حكم المجادلة التي لا فائدة فيها

حكم المجادلة التي لا فائدة فيها

حكم المجادلة التي لا فائدة فيها هو أحد الأحكام الشرعية التي بيَّنها دين الإسلام، والذي سنقوم بتوضيحه من خلال هذا المقال، فإنَّ الإسلام دين كامل لا نقص فيه أو خلل، وإنَّ احكامه هي أحكام شاملة وواضحة تُظهر للمُسلمين التعاليم والتشريعات التي يجب أن يتّبعوها في كل مفاصل حياتهم، وتعلمهم آداب الحياة بما في ذلك التعامل مع الآخرين، ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على حكم مجادلة الآخرين بغير فائدة، والدليل على هذا الحكم.

حكم المجادلة التي لا فائدة فيها

إنَّ حكم المجادلة التي لا فائدة فيها هو غير جائز، حيث نهى الإسلام عن ما يُسمى بالمراء وهو الجدال الذي لا هدف له أو فائدة مرجوة، فهو عبارة عن نقاش بين شخصين أو أكثر يتناول اختلاف في الرأي بموضوع وغالبًا ما يكون هذا النقاش ذو طبيعة حادة تهدف للمغالبة في الحديث تُؤدي إلى غضب الأطراف أو تخاصمها، وإنَّ كل ما يُؤدي إلى زوال المودة والرحمة والتآخي بين المُسلمين أو يُؤدي إلى دب الخلاف والكره والتنافر بينهم هو أمر غير جائز وهو أمر منهي عنه، والله أعلم.[1]

حديث ترك الجدال

بيَّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من خلال أحاديثه الشريفة النهج السليم الذي يجب على كل مُسلم أن يسير عليه، وقد نهى المُسلم عن المراء حتى لو كان مُحقًا، وذلك في قوله: “أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيتِ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمَن حَسُنَ خُلُقُه”[2]، حيث أنَّ الحديث السابق ينهى عن المراء ويُبين أجر تارك المراء والجدال.

الجدال المحمود

نهى الإسلام عن الجدال الذي لا فائدة منه والذي ليس له هدف، وذلك لأنَّه يدب الكره ويزيل الألفة بين المُسلمين وسماه بالجدال المذموم، أمَّا الجدال المحمود فهو الجدل الذي يهدف إلى بيان تعاليم الدين على شكلها الصحيح، والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، والذي يكون بعيد عن مبدأ المغالبة والمجارى فقط، بل يكون هدفه أسمى وأرقى من ذلك، وهو بيان طريق الصواب والحق، والله أعلم.[3]

الجلوس في مجالس الجدال

إنَّ الجلوس ي مجالس الجدال المذموم والذي لا فائدة منه هو أمرٌ يجب أن يتحرى المُسلم الابتعاد عنه وعدم الجلوس فيه، وذلك لأنَّ هذه المجالس تولّد الخصام والبغضاء والكره والتنافر بين المُسلمين، وكذلك فإنَّ هذا الجدال قد يؤدي إلى حصول المعاصي والذنوب في المجلس وذلك مثل الكذب أو السب والشتم، وإنَّ الأولى بالعبد الصالح الابتعاد عن كل مجلس فيه شُبهة أو معصية، والالتزام بمجالس الصالحين والأخيار وأهل الإيمان، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: شرح حديث انا زعيم ببيت في ربض الجنة ومتى يستحب ترك الجدال

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على أحد الأحكام الشرعية المُهمة وهو حكم المجادلة التي لا فائدة فيها ، كما بيَّن عدم جواز المجادلة بلا هدف أو فائدة، وذكر الحديث الشريف الدال على ذلك، وبيَّن معنى الجدال المحمود، وحكم الجلوس في مجالس الجدال والمراء.

المراجع

  1. ^ dorar.net , ذم الجدال والمراء والنهي عنهما في القرآن الكريم , 05/01/2021
  2. ^ صحيح أبي داود , أبو أمامة الباهلي، الألباني، 4800، صحيح.
  3. ^ islamweb.net , الجدال المحمود والجدال المذموم , 05/01/2021
  4. ^ islamweb.net , الجدال والمراء يورثان العداوة , 05/01/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *