من هو المشاحن

من هو المشاحن
من هو المشاحن

من هو المشاحن هو سؤال لا بدَّ من بيان وتوضيح إجابته في الشريعة الإسلامية، فقد أكَّد الإسلام على أنَّ العلاقة بين المُسلمين يجب أن تكون علاقة تآخي ومحبة ومودة، ولا يجب أن يتخلل هذ العلاقات مُشاحنات وخلافات، وبيَّن أحكام التعامل بين المُسلمين، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر تعريف المشاحن في الإسلام، وتوضيح الحديث الشريف الذي يتحدّث عن المشاحن.

من هو المشاحن

المشاحن هو المباغض والمعادي لأخيه المُسلم لغرض غير غرض الدين، أي هو الشخض الذي يُعادي أخية المُسلم لغرض من أغراض الدنيا ومتاعها، ويحاربه ويقاطع ويجعل علاقته معه علاقة بغضاء وحقد، وقد ورد في مرقاة المفاتيح أنَّ معنى المشاحن هو كالتالي: “مشاحن أي مباغض ومعاد لأحد لا لأجل الدين“، ومن الجدير بالذكر أنَّ المشاحنة التي تحول بين المرء والمغفرة لا تشتمل على العداوة التي تكون من أجل الله تعالى، كأن يتخاصم مع عاصٍ، والله أعلم.[1]

معنى كلمة مشاحن في الإسلام

المُشاحنة في الإسلام هي العداوة والكراهية التي تنشأ بين أفراد المُسلمين، وهي أمر يجب على كل عبد الابتعاد عنه، والحرص على عدم القيام به، حيث أنّ هذه المشاحنة تحول بين الإنسان والمغفرة في ليلة النصف من شعبان، فإنَّ الله تعالى في هذه الليلة يغفر لجميع عباده إلا المُشاحن والكافر منهم، إلا أنَّ هذه المُشاحنة يُستثنى منها ما حصل بسبب خلاف مع من هو مُخالف للدين والشريعة الإسلامية، ومن هو عاص ومُجاهر في المعصية، والله أعلم.

هل المظلوم مُشاحن

إنَّ كره المظلوم لظالمه وبغضه إياه لا يدخل في مدخل المشاحنة المُحرمة والمنهي عنها، وإنَّ المظلوم الذي يكره ظالمه لا يُعد مُشاحنًا، فإنَّ كره المظلموم لظالمه هو أر طبيعي، فلا يُعاقب على ذلك أو على دعائه عليه، كما إنَّ دعوة المظلوم هي من الدعوات المُجابة بإذن الله تعالى، أمَّا إذا كان المظلوم هاجر لأخية المُسلم ولو كان ظالم له بمعنى أن يترك السلام عليه حين يلقاه وأن يُدبر عنه فوق ثلاث ليال فهو أمر غير جائز ويدخل في مدخل المُشاحنة، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم المجادلة التي لا فائدة فيها

صحة حديث إلا مشاحن

ورد في أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قوله: “في ليلةِ النصفِ من شعبانَ يغفرُ اللهُ لأهْلِ الأرْضِ ، إلَّا لمشرِكٍ أوْ مُشَاحِنٍ[3]، وهو حديث صحيح صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع، وفي هذا الحديث الشريف إشارة إلى عظم ذنب المشاحنة والبغضاء بن المُسلمين، ودلالة على أنَّ ذلك أمر يحول بين المرء ومغفرة الله تعالى، ويوضّح أهمية التآخي والمحبة والألفة بين المُسلمين، والله أعلم.

المتخاصمين لا ترفع أعمالهم

بيَّن لنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ أعمال المتخاصمين لا تُرفع إلى الله تعالى، وذلك في حديثه الشريف: “تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا”[4]، وهو حديث يحث على الاصطلاح بين المُسلمين وأهمية ذلك، ويُؤكد على أن العلاقة بين المُسلمين يجب أن تكون علاقة إخاء ومودة لا يشوبها خصام وتقاطع، والله أعلم.[5]

 

شاهد أيضًا: حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي وضَّح من هو المشاحن وبيَّن معنى التشاحن في الإسلام، وذكر الحديث الشريف الذي يدل على أن التشاحن يمنع رحمة الله تعالى عن صاحبه في ليلة النصف من شعبان، كما ذكر الحديث الذي يدل على أن أعمال المتخاصمين لا ترفع إلى الله تعالى حتى يصطلحوا.

المراجع

[3]صحيح الجامعكثير بن مرة الحضرمي، الألباني، 4268، صحيح.
[4]صحيح مسلمأبو هريرة، مسلم،2565، صحيح.