عبارات عن القرآن لابن القيم

عبارات عن القرآن لابن القيم

عبارات عن القرآن لابن القيم هو ما يتناوله موضوع هذا المقال. فلطالما كان لأهل العلم من المسلمين دورٌ بارزٌ وكبيرٌ في نشر التوعية والتأكيد على أهميّة الشرائع في الدّين الإسلاميّ. و كذلك يعدّ القرآن الكريم المصدر التشريعيّ الأوّل لهذا الدّين، فهو كلام ربّ العالمين المنزّل. و من هؤلاء العلماء ابن القيّم رحمه الله. كذلك يهتمّ موقع محتويات بسرد نبذة عن ابن القيم وعبادته ووفاته. كما سيذكر بعضًا من درر الإمام ابن القيم عن القرآن الكريم وغيره.

ابن القيم

قبل كلّ شيء وقبل الخوض في ذِكر عبارات عن القران لابن القيم لا بدّ من التّعريف بهذا الإمام في بداية الأمر. وهو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي يكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي بن زيد الدين الزرعي الدمشقي الحنبلي. وقد عرف بين المسلمين بابن القيم الجوزية. ولد في عام ستمئةٍ وواحدٍ وتسعين للهجرة. وكان ميلاده موافقًا لليوم السابع من شهر صفر في مدينة دمشق. و كذلك روى بعض المؤرخين أنّه قد ولد في مدينة زرع وليس في دمشق، والله أعلم. كان ابن القيم -رحمه الله- من الأعلام في الدّين الإسلاميّ في القرن الثامن للهجرة. وقد تتلمذ على يد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.[1]

عبارات عن القرآن لابن القيم

اشتهر ابن القيم رحمه الله بالعقلاء والحكمة في كلامه. و كذلك كان يبهر الفقهاء فيما يستنبطه ويحتجّ به. ومن لطيف نتاجه كان وصفه للقرآن الكريم وثناؤه على ما نزل من الآيات المعجزة للعالمين أجمعين. وفيما يأتي عبارات عن القرآن لابن القيم :[2]

  • النور المبين: حيث قال في كتابه مدارج السالكين: “فهو كتابُه الدالُّ عليه لمن أراد معرفته، وطريقه الموصلة لسالكها إليه. ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات. والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب. وبابه الأعظم الذي منه الدخول فلا يغلق إذا غلقت الأبواب”.
  • الكتاب الذي لا يشبع منه: كذلك جاء في كتاب مدارج السالكين في قوله: “وهو الصراط المستقيم الذي لا تميل به الآراء. والذكر الحكيم الذي لا تزيغ به الأهواء. والنزل الكريم الذي لا يشبع منه العلماء. لا تفنى عجائبه ولا تقلع سحائب”.
  • نور البصائر: فقد وصف القرآن الكريم بأنّه نورٌ للبصائر من العمى. وهو ما قاله في كتال المدارج: “فهو نور البصائر مِن عَماها، وشفاء الصدور من أدوائها وجواها، وحياة القلوب ولذة النفوس، ورياض القلوب وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، والمنادي بالمساء والصباح يا أهل الفلاح ، حي على الفلاح نادى منادي الإيمان على رأس الصراط المستقيم”.
  • أعظم منافع القلب: كما أنّ القرآن الكريم هو الأعظم نفعًا لطمأنينة القلب وسكينته والإيمان المغروس في داخله، قال ابن القيم في كتاب مدارج السالكين: “فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القران بالتدبر؛ فإنه جامع لمنازل السائرين، وأحوال العاملين ومقامات العارفين وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، ولو علم الناس ما في تدبره لاشتغلوا به عن كل ما سواه”.
  • الفضل على العلوم: حيث قال ابن القيم في كتاب إغاثة اللهفان: “وعلم أن ما عداه -أي القرآن- من كتب الناس وآرائهم ومعقولاتهم بين علوم لا ثقة بها،وإنما هى آراء وتقليد، وبين ظنون كاذبة لا تغنى من الحق شيئا، وبين أمور صحيحة لامنفعة للقلب فيها،وبين علوم صحيحة قد وعروا الطريق إلى تحصيلها، وأطالوا الكلام فى إثباتها، مع قلة نفعها”.
  • الأثر الكبير في قراءة التدبر: يقول ابن القيم في كتابه دار السعادة: “فَلَا شَيْء أَنْفَع للقلب من قِرَاءَة الْقُرْآن بالتدبر والتفكر، فَإِنَّهُ جَامع لجمِيع منَازِل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين، وَهُوَ الَّذِي يُورث الْمحبَّة والشوق وَالْخَوْف والرجاء والانابة والتوكل وَالرِّضَا والتفويض والشكْر والصَّبْر”.
  • الكتاب المذهب للأمراض: فهو شفاءٌ للقلوب وإزالةٌ للبأس والسقم. كذلك قال في كتاب إغاثة اللهفان: “فالقرآن مزيل للأمراض الموجهة للإرادات الفاسدة، فيُصلح القلب، فتصلح إرادته، ويعود إلى فطرته التى فُطر عليها، فتصلح أفعاله الاختيارية الكسبية، كما يعود البدن بصحته وصلاحه إلى الحال الطبيعى، فيصير بحيث لا يقبل إلا الحق، كما أن الطفل ليس بقابل إلا اللبن”.
  • البوابة التي توصل إلى عالم اليقين: حيث يقول ابن القيم في كتاب إغاثة اللهفان كذلك : “والقرآن يوصلك إلى نفس اليقين فى هذه المطالب التى هى أعلى مطالب العباد، ولذلك أنزله من تكلم به. وجعله شفاء لما فى الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين”.
  • البرهان للمطالب الكبيرة: كذلك من العبارات عن القران لابن القيم : “وليس تحت أديم السماء كتاب متضمن للبراهين والآيات على المطالب العالية: من التوحيد، وإثبات الصفات، وإثبات المعاد والنبوات، ورد النحل الباطلة والآراء الفاسدة، مثل القرآن. فإنه كفيل بذلك كله، متضمن له على أتم الوجوه وأحسنها، وأقربها إلى العقول وأفصحها بيانا”.
  • فضل الفاتحة: كما تحدث ابن القيم عن فضل سورة الفاتحة في كتاب بدائع التفسير: ” سورة الفاتحة ‏ هي فاتحة الكتاب ، وأم القرآن ، والسبع المثاني ، والشفاء التام ، والدواء النافع ، والرقية التامة ، ومفتاح الغنى والفلاح ، وحافظة القوة ، ودافعة الهم والغم ، والخوف والحزن ، لمن عَرف مقدارها، وأعطاها حقَّها”.
  • طريقة الاستفادة من القرآن والانتفاع به: “إذا أردت الانتفاع بالقرآن، فاجمع قلبَك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعَك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه”.
  • الدواء للتخلص من القسوة في القلوب: “أن في القلب قسوةً لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى . و كذلك ذَكر حماد بن زيد عن المعلَّى بن زياد : أن رجلاً قَال للحسن: يا أبا سعيد، أَشكو إليك قسوة قلبي؟ قال: أَذبه بالذكر”.
  • غاية معاني القرآن: “فَلَا تَزَالُ مَعَانِيهِ تُنْهِضُ الْعَبْدَ إِلَى رَبِّهِ بِالْوَعْدِ الْجَمِيلِ، وَتُحَذِّرُهُ وَتُخَوِّفُهُ بِوَعِيدِهِ مِنَ الْعَذَابِ الْوَبِيلِ، وَتَحُثُّهُ عَلَى التَّضَمُّرِ وَالتَّخَفُّفِ لِلِقَاءِ الْيَوْمِ الثَّقِيلِ، وَتَهْدِيهِ فِي ظُلَمِ الْآرَاءِ وَالْمَذَاهِبِ إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَتَصُدُّهُ عَنِ اقْتِحَامِ طُرُقِ الْبِدَعِ وَالْأَضَالِيلِ وَتَبْعَثُهُ عَلَى الِازْدِيَادِ مِنَ النِّعَمِ بِشُكْرِ رَبِّهِ الْجَلِيلِ”.
  • القرآن مفتاح القلوب: كذلك من العبارات عن القران لابن القيم : “مفتاح حياة القلب : تدبرُ القرآن، والتضرع بالأسحار، وترك الذنوب”.
  • غذاء ودواء: “وأنفع الأغذية غذاء الإيمان ، وأنفع الأدوية دواء القرآن وكل منهما فيه الغذاء والدواء”.
  • منارات الذكر: “إنَّ الذكر نورٌ للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره‏ ونور له في معاده، يَسعى بين يديه على الصراط، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى، قال تعالى {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا}”.
  • حب سورة الإخلاص: “ولقد بَشّر النبي ﷺ الرجل الذي كان يحب سورة الإخلاص بأن الله يُحِبّهُ، فدل على أن من أَحب صفات الله أَحبّه الله”.
  • الأحسن والأكمل: ومن العبارات عن القران لابن القيم: “لاتجد كلاما أحسن تفسيرا،ولا أتمّ من كلام الله سبحانه، ولهذا سمّاه الله بيانا، وأخبر أنه يسره للذكر، ويسّر ألفاظه للحفظ، ومعانيه للفهم”.

 اقرأ أيضًا: عبارات قصيرة عن القرآن الكريم

من درر الإمام ابن القيم

كذلك بعد ذكر عبارات عن القران لابن القيم لا بدّ من الخوض في ذكر بعض الحكم والدرر التي قالها ابن القيم في غير القرآن الكريم أيضًا. و من درر الإمام ابن القيم:[3]

  • قوله من كتاب مدارج السالكين: “كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل”.
  • كذلك قال ابن القيم: “المؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشا وأنعمهم بالا وأشرحهم صدرا وأسرهم قلبا، وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة”.
  • و من درر ابن القيم أنّه قال: “تمامُ الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي؛ فليس دومًا يبتلي ليعذّب وإنما قد يبتلي ليهذب”.
  • كذلك قال في كتاب الفوائد: “خراب القلب من الأمن والغفلة ، وعمارته من الخشية والذكر . الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا”.
  • كما قال في مدارج السالكين: “كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية”.
  • كذلك قال في التوبة: “صحة التوبة تتوقف على الإقلاع عن الذنب ، والندم عليه ، والعزم على ترك معاودته”.
  • وجاء في كتاب الفوائد أيضًا: “أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه . بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس”.

عبادة ابن القيم وزهده

إنّ حياة ابن القيم كانت مليئة بالعبادة والزهد وطلب العلم. و كذلك كان من الجوانب الحياتيّة له أنّه كان كثير الاجتهاد مع مولاه والخوف والرجاء له. كما يَسعى دومًا إلى تحصيل الرضى منه. و كذلك قد اجتهد ابن القيم في الطاعات والعبادات، واتّصف بحسن الخلق وأفضل العادات. وفيما يأتي بعضٌ ممّا جاء عن عبادة ابن القيم وزهده:[4]

  • اشتهر بصلاته الطويلة. و كذلك وقته الطويل في القيام بين يدي الخالق عزّ وجلّ.
  • كذلك عرف بقيام الليل والتهجد.
  • كما كان ابن القيم -رحمه الله- كثير الابتهال والدعاء والتضرّع إلى المولى سبحانه.
  • كذلك لازم الذكر والاستغفار في يومه.
  • كما أنّه كثير التلاوة للقرآن الكريم المقترنة بالتفكر والتدبر.

شاهد أيضًا: من الذي رتب سور القران كما هي الان في المصحف

صفات ابن القيم النبيلة

كذلك الخوض في ذكر عبارات عن القران لابن القيم ونبذة عن نسبه بدفع إلى ذكر بعض صفات ابن القيم النبيلة. فقد تخلّق ابن القيّم بمكارم الأخلاق اقتداءً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومن هذه الصفات:[4]

  • المعاشرة الحسنة، و كذلك كثرة التودّد لأهل الصلاح.
  • كذلك حرص -رحمه الله- على كفّ الأذى عن الخلق.
  • كما تعدّ محبّته الشديد للعلم وكتابته من أعظم صفاته التي اتّصف بها.
  • الاجتهاد الكبير والمثابرة من أجل تحصيل ما أمكن في سبيل العلم.
  • الجرأة والصدع بالحق.
  • كذلك قد تجرّد في الأبحاث التي صنعها عن أهوائه الشخصية وأغراضه الذاتية.
  • كما كان -رحمه الله- متواضعاً. و منكراً لذاته، مستصغرًا لنفسه.
  • كذلك كان صبورًا على المحن والأزمات والأذى والابتلاء الذي عاشه طيلة حياته.

وفاة ابن القيم

توفي ابن القيم -رحمه الله- في السنة الواحدة والخمسين بعد السبعمئة للهجرية. وقد وافقت وفاته ليلة الخميس في الثالث عشر من شهر رجب أذان العشاء. ونظرًا لما قدّمه من المعرفة والعلم للأمّة الإسلاميّة كانت جنازته حافلة وكبيرة شهدها الصالحون من العامة والخاصة.[4]

شاهد أيضًا: من اقوال الامام الشافعي

عبارات عن القرآن لابن القيم مقالٌ فيه تمّ ذكر نبذة عن أبو عبد الله شمس الدين والمعروف بابن القيم الجوزية. و كذلك ذكر البعض من درر ابن القيم وصفاته التي اتّصف بها. كما ذكر المقال شيئاً من عبادة ابن القيم وزهده. وفي الختام كان لنا وقفة مع وفاة الإمام ابن القيم رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.

المراجع

  1. ^ marefa.org , ابن قيم الجوزية , 27/03/2021
  2. ^ saaid.net , قرآنيات العلامة ابن القيم رحمه الله...! , 27/03/2021
  3. ^ kalemtayeb.com , من درر الإمام ابن القيم , 27/03/2021
  4. ^ islamstory.com , الإمام ابن قيم الجوزية , 27/03/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *