نافخ الكير هو

نافخ الكير هو
نافخ الكير هو

نافخ الكير هو نوع من التشبيه الذي ضربه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ليبيّن للمسلمين بعض الأحكام الشرعيّة، وقد جاءت النصوص المطهّرة لحث المسلمين على القيام بكل ما هو خير واتبّاع الأشخاص الخيرين، وفي مقالنا التالي على نفخ الكير من هو، ومواقف من الشرع في تأثير الصحبة والمجالسة، والفرق بين الجليس الصالح وجليس السوء.

نافخ الكير هو

نافخ الكير هو: الحدّاد الذي يصهر الحديد وينفخه فيتطاير الشرر هنا وهناك، وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً لتأثير الرفقاء والجلساء في حياة الإنسان وتفكيره ومنهجه وسلوكه العام، ففي الحديث النبوي الشريف عن أبو موسى الأشعري، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ومعنى يُحذيك الواردة في الحديث: يُعطيك، ونافخ الكير هو الَحدّاد، فقد خلق الله تعالى الإنسان اجتماعيًا بطبعه، يميل إلى مشاركة الآخرين ومخالطتهم، وهذه المخالطة أمان سبب سعادة له في دنياه وآخرته، وإما أن تكون سبب تعاسة له في دنياه وآخرته.

وقد شبّه الرسول صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك أو الرائحة الطيّبة، إما أن يعطيك مسكًا وهو سبيل الهداية والصلاح، وإما أن تشتري منه، أو تجد ريحًا طيبًا منه، فكذلك الجليس الصالح يحثك على فعل الخير، ويستر عورتك، ويحول بينك وبين عمل الشرّ، وأما الجليس السيء فإنه كنافخ الكير، أيّ كالحداد الذي يتطاير منه الشرر، فإما أن يحرق الشرر ثيابك، أو تجد منه ريحًا خبيثة، أو يكون سبب في انحرافك وضلالتك.

شاهد أيضًا: شبه النبي الجليس الصالح بحامل المسك وضح الشبه بينهما

مواقف من الشرع في تأثير الصحبة والمجالسة

من أكثر المواقف التي سجلها لنا التاريخ في تأثير الصديق وجليس السوء، ما رواه البخاري والمسلم أنه لما حضر أبو طالب الوفاة، جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة، فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية، فقال: الرسول لأبي طالب: قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزال الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض التشهد عليه، حتى قال أبو طالب آخر ما قاله: أنه على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فكان أن صدّاه صديقاه عن كلمة التوحيد التي لو قالها لنجا بها.

شاهد أيضًا: من أثر الجليس السوء في الآخرة

الفرق بين جليس السوء والجليس الصالح

الجلساء قسمين: جليس سوء، وجليس صالح، فلا بدّ أن يتأثر الشخص سلبًا أو إيجابًا في جليسه، ومن أبرز تأثير  الجليس الصالح على جليسه، وتأثير جليس السوء نذكر الآتي:

الجليس الصالح

مجالسة الأخيار تعود عليك بالنفع والفائدة من عدة أوجه هي:

  • أن يُبعدك عن المعصية، وعن كل ما يُغضب الله تعالى.
  • مجالسة الصديق الصالح، حفظ للوقت بما ينفع، وبما يرضي الله تعالى.
  • أنك تتعرّف على أخطائك السلوكيّة، وتعرف نفسك في أمر العبادة من خلال مقارنة أعمالك بأعمال جليسك الصالح.
  • أن يُعرف صلاحك بصلاح جليسك.
  • الجليس الصالح قد يشفع إلى صديقه يوم القيامة.

جليس السوء

مجالسة السيئين تعود عليك بالمضرة والشؤم من عدّة أوجه هي:

  • أن ربما يُشكك في معتقداتك الصحيحة، ويُبعدك عنها.
  • أنه قد يدعوك إلى مشابهته في الوقوع في المحرمات والمنكرات والضلال.
  • أنه قد يصلك بأناس سيئين يضرك الارتباط بهم.
  • أنك تُعرف بجليسك، وقد يُساء الظنّ بك لارتباطك به، وقد يُشكك في أخلاقك وتصرفاتك وتعاملاتك.
  • جليس السوء قد يصلك بأناس أسوأ منه خُلقًا، حتى تتدرج بجلساء السوء بما لا تُحمد عقباه.

شاهد أيضًا: كيف تميز أصدقائك الصالحين وتحبهم

وفي نهاية مقالتنا، نكون قد تعرّفنا إلى نافخ الكير هو ، ومواقف من الشرع في تأثير الصحبة والمجالسة، والفرق بين الجليس الصالح وجليس السوء.

المراجع

[1]صحيح مسلمأبو موسى الأشعري، مسلم، صحيح مسلم،  2628، صحيح