ما هي اول هديه اهديت للرسول بالمدينه

ما هي اول هديه اهديت للرسول بالمدينه
ما هي اول هديه اهديت للرسول بالمدينه
ما هي اول هديه اهديت للرسول بالمدينه سؤال من الأسئلة المطروحة بين المسلمين، فإنَّ الهدية من الأمور التي أحلّها الإسلام وقبلها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والتهادي بين المسلمين هو من الأمور التي تزيد المحبة بينهم وتقوّي الروابط الأخوية، فتجعل الصلة بين المسلمين متينة وقوية، وإنَّ التهادي كغيره من الأمور التي أجازها الإسلام لها أحكام وشروط وضوابط، وفي هذا المقال سنذكر ما أول هدية اهديت للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة، بالإضافة لبيان أهم أحكام وضوابط التهادي في الإسلام.

ما هي اول هديه اهديت للرسول بالمدينه

اول هديه اهديت للرسول بالمدينه هي قصعة خبز وسمن ولبن، وقد جاء بها إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، وذلك بعد أن نزل النبي في دار أبي أيوب[1]، وزيد هو مولى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كما يُسمى بحب الرسول، وقد أُخذ أسيرًا وهو في عمر صغير فاشتره خديجة بنت خويلد وأعطته للرسول صلّى الله عليه وسلّم، وذلك قبل نزول البعثة النبوية، وقد جاء أهله يبحثون عنه فخيره نبي الله -صلّى الله عليه وسلّم- بين الرحيل مع أهله أو ابقاء معه، فاختار زيد البقاء مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فاعتقه حينها وتبنّاه وجعل له حقًا كما للولد، وظلَ كذلك حتى نزل تحري التبني.[2]

شاهد أيضًا: ما هو حكم تبادل الهدايا

الضوابط الشرعية للتهادي

إنَّ التهادي بين المسلمين من الامور المُحببة والتي تقوي الروابط والمحبة بينهم، وقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقبل الهدايا ويرفض الصدقة، وقد ورد ذلك في كثير من الأحاديث النبوية، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم: ” لَوْ دُعِيتُ إلى ذِراعٍ أوْ كُراعٍ لَأَجَبْتُ، ولو أُهْدِيَ إلَيَّ ذِراعٌ أوْ كُراعٌ لَقَبِلْتُ”[3]، إلّا إنَّ للتهادي في الإسلام عدد من الضوابط التي لابدَّ للمسلم مراعاتها وعدم تجاوزها، ولعلَّ أبرز هذه الضوابط:[4]

  • أن يكون مضمون الهدية حلالًا، فلا تحوي على أور محرّمة في دين الإسلام مثل الخمور والخنازير أو الصلبان أو الشعارات التي لا تتوافق مع الدين الإسلامي، وإنَّ قبول أو إهداء مثل هذه الهدايا هو أمر محّرم، أمّا إذا كان مضمون الهدية قابل للاستخدام في مواضع دون أخرى، فلا بأس في قبول الهدية والصرّف بها كأن يبيعها الإنسان أو يُهديها.
  • ألّا يكون المُهدى له موظف فإنَّ ذلك غير جائز ويُحرّم على الموظف أو أي شخص ذو مسؤولية ومنصب قبول الهدايا أو المكافآت أو ما يُسمّى بالإكرامية، والتي تأتي للشخص سبب مسؤوليته ومنصبه، ولا يجوز له قبول شيء من ذلك دون إذن من الجهة التي يعمل عندها، والمقصود بما سبق الهدايا التي تأتي إلى صفة الشخص كموظف لا لشخصه العادي.
  • لا يجوز إعطاء المُقترض للمقرض هدية أو مكافأة قبل سداد الدين، فإنَّ كلّ دين يجلب لصاحبه منفعة وهدايا يدخل في مدخل الربا من حيث التحريم، وخصوصًا في حال عدم وجود عادة لتبادل الهدايا بين المُقرض والمُقترض قبل الدين فإنَّ في ذلك شبهة الربا.
  • لا يجوز تقديم الهدايا لدفع الظلم أو رد السوء وتكون الهدايا حرامًا بشكل قطعي على المُهدى إليه، إلّا أنّها ليست كذلك للمُهدى، لأنّه يرد فيها الأذى عن نفسه.

هدية الكافر

إنَّ تعامل المسلمين مع الكافرين قد يُشكّل خلطًا على الكثيرين، فيعتقد بعض الناس أنَّ العلاقة يجب أن تكون علاقة عنف وكره وغلظة، وفي ذلك مخالفة لهدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في معاملة الكافرين، فإنَّ علاقة المسلمين مع الكافرين هي علاقة برَّ وودّ وعدل، كما يجب أن تخلوا هذه العلاقة من الظلم، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[5]،فقد قبل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هدية الكافرين من أهل الكتاب وأهداهم كذلك، إلّا أنّه رفض هدايا وعطايا المشركين، وقد قال النووي في جواز هدية الكافر: “قال القاضي و إنما قبل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هدايا كفار أهل الكتاب ممن كان على النصرانية، كالمقوقس وملوك الشام، فلا معارضة بينه وبين قوله -صلى الله عليه وسلم- لا يقبلُ زبد المشركين، وقد أبيح لنا ذبائح أهل الكتاب ومناكحتهم بخلاف المشركين عبدة الأوثان”، ومن الجدير بالذكر أن قبول هدية الكافر هو مرهون بكون الهدية تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ولا تحتوي على ما حرّم الله تعالى من الأمور، فلا يكون فيها ما يُعظّم شعائر الكفار ويروج لأعيادهم ومناسباتهم بين المسلمين، والله أعلم.[6]

شاهد ايضًا: هل يكون في عمل الخير تبذير

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن ما هي اول هديه اهديت للرسول بالمدينه، كما ذكر أهم أحكام وضوابط التهادي في الإسلام، بالإضافة إلى توضيح جواز قبول هدية الكافرز

المراجع

[2]marefa.orgزيد بن حارثة2-5-2021
[3]صحيح البخاريأبو هريرة، البخاري، 2568، صحيح.
[5]سورة الممتحنةالآية 8.