يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع

يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع
يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع

يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، إنّ دين الإسلام دينٌ شاملٌ كاملٌ متكاملٌ شمل جميع نواحي الحياة ولم يترك أمراً ولو كان صغيراً لم يُصدِر له حكماً شرعيّاً و ذلك ليقي المسلم من الوقوع في الأخطاء وارتكاب الآثام بقصدٍ أو بدون قصدٍ وشرع الله من المفروض أن يطبّقه المسلم في بيته وعمله ومع أهله وأصحابه وفي الشّارع وعلى المسلم أن يطيع الله فيما أمره وينتهي عمّا نهاه عنه وأن لا يقرب حدود الله ولا يتعدّاها فهو إثمٌ وذنبٌ عظيم وعليه أن يتّقي الله في أمور دنياه ويعمل لآخرته وأن يخلص نيّته في جميع أمور حياته لله وحده.[1]

قضاء الحاجة

قبل الخوض في تفاصيل ما جاء يحمله العنوان الرئيس: يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع لا بدّ من التعريف أكثر بما تشير إليه قضاء الحاجة، فقد أنعم الله تعالى على الإنسان بنعمٍ لا تعدّ ولا تحصى و وجب على الإنسان شكر ربّه على هذه النّعم والتّفكر فيها فلهذه النّعم أثرٌ كبيرٌ في حياة المسلم فهي تذكّره بربّه و واجب توحيده وعبادته وشكره، ومن هذه النّعم أن سخّر الله تعالى للإنسان نظاماً في جسده يخلّصه من الفضلات الضّارّة له فيضمن له الحماية من الأمراض المختلفة ويخلّصه من كلّ ما يؤذيه وهذه النّعمة الكبيرة تستوجب الحياء من الله تعالى و تستوجب شكره وحمده سبحانه وتعالى، فقضاء الحاجة هو تخلّص الجسم من كلّ ما هو زائدٌ ومؤذٍ ولهذه النّعمة الكبيرة أحكامٌ وآدابٌ عديدةٌ على المسلم التزامها والعمل بها.[2]

يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع

وردت الكثير من الأحاديث النّبويّة الشّريفة الّتي تشرح للمسلم وتوجّهه لآداب قضاء الحاجة الّتي عليه أن يلتزمها لكي لا يضرّ نفسه أو الآخرين، فالمسلم له حقّ الأخوّة على أخيه المسلم فلا يجب أن يضرّه أو يؤذيه بأيّ شكلٍ كان، ومن المنهيّات والمحرّمات في قضاء الحاجة أن يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع لما في ذلك من أذىً للنّاس وصعوبةً و مشقّةً لهم فأماكن الظلّ فيها نفع للنّاس وخاصّةً في أيّام الحرّ الشّديد فيلجأ النّاس لها، وقد وصف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذا المكان باللّعان لأنّه يأتي باللّعن لمن يتخلّى فيه فحذّر المسلمين من هذا الأمر فقال عليه الصّلاة والسّلام: “اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ”،[3] كذلك حذّر من التّخلي في طريق النّاس فذلك يسبّب الأذى والله ورسوله أعلم.[4]

قضاء الحاجة تحت الأشجار المثمرة

شرّع الله تعالى للإنسان آداباً لكلّ أمرٍ حتّى في قضاء حاجته وذلك تكريماً له ولتمييزه عن سائر مخلوقات الأرض فهو عاقلٌ يفهم ويتفكّر وهذه الآداب تعود على الإنسان بالفائدة والخير الكبير إذا ما التزم وعمل بها، وقد سبق وذُكِر أنّ على المسلم تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع لأنّه يسبّب الأذى لغيره بذلك الفعل.

وكذلك قد نهى الإسلام عن قضاء الحاجة تحت الأشجار المثمرة فالأشجار المثمرة هي مصدر رزقٍ ونفعٍ لبعض النّاس والتّخلّي تحت الأشجار المثمرة يجلب المشقّة لمن ينتفع بهذه الأشجار ويؤذيه فعلى المسلم تجنّب ذلك فلا يؤذي أخاه المسلم فيما ينتفع فيه. [5]

الأماكن التي يحرم قضاء الحاجة فيها

أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّه يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع كذلك نهى عن قضاء الحاجة تحت الأشجار المثمرة لما في ذلك من مسبّبات للأذى والمشقّة، كما حرّم على المسلمين قضاء الحاجة والتّخلّي في عدّة أماكن وهي:[6]

  • أوّلاً: قضاء الحاجة في المساجد لأنّها أماكنٌ مقدّسةٌ يجب أن تبقى منزّهةً عن النّجس طاهرةً مطهّرةً وذلك صيانةً لحرمتها فهي مكان تعبِّد الله جلّ وعلا.
  • ثانياً: قضاء الحاجة على القبور، فمن تخلّى على قبرٍ فقد انتهك حرمته وحرمة صاحبه وذلك من أشدّ الأذى.
  • ثالثاً: قضاء الحاجة في أماكن تجمّع النّاس ومواطن انتفاعهم وذلك يشمل الطّريق و الظلّ النّافع وتحت الأشجار المثمرة فسبق وذكر أنّها من الأماكن المنهيّ عن التّخلّي فيها فهي تسبّب الأذيّة للنّاس واللّعن للفاعل.
  • رابعاً: قضاء في الثّقب والشّقّ والسّرب والجحر وذلك له وجهان للأذيّة والوجه الأول أنّه يوذي المخلوقات الّتي تسكن هذه الشّقوق والجحور والوجه الآخر أنّه قد يسبّب في خروج هذه المخلوقات وأذيّتها لمن يقضي حاجته.
  • خامساً: قضاء الحاجة في المُستَحمّ إذا كان مكاناً صلباً ليس له مسلكٌ لنفاذ الماء فإنّ المتخلّي قد يصيب مكاناً من المستحمّ بنجسٍ منه أو قد يتوهّم ذلك فيسبّب لنفسه بالوسواس والأوهام.

وقد اتّفق على ذلك المذاهب الفقهيّة الأربعة وأجمعوا عليها واستدلّوا لكلٍّ منها من القرآن الكريم أو من الأحاديث الشّريفة والله أعلم.

آداب قضاء الحاجة

يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع وتحت الأشجار المثمرة لما فيها من أذىً للغير، فلقضاء الحاجة آدابٌ وجب على المسلم إلتزامها ليقي نفسه وغيره من الأذى وتجنّب الوقوع في الذّنوب والآثام، وآداب قضاء الحاجة هي:[7]

  • الاستعاذة بالله تعالى من الخبث والخبائث وطلب المغفرة من الله تعالى عند الخروج.
  • وجوب الدّخول بالقدم اليسرى لمكان قضاء الحاجة والخروج بالقدم اليمنى.
  • وجوب على من يريد قضاء الحاجة التّستّر والبعد عن أعين النّاس.
  • وجوب التّمنّع عن إدخال كلّ شيءٍ ممّا كُتِب عليه ذكر الله جلّ وعلا.
  • وكذلك من الآداب أيضاً عدم الكلام أثناء قضاء الحاجة وعدم ذكر الله في مكان قضاء الحاجة باللّسان.
  • كما يُحرم استقبال القبلة أو استدبارها إذا كان قضاء الحاجة يتمّ في الفلاء أمّا في الأبنية والبيوت فلا حرج وذلك قد أجمعت عليه المذاهب الأربعة.
  • وتتضمّن الآداب أيضاً الامتناع عن استقبال الرّياح لكي لا يصيبه شيءٌ من النّجس وعدم قضاء الحاجة في المياه الرّاكدة فيصيبها النّجس.
  • من الآداب والواجبات في قضاء الحاجة هي التّطهّر من النّجس بعد قضاء الحاجة ويكون ذلك إمّا بالغسل بالماء أو بالمسح ثلاثاً ولا يكون ذلك باليد اليمنى بل باليد اليسرى كما يُحرم مسّ العورة أثناء قضاء الحاجة باليد اليمنى،
  • ومن المنهيّ عنه هو إطالة المكوث في مكان قضاء الحاجة، والله ورسوله أعلم.

يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع مقالٌ تناول الحديث فيه عن قضاء الحاجة وأنّها من النّعم العظيمة للإنسان تحميه من الأسقام والأمراض كما يجب تجنب قضاء الحاجة في الظل النافع وقضاء الحاجة تحت الأشجار المثمرة لما فيهما من أذىً للنّاس ومشقّةً لهم، كذلك ذكر الأماكن التي يحرم قضاء الحاجة فيها وآداب قضاء الحاجة.