من هم البدون في الكويت

من هم البدون في الكويت
من هم البدون في الكويت

من هم البدون في الكويت؟ هذا السؤال من الأسئلة التي يسألها الكثير من الأشخاص من داخل الكويت أو خارجها، حيث يُتداول هذا الاسم بشكل كبير في الأوساط الإعلامية بين الحين والآخر، ولكن ما معنى هذه الكلمة، ومن هم الأشخاص المعنيون بها، ولماذا يتم تداول اسمهم بشكل كبير، هذه الأسئلة كلها تتعلق بفئة البدون في دولة الكويت، ونتعرف على المقصود بها عبر السطور القادمة من المقال.

من هم البدون في الكويت

يطلق لفظ البدون على الأشخاص الذين يتواجدون في دولة الكويت، ولكنهم لا يحملون الجنسية الكويتية أو أي جنسية لأي دولة أخرى، وهو اختصار لكلمة “بدون جنسية”. وهؤلاء الأشخاص قد وجدوا في العديد من الدول ومن بينها الكويت منذ عقود طويلة، وتعود بداية ظهورهم في دولة الكويت إلى الستينيات من القرن الماضي، بعد استقلال الكويت، حيث كان يعيش أهل البادية الذين لم يتقدموا بطلب الحصول على الجنسية وقت إقراره، حيث كان يُطلق عليهم في الوثائق الرسمية أسماءً اختلفت على مر السنوات، ومن أبرزها “غير كويتي”.. “بدون جنسية”.. وأخيرًا أصبح يطلق عليهم اسم “مقيم بصورة غير شرعية” في السجلات الرسمية الكويتية، وهؤلاء الأشخاص يعانون معاناة شديدة بسبب عدم حصولهم على جنسية أي دولة، فلا يستطيعون السفر إلى الدول الأخرى، أو الاستفادة من الخدمات الحكومية الرسمية.

في عام 1990 وقبل الغزو العراقي للكويت كان عدد البدون حوالي 400 ألف نسمة، ثم انخفض عددهم إلى الربع تقريبا في العام التالي، وقدِّر عددهم في بداية الألفية الجديدة ب120 ألف نسمة. وفي البداية كانت دولة الكويت تعامل هؤلاء الأشخاص نفس معاملة الكويتيون ولهم كافة الحقوق الممنوحة للمواطنين ما عدا الحقوق السياسية فقط، ولكن أُدخلت العديد من التعديلات على الأنظمة الكويتية التي حرمتهم من الاستفادة من أي حقوق، وهو الأمر الذي يُضعف من السجل الحقوقي للكويت أمام العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

معاناة البدون في الكويت

بين الحين والآخر تطفو مشكلة البدون في الكويت على سطح المشاكل التي يتم مناقشتها بين المهتمين بمجال حقوق الإنسان، وبين الأوساط الإعلامية في دولة الكويت، فهؤلاء الأشخاص على الرغم من أنهم يعيشون على أرض الكويت إلا أنهم لا يستطيعون الحصول على حقوق المواطنة في الكويت، وليست لهم بطاقات هوية وطنية وإنما يحملون بطاقات تنقل يطلق عليها اسم البطاقات الأمنية يتم تجديدها بشكل دوري من خلال الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، وهو الجهاز الذي أنشأته الحكومة الكويتية للاهتمام بشؤون هؤلاء الأشخاص، ومحاولة الوصول لحل لمشكلاتهم القانونية.

بدأت الحكومة الكويتية في التضييق على البدون منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، واشتد التضييق بعد غزو العراق حيث تم اتهامهم بعدم الانتماء للوطن بسبب تأييد البعض للغزو العراقي للكويت على الرغم من أن عدد كبير منهم شارك في الجيش الكويتي في نفس الحرب واستشهد دفاعًا عن بلده، كما هاجرت نسبة كبيرة منهم خاصة حملة المؤهلات العليا لعدد من البلدان واستقروا بها، وهو الأمر الذي أثر على عددهم بالكويت حيث تقلّص إلى الربع تقريبا من العدد المرصود قبل تحرير الكويت. وفي بداية الألفية الجديدة، وعملًا على الوصول إلى حل لتلك المشكلة قام الشيخ جابر الأحمد الصباح بإصدار مرسوم يقضي بأن تقوم الحكومة الكويتية بمنح الجنسية لألفي شخص من البدون في كل عام، وهو الأمر الذي أثار استبشار هذه الفئة من المجتمع الكويتي إلا أنهم لم يفرحوا كثيرًا بهذا الأمر بسبب وضع البرلمان الكويتي لعدد من العراقيل والقيود التي تمنع تنفيذه بشكل فعلي، ومنح الجنسية لهم. وعدم منح الجنسية للبدون هي مشكلة لا تقتصر على الأفراد فقط، وإنما تمتد إلى أبناءهم حيث لا يمكن للطفل الحصول على شهادة ميلاد، وبالتالي لا يمكنه الحصول على هوية رسمية تكفل له الرعاية الصحية، والتطعيمات الدورية من الأمراض، وكذلك إمكانية حصوله على هوية وطنية للالتحاق بالمدارس، وغيرها من الخدمات الحكومية التي يُحرم منها. [1]

اقرأ أيضًا: طريقة تجديد البطاقة الأمنية للبدون أون لاين

مشكلة البدون في الكويت

استمرت مشكلة البدون في الكويت حتى وقتنا الحالي، ولكن هناك العديد من المراحل التي مرّت بها المشكلة منذ وقت وقوعها وعلى الرغم من ذلك فإن هناك العديد من الخطوات التي تم اتخاذها حيال هذا الأمر، صحيح أنها لا تكفي لحل المشكلة، إلا أنها تساعد على تقليصها بأكبر قدر ممكن. ففي عام 2009 أصدرت أحد المحاكم الكويتية قرارًا يقضي بأحقية الفرد المنتمي لفئة البدون في الحصول على عقود الزواج وشهادات الميلاد ولكن هذا الحكم لم يتم تنفيذه واستمرت المعاناة، وفي العام التالي لصدور هذا الحكم أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية المهتمة بحقوق الإنسان تقريرًا عن الوضع الحقوقي في دولة الكويت انتقدت فيه التعامل مع فئة البدون وعدم إقدام الحكومة الكويتية على منحهم الجنسية أو على الأقل حق الإقامة الدائمة في الدولة. ومن أكثر المشكلات التي يعاني منها البدون في الكويت عدم قدرتهم على اللجوء للقضاء من أجل الحصول على الجنسية، وهم الذين عاشوا على أرض هذا الوطن قبل أن يصدر قانون الجنسية الذي يحظر مراجعة القضايا المتعلقة بالبدون في المحاكم المختلفة في الدولة.

وبين كل حين وآخر، تقوم فئة من الشباب البدون بتنظيم المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية التي تطالب بتمكينهم من حقوق المواطنة، ووقف التمييز ضدهم ومعاملتهم كبقية الشعب الكويتي، إلا أن الحكومة ترى هؤلاء الأفراد خارجين على القانون، وتقوم باعتقال العشرات منهم.. وحتى الآن لا توجد أي بوادر حكومية تدل على أن مشكلتهم على وشك الانتهاء في الوقت القريب، أو أن هناك حلولًا  قد تُطرح من أجل القضاء على تلك المشكلة.

وإلى هنا، نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال؛ وقد تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال من هم البدون في الكويت ؟ وما هي مشكلتهم التي يعانون منها منذ عقود طويلة.