متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية

متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية
متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية

متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية هو سؤال لا بدَّ من تسليط الضوء على إجابته، فقد اهتمت الشريعة الإسلامية ببيان أحكام الطهارة والنظافة، وجعلتها شرطًا أساسيًا لا بدَّ من تحققه لكي تتحقق صحَّة الكثير من العبادات، ومن خلال هذا المقال سنقوم بالتعريف بالوقت الذي يجب أن تغتسل فيه المرأة وتتطهر بعد العلاقة الزوجية، كما سنذكر حكم تأخير الغسل بعد الجنابة، وحكم اغتسال الزوجين معًا.

متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية

لا بأس على المرأة من تأخير الاغتسال بعد العلاقة الزوجية إلى وقت تسطيع فيه إدراك الصلاة قبل فوات وقتها لكن لا يجوز تأخيره إلى ما بعد ذلك، فإنّ الاغتسال بعد الجماع لكل من الرجل والمرأة هو أمر واجب وضروري لتحقق الطهارة الواجبة لثبات صحة الصلاة، فلا يجب تأخير الاغتسال إلى وقت تفوت معه الصلاة فيكون الإنسان مُهملًا لصلاته وغير مُحافظ عليها، ومن الجدير بالذكر أنَّه يُستحب الاستعجال في الغسل من الجنابة خوفًا من حصول طارئ يمنع الإنسان من الاستحمام مما يُؤدي إلى تأخير الصلاة أو عدم أدائها في وقتها وهو ذنبٌ عظيم، والله أعلم.[1]

حكم تأخير الاغتسال بعد العلاقة الزوجية

إنَّ حكم تأخير الاغتسال بعد العلاقة الزوجية ليوم أو عدّة أيام هو أمر يُؤدي إلى كبيرة من الكبائر العظيمة، فإنَّه لا شك في كون الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر شرطًا لازمًا لصحة الصلاة، وإنَّ من أخّر غُسله لعدة أيام دون تحقيق ما يلزم لصحة الصلاة أو دون أداء الصلاة أبدًا هو نب عظيم يصل بالإنسان إلى حد الكفر، أمَّا إذا كان تأخير الاغتسال بعد الجماع إلى عدّة ساعات أو وقت قصير يستطيع بعده الإنسان أداء الصلاة على وقتها فلا بأس في ذلك، فقد ورد في حديث عائشة أم المُؤمنين رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ”[2]، والله أعلم.[3]

اغتسال الزوجين معا

إنَّ اغتسال الزوجين معًا بعد العلاقة الزوجية هي من السنن النبوية الشريفة التي وردت عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كما صحَّ عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها كانت تغتسل مع الرسول من إناء واحد، ولا صحَّة للكلام الذي يُشير إلى حرمة استحمام الزوجين معًا، ولا شكَّ في جواز نظر كل من الزوجين إلى عورة الآخر سواء أكان ذلك في وقت الاستحمام أو في غيره، وذلك لقوله تعالى في كتابه الكريم: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ”[4]، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم العادة السرية للعزباء

حكم تأخير الغسل لبعد الفجر عند الصيام

لا حرج من تأخير الاغتسال بعد العلاقة الزوجية إلى ما بعد الفجر عند نيو الصيام سواء أكان ذلك في شهر رمضان المبارك أو في غيره، وإنَّ هذا لا يلزمه القضاء أو الإعادة، فقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقوم بعد حصول الفجر وهو على جنابة فيغتسل ويُصلي ويتمَّ صيامه، أمَّا من أخّر غُسله إلى ما بعد طلوع الفجر فإنَّ صيامه صحيح ويتوجب عليه قضاء صلاة الفجر، إلّا أنَّ في ذلك ذنب كبير لتفويت صلاة الفجر وعدم أدائها في وقتها، والله أعلم.[6]

هل يجب الاغتسال بعد الدورة قبل العلاقة الزوجية

إنَّ حصول الجماع أثناء فترة الحيض هو معصية كبيرة، وأمر نهى عنه الله تعالى في كتابه الكريم، وإنَّ زوال حُرمة الجماع في فترة الحيض لا تزول إلا بتحقق شرطين أساسين وهما انقطاع دم الحيض وتحقق الطهارة أي الغسل، حيث لا يجوز حصول علاقة زوجية بين الزوجين بعد انتهاء الدورة إلا بعد الاغتسال والطهارة، وذلك لما ورد في قوله تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ[7]، ولله أعلم.[8]

كيفية الاغتسال بعد العلاقة الزوجية

إنَّ للاغتسال من الجنابة في الإسلام صفتين أو طريقتين وهما كالتالي:[9]

  • صفة الغسل الكاملة: تكون من خلال غسل الفرج من آثار الجنابة ثم القيام بالوضوء بشكل كامل، ثم بعد ذلك يسكب الماء على رأسه ثلاث مرات ليروي سائر شعره، ثم بعد ذلك يقو بغسل الطرف الأيمن ثم يغسل الطرف الأيسر.
  • صفة الغسل المجزئة: وهي تكون من خلال القيام بالمضمضة والاستنشاق ثم بعد ذلك عم كامل البدن بالماء ولا حرج في كون ذلك دفعة واحدة، وكذلك لا بأس في الانغماس بماء عميقة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام قبل الاغتسال من الحيض

ختامًا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن أحد أحكام الطهارة المُهمة في الإسلام، وهو حكم الاغتسال بعد العلاقة الزوجية، كما أجاب عن سؤال متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية، وبيَّن حكم تأخير الغسل بعد الجماع، كما ذكر حكم استحمام الزوجين معًا، بالإضافة إلى ذكر كيفية الغسل الصحيحة من الجنابة.

المراجع

[2]صحيح البخاريعائشة أم المؤمنين، البخاري، 1925، صحيح.
[4]سورة المؤمنونالآيات 5، 6.
[7]سورة البقرةالآية 222.