الغارمون نوعان ما هما

الغارمون نوعان ما هما
الغارمون نوعان ما هما

الغارمون نوعان ما هما، وما حكمهم في الإسلام؟ فمع قدوم الشهر الفضيل رمضان المبارك شهر الخير والمودة، يتقرب الناس إلى خالقهم بأداء الزكاة للمحتاجين لها، وفي الإسلام هنالك فئة من الناس يحق لها أن تنال الصدقة، وقبول الصدقة مشروط بعدة أمور يجب استيفائها، ومن خلال السطور التالية التي سوف يقدمها موقع محتويات سيتم التعرف إلى الغارمين وحكم في الدين الإسلامي.

من هم الغارمون

الغارمون في اللغة العربية هم الذين استدانوا المال من الغرماء، ولكنهم عاجزون أن تسديده لفقر حالهم وقلة أموالهم، وأما في الاصطلاح الشرعي، فإن الغارمين لهم المعنى ذاته، فهم الفقراء الذين أخذوا مالًا من أحد أو استدانوه، حيث يترتب عليهم إعادته في الوقت المحدد له، ولكنهم لم يعيدوا المال لأصحابه عن غير قصد، بسبب ضعفهم وعجزهم وعدم امتلاكهم له مالًا متوفرًا أو ما يقابله بين أيديهم.

الغارمون نوعان ما هما

ذكر الله سبحانه وتعالى الغارمون في العديد من الآيات القرآنية الكريمة والغارمون على نوعان وهما:[1]

  • النوع الأول: الغارم لنفسه وهو الذي يستدين المال لنفسه ليقوم به بأعمال أو يطعم أولاده أو أي أمر لا يستعدي غضبًا من الخالق، وأما الغارم لنفسه في أمر غير محلل كالسكر والشرب وفعل المعاصي، فإن الزكاة عليه لا تجوز، حتى يصلح نفسه ويتوب إلى خالقه عما فعل من المعاصي.
  • النوع الثاني: وهو الغارم لغيره، فهو الذي يقوم بتحمل الديون بهدف منع إثارة الفتن والمشاكل بين الأطراف المتعارضة، فهو يأخذ المال دينًا من أحد ليمنع وقوع الفتنة بين الآخرين.

شاهد أيضًا: مقدمة بحث ديني عن الزكاة

أنواع الغارمون في الأحاديث النبوية

وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام النوعان من الغارمين الحديث الشريف، قال النبي عليه الصلاة والسلام قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (يا قَبِيصَةُ إنَّ المَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ إلَّا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمالَةً، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَها، ثُمَّ يُمْسِكُ، ورَجُلٌ أصابَتْهُ جائِحَةٌ اجْتاحَتْ مالَهُ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْشٍ، أوْ قالَ: سِدادًا مِن عَيْشٍ، ورَجُلٌ أصابَتْهُ فاقَةٌ حتَّى يَقُومَ ثَلاثَةٌ مِن ذَوِي الحِجا مِن قَوْمِهِ: لقَدْ أصابَتْ فُلانًا فاقَةٌ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْشٍ، أوْ قالَ سِدادًا مِن عَيْشٍ)[2]

ما هي الآيات الكريمة التي ذكر فيها الخالق الغارمون

كما ذكر سبحانه وتعالى الغارمين في العديد من الآيات القرآنية كما في:

  • قوله تعالى:{ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} [3]
  • قوله تعالى:{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ} [4]
  • قوله تعالى:{وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[5]
  • قوله تعالى{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[6]
  • قوله تعالى ﴿ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾[7]

ما هي شروط قبول الزكاة على الغارمين

اشترط أهل العلم في قبول الزكاة للغارمين مجموعة من الشروط وهي:

  • أن يكون الغارم مسلمًا فلا تصح الزكاة لغير المسلمين.
  • أن يكون المسلمون ليس من آل البيت.
  • أن يكون الدين الذي أخذه الغارم في أمر ليس فيه معصية للخالق، كأن يستدين لإصلاح حال تجارته أو لإطعام أهل بيته، وأما إذا كان الدين في أمر محرم فلا تجوز الزكاة عليه.
  • كما قد ذهب المالكية في أن المسرف الذي يأتيه من المال قدر كافي لكنه لا يحسن إدارتها بما يكفيه فلا يجوز إعطاء هذا الشخص الزكاة، بل إن هنالك فئات أولى منه في التصدق عليها.

شاهد أيضًا: هل يجوز دفع الزكاة لمن عليه دين

ما هي الحكمة من إعطاء الزكاة

فرض الخالق عز وجل الزكاة على المسلمين لما تعود به من فوائد عظيمة على المجتمع ومن هذه الفوائد:

  • المساهمة في تماسك المجتمع ومحبة أفراده لبعضهم البعض حيث يعطف الميسور على الفقير فيفرح الفقير ويتمنى له دوام النعم عليه.
  • حفظ كرامة المسلم الفقير، ففي إعطائه المال يمنعه من إضاعة حقه في الطلب من الناس، وهي من باب رحمة الخلق ببعضهم البعض، وكل ذلك يصب في مصلحة المجتمع ويساهم بشعور الفقير بالأمان.
  • منع وقوع المسلم الضعيف في الرذائل، لأن إعطاءه مالًا يساهم بمنعه عن التفكير بطرق أخرى للحصول عليه ومن هذه الطرق ما قد يجلب المعاصي وغضب الخالق.
  • تساهم في إعطاء المزكي إحساسًا عاليًا بالمحبة للآخرين وفي دوره في مجتمعه الإسلامي، فيسعى لتطوير أعماله وتوسيعها ويمنح الخالق بزكاته الرزق الوفير.

أهمية الزكاة في الإسلام

الزكاة ركن هام من أركان الدين الإسلامي وعمود من أعمدته التي لا يستقيم إلا بها، والمسلم الحق يقوم بكل ما فرضه الله عليه من دون جدال، فلا يكتمل دينه إلا بالأركان جميعًا، قال تعالى في كتابه العزيز خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[8]وبالإضافة للفوائد الكبيرة التي ينعم بها المجتمع عند إعطاء الزكاة للفقراء فإن للزكاة دوراً هاماً في تطهير النفس من المعاصي والذنوب، وتساهم بتكافل المجتمع وتماسكه، قال تعالى وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[9].

شاهد أيضًا: من شروط وجوب الزكاة الاسلام وملك النصاب

وفي الختام تم التعرف إلى الغارمون نوعان ما هما، وقد تبين للقارئ أن الغارمون في الدين الإسلامي تصح عليهم الزكاة عليهم الزكاة في حالات معينة تم ذكرها من خلال السطور السابقة، كما تم التعرف إلى أهمية وفوائد الزكاة في المجتمع الإسلامي.

المراجع

[2]رواه مسلمصحيح مسلم، عن قبيصة بن مخارق، الصفحة أو الرقم: 1044، صحيح.
[3]سورة الواقعةالآية 66
[4]سورة القلم الآية 46
[5]سورة التوبة الآية 98
[6]سورة التوبة الآية 60
[7]سورة الفرقان الآية 65
[8]سورة التوبةالآية 103
[9]سورة سبأالآية 39