل ذلك قول الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}،[6] مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ هذه الحالة معلقة على شرطِ الاستطاعة أيضًا.

شاهد أيضًا: يحرم عند قضاء الحاجة استقبال  القبلة واستدبارها

عند صلاة نافلة في السفر

إذا كان المسلمُ مسافرًا سواء على راحلة أو في طائرة أو في سيارة، فيجوز له عدم استقبالَ القبلةِ عند أداء صلاةِ النافلة، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: “انَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي وَهو مُقْبِلٌ مِن مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ علَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كانَ وَجْهُهُ، قالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ {فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}”.[7]

شاهد أيضًا: متى تم تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة

حكم استقبال القبلة للجاهل

إنَّ الجاهلَ لا يسقطُ عنه استقبالَ القبلةِ، بل لا بدَّ أن يجتهد ويتحرَّى في معرفةِ اتجاهها، ثمَّ يُصلِّي، فإنْ تبيَّن له خطأ استقبالها، فقد تبيانت آراء أهلِ العلمِ في حكمِ قضائها، وفيما يأتي بيان ذلك:[8]

  • الأحناف: ذهب الحنفية إلى عدم وجوب إعادةِ الصلاة وقضائها إن تبيَّن للمسلمِ خطأ اجتهاده في معرفة القبلة.
  • الشافعية: ذهبوا إلى وجوب القضاء والإعادة.
  • الحنابلة: فرَّق الحنابلة بين صلاةِ الحضرِ والسفرِ، فذهبوا إلى وجوب القضاء في صلاة الحضر.

شاهد أيضًا: صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان يسقط شرط استقبال القبلة في حالات منها، وفيه تمَّ بيانُ أنَّ هذه الحالاتِ هي حالُ الخوفِ وحالُ العجزِ، وحالُ أداء النافلةِ في السفرِ، وفي ختام هذا المقال، تمَّ بيانُ حكمِ استقبالَ القبلةِ للجاهلِ.

المراجع

  1. ^ البقرة: 144
  2. ^ islamqa.info , الحالات التي يسقط فيها شرط استقبال القبلة , 22/12/2021
  3. ^ البقرة: 286
  4. ^ التغابن: 16
  5. ^ أخرجه البخاري
  6. ^ البقرة: 239
  7. ^ رواه مسلم
  8. ^ islamweb.net , مذاهب العلماء فيمن صلى لغير القبلة خطأ , 22/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *