حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله .. ما هي أنواع الرقى وأحكامها

حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله .. ما هي أنواع الرقى وأحكامها
حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله

حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله من الأحكام الفقهية التي يتساءل عنها الكثير من الناس، وخاصّةً طُلاب العلم الشرعيّ؛ حتى يتبيّنوا أي الرقى التي أحلها الله- عز وجل-؛ فليتزمونها، وأي الرّقى التي نهى الله عنها، والتي قد تودي بصاحبها إلى الشرك؛ فيبتعدون عنها، ولا يقربونها؛ حتى لا يقعوا في ما لا يُحمد عُقباه، وما هي الأدلة على كل نوع منها، و فيما يلي سنتعرف على حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله.

أنواع الرقى وحكمها

تنقسم الرّقى إلى قسمين متنبايين، وكل منهما له شروطه الخاصة التي تُميّز عن النوع الآخر، وله أيضًا حكمٌ مخصوص، وإليك تفصيل هذين النوعين:[1]

الرقى المشروعة

وهذا النوع من الرقى هو الذي أحله الله- تعالى-، ولم ينه عنه النبي- صلى الله عليه وسلم-، ولا بد أن يتوافر ثلاثة شروط في هذا النوع: أن يكون الرقى بكتاب الله- عز وجل-، فيقوم الراقي بقراءة القرآن الكريم على الذي يُريد الرُّقية، وأن يكون بلسان عربيٍّ مفهوم، فإن لم يكن الكلام مفهومًا؛ خرج عن إطار الرقة الشرعي، وأما الشرط الثالث؛ فهو اعتقاد المرقي بأن شفاءه من عدمه، إنما هو متوقّفٌ على الله لا على الراقي؛ فأمره كله بيد الله، والراقي ما هو إلا سببٌ من الأسباب التي قد يُسخّرها الله له؛ حتى يُشفى.

الرقى المحرمة

وهذا النوع من الرقى منهيّ عنه من الله – تعالى-، ومن رسوله الكريم، وذلك لأنه خرج عن إطار المشروع، ويتمثل في إذا تمت مخالفة أي شرط من شروط الرقى المشروعة، فإن لم يقرأ الراقي كلام الله، وقرأ كلامًا غير كلامه؛ كاستنجاده بالشياطين، وغيرها من الأفعال المحرّمة التي يفعلها السّحرة، أو كان بكلام غير عربي، أو بكلام غير مفهوم، أو كان المرقي يظُن أن أمره بيد هذا الساحر أو الكاهن، وأنه هو القادر على شفاءئه؛ فهذا كله لا يُعد من الرقى المشروعة، وإنما يدخل في إطار الشرك؛ لأنه مع فعله ذلك يُشرك مع الله آلهةً أُخرى.

حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله

الرقى المشتملة على دعاء غير الله من الرقى غير المشروعة، وتدخل تحت دائرة الشرك بالله، فالرقية الشرعية لا بُد وأن يُدعى فيها بالله، وأن يستعين به في كل فعل أو قول يفعله، وأن يستنجد به في أن يجعله سببا من الأسباب التي يُشفى لأجلها المريض، وكل هذا يأتي بقراءة القرآن، والدعاء لله، وأن يكون الدعاء أو الكلام كلّه مفهومًا، يفهمه من يجلس، وعلى هذا لا بد وأن يكون بلسان عربيٍّ، وأن يقنع كل من الراقي والمرقي أن أمرهما بيد الله، فالراقي لا بد وأن يكون على قناعةٍ تامّةٍ بأنه مجرّد سبب، والمرقي لا بد وأن يقتنع بأن شفاءه من عند الله، ومرضه من عندالله، وكل ما يحدث له بإذن الله، فالراقي لا حول له ولا قوة إلا بالله.[2]

حكم دعاء غير الله عن جهل بالتوحيد

اتفق العلماء على أن من دعا غير الله، كأن يستعين بغيره من الأموات أو من في القبور؛ فهذا كفر، ولكن العلماء اختلفوا هل هذا كافر بعد أن يعلم، ولا كفره لا يفرق بين علمه من غيره على قولين، القول الأول: إنه لا يوصف بكفر إلا إذا علم أن هذا الأمر من قبيل المفر؛ لأن الأمر قد يكون مختلفا عليه بسبب علماء السوء أو غيرهم، أما القول الثاني؛ فهو القائل بكفرهم على الإطلاق؛ لأن الشرك بيّنٌ في القرآن الكريم، والحلال بيّن، وكذلك الحرام بيّن؛ فلا عُذر له.[3]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله ، وما هي أنواع الرقى، وتعريف كل نوع منها، وما هي الشروط التي تُميّز كل نوع من هذه الأنواع عن بعضها، وما هو حكم كل واحد منها، وما هو حكم دعاء غير الله عن جهل بالتوحيد، وما الأدلة والبراهين التي تدُل على ذلك من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المُطهّرة.

المراجع