حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو موضوع هذا المقال، ويتّصف دين الإسلام بأنّه دين علمٍ وعملٍ وليس مجرّد كلامٍ يُقال بل دين الإسلام يعمل به القلب والعقل والجوارح ولا يصحّ به القول دون الفعل، ودين الإسلام دينٌ محفوظٌ بشعائره لا يقبل التّحريف ولا الحياد عن السّبيل الحقّ.[1]

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

ضَعُفَ الإيمان في قلوب المسلمين وكَثُرت المعاصي والذّنوب وضعفت بذلك نفوس المسلمين فتركوا سنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وانشغلوا بالدّنيا عن الآخرة، وأحد أهمّ الأمور الّتي أدّت لضعف المسلمين هو ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والامر بالمعروف هو الأمر بكلّ ما هو فيه طاعةٌ لله تعالى وسنّة نبيّ الله عليه الصّلاة والسّلام وكلّ أمرٍ يعود بالخير والإحسان للنّاس أمّا النهي عن المنكر فهو نهيٌ عن كلّ أمرٍ يغضب الله تعالى ويخالف الشّرع ويجلب الضّرّ والشّرّ للإنسان، و هو واجبٌ على كلّ مسلمٍ لما له من فضلٍ عظيمٍ وخيرٍ كثيرٍ للأمّة الإسلاميّة والله أعلم.[2]

حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

إنّ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ورد وجوبه في مواضع عديدة من القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة وقد أجمع علماء المسلمين على أنّ حكم الامر بالمعروف و النهي عن المنكر هو واجبٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ بقدر استطاعتهم قال الله جلّ وعلا: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ومن المحدّثين في الدّين والمبتدعين ما ليس له أصلٌ في الشّريعة أنّهم قالوا أنّ شرط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الإنصاف والعدل فإن لم يكن عادلاً فلا يصحّ وهذا القول خاطئٌ وليس له صلةٌ بالدّين فواجبٌ على المسلمين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتّى لو لم يكن عادلاً والله أعلم.[3]

درجات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

إنّ للامر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتبٌ ودرجاتٌ يتدرّج عليها وقد ورد ذلك في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: “ما مِن نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قَبْلِي إلَّا كانَ له مِن أُمَّتِهِ حَوارِيُّونَ، وأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بأَمْرِهِ، ثُمَّ إنَّها تَخْلُفُ مِن بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يقولونَ ما لا يَفْعَلُونَ، ويَفْعَلُونَ ما لا يُؤْمَرُونَ، فمَن جاهَدَهُمْ بيَدِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بلِسانِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بقَلْبِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، وليسَ وراءَ ذلكَ مِنَ الإيمانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ”،[4] فإنّ من رأى من النّاس منكراً وجب عليه النّهي عنه أوّلاً بيده ولكن ليس بمنكر أكبر منه وإن خشي بأنّ إزالة هذا المنكر بيده سيؤدّي لمنكرٍ أكبر اكتفى بالنّهي عنه بلسانه وإن لم يقدر على إنكاره بلسانه فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، وبذلك فإنّ درجات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أوّلها اليد ثمّ اللّسان ثمّ القلب وكلّ مسلمٍ حسب استطاعته.[5]

شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

ورد فيما سبق أنّ حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجبٌ على كلّ مسلمٍ بقدر استطاعته وذلك ماورد في بعض من آيات القرآن الكريم والأحاديث النّبويّة الشّريفة، لكنّ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر له شروطٌ وضوابطٌ وتنطبق هذه الشّروط على الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر وهي:[6]

  • أوّلاً: هي التّكليف وهذا من شروط جميع الفرائض والواجبات الّتي أمر بها الله عزّ وجلّ فلا يصحّ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن لم يكن مكلّفاً بعد.
  • ثانياً:أن يكون الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر مسلماً لأنّ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أحد الواجبات في الإسلام  ولا تجوز لغير المسلمين لأنّه لا سلطة لكافر على مسلم.
  • ثالثاً: الاستطاعة وهي أهمّ الشّروط فالله سبحانه وتعالى لا يكلّف عباده ما لا يطيقونه فإن كان المسلم قادراً على تغيير هذا المنكر  بيده أو لسانه أمّا إن لم يكن فينكره بقلبه والله أعلم.

عقوبة تارك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على المسلمين وهو من أعظم الواجبات في دين الإسلام، ولا يترك هذا الواجب العظيم إلّا كلّ ضعيف إيمانٍ بالله تعالى قاسي القلب فهو بذلك قد عصى الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم فيما أمر به، وعقوبة تارك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الطّرد من رحمة الله في الدّنيا والآخرة ما لم يتب ويقم بهذا الواجب وقد ورد في القرآن الكريم أنّ الله  تعالى قد لعن بني إسرائيل في القدم لأنّهم كانوا لا يتناهون عن المنكر ولا يأمرون بما هو إحسانٌ ومعروفٌ والله أعلم.[7]

فضائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

إنّ للامر بالمعروف والنهي عن المنكر فضلٌ وخيرٌ عظيمٌ يعود على الفرد والمجتمع الإسلاميّ فيما إذا طبّق هذا الأمر بالشّكل السّليم الصّحيح ومن فضائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكرهو أحد أهمّ أسباب جعل الله لأمّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام خير الأمم على الأرض، كما أنّ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من صفات الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وهي أعظم صفات المؤمنين، وهو نجاةٌ للمؤمنين من انتشار الفساد  وتفشّي الكفر والمعاصي في المجتمع الإسلاميّ وهو سبيل صلاح وفلاح المسلمين  فينجّيهم من المعاصي في الدّنيا ونار جهنّم والعياذ بالله في الآخرة، وكذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من مكفّرات الذّنوب وسببٌ في زيادة الأجر والثّواب من الله تعالى بإذنه والله الموفّق والمعين.[8]

حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مقالٌ عرّف بالامر عن المعروف والنهي عن المنكر كما تحدّث عن حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ودرجات الامر بالممعروف والنهي عن المنكر كذلك تمّ الحديث فيه عن شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعقوبة تارك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد ذكر فضائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحدّث أيضاً عن أنّ الإسلام دين يعمل به القلب والعقل والجوارح فهو دين علمٍ وعملٍ.

المراجع

  1. ^ alukah.net , الشعائر في العبادات , 21/11/2020
  2. ^ alukah.net , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , 21/11/2020
  3. ^ alukah.net , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , 21/11/2020
  4. ^ صحيح مسلم , مسلم/عبد الله بن مسعود/ 50/ صحيح
  5. ^ binbaz.org.sa , مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , 21/11/2020
  6. ^ alukah.net , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , 21/11/2020
  7. ^ binbaz.org.sa , ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , 21/11/2020
  8. ^ alukah.net , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , 21/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *