حكم التنشيف بعد الوضوء

حكم التنشيف بعد الوضوء
حكم التنشيف بعد الوضوء

حكم التنشيف بعد الوضوء هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من بيانها، حيث أنَّ الوضوء هو أمرٌ مُهم يجب فعله بشكل يومي ومُتكرر لتحقيق الطهارة اللازمة لأداء بعض العبادات مثل الصلاة، لذا فإنَّ الاطلاع على أحكام الوضوء هو أمرٌ يُهم كل مُسلم، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر حكم التنشيف بعد الوضوء، كما سنذكر حكم التنشيف بعد الغسل، بالإضافة إلى التطرق إلى حكم الوضوء بلصق الجروح.

حكم التنشيف بعد الوضوء

إنَّ حكم التنشيف بعد الوضوء هو جائز ومسموح وليس فيه أي حُرمة، فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى القول بجواز التنشيف بعد الوضوء وعدم وجود حرمة في ذلك، وخاصة في حال وجود أمر يستوجب التنشيف مثل الخوف من البلل الذي يُؤدي إلى المرض، ومن الجدير بالذكر وجود فئة من أهل العلم قالوا بكراهة التنشيف بعد الوضوء وأشاروا إلى أنَّ هذا الأثر من البلل هو أثر طاعة وعبادة وإنَّ الأولى بالمسلم تركه، إلا أنَّ القول الراجح في هذا الحكم هو الإباحة والجواز، والله أعلم.[1]

حكم التنشيف بعد الغسل

إنَّ الاختلاف في حكم التنشيف بعد الغسل هو أمرٌ ناتج عن الاختلاف في تفسير الحديث الشريف الوارد عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث والذي قالت فيه واصفة طريقة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الغسل من الجنابة: “ثمَّ غسلَ سائرَ جسدِهِ ثمَّ تنحَّى عن مَقامِهِ فغسلَ رجلَيهِ، قالَت: ثمَّ أتيتُهُ بالمنديلِ، فردَّهُ”[2]، وفي الحديث السابق إشارة إلى عدم تنشيف الرسول لبدنه بعد الغسل من الجنابة، إلا أنَّه في ذات الوقت لم ينهى عن ذلك أو يقول في تحريمه، وإنَّ الأصل في الحكم الإباحة لم يرد التحريم، ولعلَّ العلّة التي ردَّ لأجلها رسول الله المنديل هي مختلفة عمَّا فسره أهل العلم من الكراهة، كما إنَّ في إعطاء السيدة ميمونة لرسول الله منديل لينشف فيه دليل على وجود عادة التنشيف عنده صلَّى الله عليه وسلَّم، والله أعلم.[3]

هل يجوز الوضوء بلصق الجروح

إنَّ حكم الوضوء عند وضع لاصق للجروح على أحد أعضاء الوضوء يتفرع إلى حالتين وهما:[4]

  • الحالة الأولى: هي أنَّ إزالة اللاصق عن مكان الجرح لا يُؤثر عليه أو يسبب الضرر، فإنَّ الواجب إزالته، ولا يكون الوضوء صحيح مع وجوده، وإن حصل نزول للدم بعد غسل المكان فإنَّ ذلك لا يُؤثر على صحة الوضوء، مع التركيز على عدم وجود ضرر يُصيب الجرح.
  • الحالة الثانية: هي أن يكون إزالة اللاصق عن مكان الجرح يُؤدي إلى ضرر وأذية، وفي هذه الحالة يقوم بالمسح على مكان الجرح كما يمسح على الجبيرة.

مسح الرأس في الوضوء

إنَّ مسح الرأس هو ركن أساسي من أركان الوضوء، وإنَّ مسحه واجب، إلا أنَّ الاختلاف الوارد في مسح الرأس هو يدور حول القدر الذي يجب مسحه، فقد ذهب البعض إلى القول بوجوب مسحه كاملًا، كما ذهب آخرون للقول بأنَّ مسح بعضه يُجزء المرء، وإنَّ لمسح الرأس في الوضوء صفتين ثابتتين، وكلاهما صحيحة، وهما كالتالي:[5]

  • الصفة الأولى: وهي أن يقوم بمسح الرأس من مقدمته إلى قفاه ثم الرجوع باليدين مقدمة الرأس ويكون ذلك بعد أن يقوم ببل يديه بالماء، وهي الصفة الأكمل والأصح.
  • الصفة الثانية: وهي أن يقوم بمسح الرأس من مقدمته وإلى قفاه، ولكن دون الرجوع باليد إلى مقدمة الرأس، وذلك لكي لا يحصل تغيير في هيئة الشعر، أو صعوبة على من كان شعره قصيرًا.

شاهد أيضًا: حكم الزيادة في الوضوء عن ثلاث

إى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على أحد الأحكام الشرعية المُتعلقة بالوضوء وهو حكم التنشيف بعد الوضوء ، والذي وضَّح أيضًا حكم التنشيف بعد الغسل، بالإضافة إلى ذكر حكم مسح الرأس في الوضوء، وحكم الوضوء مع وضع لاصق للجروح.

المراجع

[2]صحيح النسائيميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، الألباني،253، صحيح.