حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين هو حكم من الأحكام الشرعية التي تهم كلّ المسلمين، والتي يجب أن يتعرف عليها كلّ مسلم، فإنَّ المحبة والتعاون من العناصر الأساسية التي تساعد في ازدهار مجتمع ما، كما إنَّ فوائد المحبة والتعاون تعود على كلّ من الفرد والمجتمع، وقد بيّن دين الإسلام حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، وجعل ذلك ضمن ضوابط وتشريعات، وفي هذا المقال سنقدّم شرحًا مفصلًا عن حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، وأهمية كل من التعاون والمحبة.

محبة الإسلام

الحب هو الميل إلى شخص أو شيء أو فكرة أو موضوع أو أي شيء معيّن، وهو من المشاعر الإنسانية التي أوجدها الله تعالى في نفس الإنسان، وحثَّ الدين الإسلامي على نشرها في مجتمعات المسلمين، على أن يكون هذا الحب ضمن الضوابط والأحكام الشرعية الإسلامية، وقد ميّز الإسلام نوعين من المحبة وهما المحبة المشروعة، والمحبة المحرّمة.[1]

المحبة الشرعية

وهي التي وردت في دين الإسلام، فأحلّها الله تعالى للإنسان، وجعلها مسموحة وجائزة وهي:

  • محبة الله تعالى: فمحبة الله تعالى هي محبة واجبة على كلّ مسلم، فهي أساس الدين الإسلامي، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ”[2].
  • محبة رسولنا الكريم: وقد جعل الله محبة رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- شرطًا أساسيًا لاكتمال الدين، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف: “لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”[3].
  • محبة الأنبياء: فإنَّ أنبياء الله تعالى ورسله أولى بالمحبة فهم مرسلون من الله تعالى لتوصيل رسالته إلى البشرية، وهم خير البشر.
  • محبة سائر المؤمنين: فإنَّ المؤمنين هم عباد الله الصالحين، وكيف للمؤمن ألّا يحب أخيه المؤمن، فقد وصى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كثيرًا بنشر المحبة بين المسلمين، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن انتشار المحبة والتعاون بين المسلمين في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لقد رأيتنا في عهد رسول الله وما منا أحد يرى أنه أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم”.

المحبة المحرمة

وقد تفرّعت المحبة المحرمة إلى قسمين وهما:

  • تؤدي إلى الشرك: أن يجعل الإنسان محبته لشيء أو لشخص تضاهي محبة الله تعالى، فيجعل ذلك مساويًا لحب الله تعالى فيدخل حبّه هذا أو محبته مدخل الشرك.
  • محرّمة لا تؤدي إلى الشرك: وذلك مثل أن يحب الإنسان عمله أو تجارته أو أن يحب الشهرة أو ما شابه ذلك من أمور الدنيا لدرجة تجعله يفضّلها ويجعلها أولوية أكثر من العبادات والواجبات الدينية المفروضة.

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

إن حكم المحبة والتعاون بين المسلمين هو واجب على كل مسلم، فقد أمر دين الإسلام المسلمين بنشر المحبة والتعاون بينهم، وحثَّ على ذلك كثيرًا، وقد بيّن لنا ذلك في كثير من النصوص الشرعية في الأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”[4]، فقد جعل موالاة المسلمين لبعضهم ومساعدتهم ومحبتهم أول الصفات المذكورة في الآية الكريمة التي تصف لنا أفعال المسلمين، كما ورد في سورة المائدة قوله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”[5]، كما ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: “والَّذي نفسي بيدِه لا تدخُلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا ألا أدُلُّكم على أمرٍ إذا فعَلْتُموه تحابَبْتُم ؟ أفشوا السَّلامَ بينكم”[6]، وفي هذا الحديث دليل واضح على وجوب المحبة ونشرها بين المسلمين.[7]

شاهد ايضًا: حكم الحاق الاذى بالجار وحق الجار في الإسلام

أهمية المحبة والتعاون بين المسلمين

إن لانتشار المحبة والتعاون بين المسلمين أهمية كبيرة، وضرورة كبيرة تعود بثمارها على الفرد في الدنيا والآخرة وعلى المجتمع أيضًا، وتكمن أهمية المحبة والتعاون بين المسلمين في النقاط التالية:[8]

  • إنَّ المحبة والتعاون من أبرز صفات المؤمنين التي وردت في السنّة الشريفة والقرآن الكريم، والتي جعلها الإسلام شرطًا لاكتمال الدين.
  • تزيد المحبة والتعاون من الروابط بين المسلمين، وتجعلهم أكثر تعاضض وتآخي.
  • تزيد من تعاون المسلمين على التقوى والتعلّق بالروابط الإلهية، والابتعاد عن الآثام والأغلاط.
  • ينتج عن المحبة والتعاون تشاور دائم بين المسلمين في أمورهم وأحوالهم.
  • إنَّ محبة المؤمنين بعضهم لبعض، وتعاونهم فيما بينهم تزيد من انتشار رحمة الله بينهم، وغفرانه لهم.
  • إنَّ المتحابين في الله هم موعودون بظلَّ الله يوم القيامة، يوم لا ظلَّ إلا ظله.
  • إنَّ حب الإنسان لأخيه المسلم شرط من الشروط التي تحقق للإنسان دخول الجنة بإذن الله عزَّ وجل.

شاهد أيضًا: من المكارم المالية التي حث عليها الإسلام

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي كان بعنوان حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، والذي وضّح لنا أنّ المحبة والتعاون هي من الأمور الواجبة على كل مسلم، وأنّها من الأمور التي حثَّ عليها دين الإسلام وأمر كلّ المسلمين باتّباعها لما فيها من خير وفائدة وأهمية تعود على الإنسان المسلم، والمجتمع الإسلامي.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , أنواع المحبة وأحكامها , 24-3-2021
  2. ^ سورة البقرة , الآية 165.
  3. ^ صحيح مسلم , أس بن مالك، مسلم، 44، صحيح.
  4. ^ سورة التوبة , الآية 71.
  5. ^ سورة المائدة , الآية 2.
  6. ^ صحيح ابن حبان , أبوهريرة، ابن حبان، 236، صحيح.
  7. ^ alukah.net , المحبة بين المؤمنين , 24-3-2021
  8. ^ alukah.net , خطبة عن فضل التعاون في الإسلام , 24-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *