ما يجب عند قضاء الحاجة .. الآداب العامة لقضاء الحاجة

ما يجب عند قضاء الحاجة

ما يجب عند قضاء الحاجة معلومة دينية مهمَّة حيث ينبغي على المسلم أن يتعلم ما يجب عند قضاء الحاجة من السنن والواجبات، ليتجنب الوقوع في المحظور مما فيه حرمة أو كراهة، واتباعًا لهدي النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في جميع أحواله، فلقضاء الحاجة الكثير من الآداب التي لا بُدَّ من الإحاطة بها، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن الآداب العامة لقضاء الحاجة بالتفصيل.

الآداب العامة لقضاء الحاجة

ينبغي على المسلم أن يتبع الآداب العامة لقضاء الحاجة، فالمسلم دائما يحرص على نظافته الشخصية واتباع الهدي النبوي في ذلك، وآداب الخلاء تنقسم إلى ثلاثة أقسام نذكرها فيما يأتي:[1]

  • آداب قبل قضاء الحاجة: تنقسم الآداب قبل قضاء الحاجة إلى آداب قولية وأخرى فعلية، ومن الآداب القولية أنه يندب للمسلم إذا أراد دخول الخلاء أن يذكر الله بالذكر المشروع لذلك، ففي الحديث “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ -وفي حَديثِ هُشيمٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا دَخَلَ الكَنِيفَ- قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبْثِ والْخَبَائِثِ، وفي رواية: وقالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الخُبْثِ والْخَبَائِثِ”،[2] وهذا أدب سابق لقضاء الحاجة،[1] بالإضافة إلى استحباب دخول الحمام بالرجل اليمنى.[3]
  • آداب حال الجلوس لقضاء الحاجة: وتتمثل في ألَّا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ببول ولا غائط[1]؛ لما ثبت في الصحيحين عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: “إذا أتَيْتُمُ الغائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، ولا تَسْتَدْبِرُوها ببَوْلٍ ولا غائِطٍ، ولَكِنْ شَرِّقُوا، أوْ غَرِّبُوا. قالَ أبو أيُّوبَ: فَقَدِمْنا الشَّامَ فَوَجَدْنا مَراحِيضَ قدْ بُنِيَتْ قِبَلَ القِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْها ونَسْتَغْفِرُ اللَّهَ”. [4]
  • آداب تكون بعد الفراغ من قضاء الحاجة: مواضع قضاء الحاجة محل للنجاسات، والشياطين معروفةٌ محبتها للنجاسة، ولذا فهي تلجأ إلى أماكن قضاء الحاجة، فيشرع عند الخروج من الحمام أذكارًا منها قول: “غفرانك” عند الخروج، ونحو ذلك من الأذكار المشروعة،[1] بالإضافة إلى استحباب الخروج من الحمام بالرِّجل اليمنى.[3]

ما يجب عند قضاء الحاجة

لقضاء الحاجة آداب يجب على لمسلم أن يحيط بها علمًا وأن يتبعها حتى يكون متأسيًا بالرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومستجيبًا لشرع الله، وسنذكر بعضًا من هذه الآداب هنا ذكرًا وتفصيلًا: [3]

اجتناب الملاعن الثلاث

فعن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “اتقوا الملاعنَ الثلاثةَالبرازَ في المواردِ، وقارعةَ الطريقِ، والظلَّ”،[5] وحديث معاذ انفرد بذكر الموارد، والموردة هي؛ الطريق إلى الماء وهي المجاري، وعلة النهي عن قضاء الحاجة في هذه المواضع ، هو أن تقذير هذه المواضع وتنجيسها فيه أذىً للمؤمنين، وإيذاء المسلمين محرم فقد قال تعالى: “وَالّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْمًا مّبِينًا”،[6] ويُلحق بالظل، المكان الذي يتشمس فيه الناس أيام الشتاء، وبناءً على ذلك فإنه لا يجوز قضاء الحاجة في هذا المكان أيضًا، لأن العلة في النهي عن التغوط في الظل موجودة أيضًا في المكان الذي تتشمس به، والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا.[3]

حرمة البول في الماء الراكد

أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ”، [7] والعلة فيه ظاهرة، وهي أن البول في الماء الدائم مظنة التنجيس، والتغوط أشد وأقبح، ويعد بذلك أولى، ويُفهم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن حكم النهي لا ينسحب على الماء الجاري.[3]

 التستر عند قضاء الحاجة

وهذا أدبٌ نبوي، أرشد به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته، وذلك لأن قضاء الحاجة مدعاة إلى كشف العورة، والشرع أمر بالتستر وحفظ العورة لا كشفها.[3] ففي الحديث الشريف: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا أرادَ البَرازَ انطلقَ ، حتَّى لا يراهُ أحدٌ”. [8]

النهي عن استخدام اليد اليمنى في قضاء الحاجة

كرمت النصوص الشرعية اليد اليمنى والرجل اليمنى على الرجل اليسرى واليد اليسرى، ووجهت العباد إلى استخدام أيمانهم في الأمور المكرمة، وشمائلهم في ضدها. ومن هذا الباب نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الاستنجاء باليد اليمنى،[3] ففي حديث رسول الله أنه قال: “إِذَا شَرِبَ أحَدُكُمْ فلا يَتَنَفَّسْ في الإنَاءِ، وإذَا أتَى الخَلَاءَ فلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بيَمِينِهِ، ولَا يَتَمَسَّحْ بيَمِينِهِ”.[9]

الاستنجاء والاستجمار

من محاسن الشريعة، أنها جاءت بالتيسير والتخفيف، ورفع الحرج عند المشقة، ومن التيسير الذي منَّ الله به على المكلفين أن أباح لهم التنظيف بالحجر ونحوه مثل: الأوراق والمناديل وما يشبهها بعد الفراغ من قضاء الحاجة، فهو يقوم مقام الماء في التطهير، ولا شك أن هذا من التيسير لأن الماء غير مقدور عليه في جميع الأحوال.[3]

مسائل ترد على قضاء الحاجة

ثمَّة مجموعة من المسائل الفقهية التي يجب الاطلاع عليها عند الحديث عن ما يجب عند دخول الخلاء، وهي:

هل يحوز استخدام المناديل الورقية أو المبللة للاستنجاء

يجوز الاستنجاء بالمناديل الورقية لأنَّه من قبيل الاستنجاء بالحجر، لكن من شروط صحة الاستنجاء بالحجر ونحوه؛ أن يكون المستخدم للمسح جافًّا لا رطبًا أو مبلَّلًا، فإنِ استجمر برطب، لزم الماء لإزالة النجاسة، لأنَّ الشيء المستجمر به يتنجس بمباشرة المحل، ثم ينجس ما لامسه، لتنتشر النجاسة عوضًا عن قلعها، وعندها يلزم الماء، فلا يجزئه غيره.[10]

هل يجوز ذكر الله في الخلاء

يكره ذكر الله في الحمام، فإذا دخلت الحمام تقول الذكر المشروع، ثم تقضي حاجتك، وأنت ساكت أو تفكر فيما ينفعك، ويكون التفكير بقلبك، والتفكير بالقلب نوع من الذكر، فإذا فكر بقلبه بما يراوده مما فيه الفائدة فذلك من الذكر العظيم في القلب عند الذهاب إلى الخلاء.[11]

هل يجوز الاستنجاء بماء زمزم

ماء زمزم ماء طهور طيب يستحسن الشرب منه، ولا حرج في الوضوء منه أو غسل الثياب، ولا حرج كذلك في الاستنجاء إذا دعت الحاجة إلى ذلك.[12]

ذكرنا فيما السبق العديد من الآداب التي تتعلق في ما يجب عند قضاء الحاجة، ولا بدَّ للمسلم من الحرص على تعلمها وتطبيقها عمليًا خلال حياته، وأجبنا عن العديد من التساؤلات التي قد تتبادر لذهن المسلم فيما يخص الاستنجاء.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/آداب قضاء الحاجة , 18-10-2020
  2. ^ صحيح مسلم , أنس بن مالك، مسلم، 375، صحيح
  3. ^ al-maktaba.org , كتاب شرح زاد المستنقع للشنقيطي/ آداب الخلاء , 18-10-2020
  4. ^ صحيح مسلم , أبو أيوب الأنصاري، مسلم، 264، صحيح
  5. ^ الخلاصة , معاذ بن جبل، النووي، 1/154، حسن
  6. ^ سورة الأحزاب , الآية 58.
  7. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 239، صحيح
  8. ^ صحيح أبي داود , جابر بن عبدالله، الألباني، 2، صحيح
  9. ^ صحيح البخاري , أبو قتادة الحارث بن ربعي،البخاري، 153،صحيح
  10. ^ islamweb.net , واجب من استجمر بمنديل مبلل , 18-10-2020
  11. ^ binbaz.org.sa , حكم ذكر الله في الحمام , 18-10-2020
  12. ^ binbaz.org.sa , حكم الاستنجاء بماء زمزم , 18-10-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *