ما يقرأ في الشفع والوتر

ما يقرأ في الشفع والوتر
ما يقرأ في الشفع والوتر

ما يقرأ في الشفع والوتر هي مسألة شرعية من الواجب على كل مسلم أن يعرفها ويخبر كل تفاصيلها، فصلاة الشفع وصلاة الوتر من الصلوات التي يؤديها المسلمون كل يوم، فينبغي على كل مسلم أن يعرف كيفية أداء صلاة الشفع والوتر وما يُستحب أن يُقرأ في هاتين الصلاتين، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على صلاة الشفع والوتر لغة واصطلاحًا وسنتحدَّث عن الدعاء في صلاة الوتر أيضًا.

صلاة الشفع والوتر لغة واصطلاحًا

قبل الحديث عن ما يُقرأ في صلاتي الشفع والوتر، لا بدَّ من تعريف الشفع والوتر في اللغة والاصطلاح، وفيما يأتي نسلط الضوء على هذين المصطلحين لغة وشرعًا:

صلاة الشفع والوتر لغة

يُعرَّف الشَّفْع في اللغة بسكون الفاء على أنَّه مصدر للفعل شفع وجمعه أشفاع وشِفاع، وهو كل شيء كان زوجيًا، أي عددًا زوجيًا، مثل: صلَّى شفعًا أي صلَّى صلاة بعدد ركعات زوجي، أمَّا الوتر بفتح الواو وكسرها فهو الواحد المفرد، أي ما كان فرديًا، مثل: صلى وَترًا أو وِترًا أي صلَّى صلاة بعدد ركعات فردي.[1]

صلاة الشفع والوتر اصطلاحًا

صلاة الشفع في الاصطلاح الشرعي هي الركعتان اللتان يؤديهما المسلم قبل صلاة ركعة الوتر، والشفع ليست ركعتي السنة البعدية لصلاة العشاء، إنَّما هي الركعتان اللتان يؤديهما المسلم قبل ركعة الوتر إذا أوتر بثلاث ركعتان وهو أدنى كمال الوتر في الإسلام، وقد جاء في صحيح ابن حبان ما يأتي: “عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة ، وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك”، أي أنَّ الركعتين اللتين تسبقان ركعة الوتر هما ركعتا الشفع في الإسلام.[2]

أمَّا صلاة الوتر في الاصطلاح الشرعي هي الصلاة التي يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء وبعد سنة العشاء البعدية، وهي صلاةٌ فردية لا يجوز أن يصليها المسلم إلَّا بعدد ركعات فردي، كأن يصلِّي ركعة أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع …، وقد جاء في تعريفها: “فهي الصّلاة التي تُؤدّى بين صلاتَيْ العشاء والفجر وتراً؛ أي أنّها الصّلاة ذات العدد الفرديّ؛ كالركعة الواحدة، والثلاث، وغيرها”، والله تعالى أعلم.[2]

كيف تصلى صلاة الشفع والوتر

إنَّ صلاة الشفع تُصلَّى ركعتين قبل صلاة الوتر إذا أراد المسلم أن يصلِّي الوتر ثلاث ركعات، فيصلي ركعتي الشفع ويسلم بعدهما، ثمَّ يصلِّي ركعة الوتر، فأدنى كمال الوتر ثلاث ركعات، قال ابن عثيمين: “أدنى الكمال في الوتر أن يصلي ركعتين ويسلم ، ثم يأتي بواحدة ويسلم . ويجوز أن يجعلها بسلام واحد ، لكن بتشهد واحد لا بتشهدين ؛ لأنه لو جعلها بتشهدين لأشبهت صلاة المغرب ، وقد نهى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن تُشبّه بصلاة المغرب”، قال الشيخ الألباني: “ويتلخَّص من كل ما سبق أن الإيتار بأي نوع من هذه الأنواع المتقدمة جائز حسن ، وأن الإيتار بثلاث بتشهدين كصلاة المغرب لم يأت فيه حديث صحيح صريح ، بل هو لا يخلو من كراهة ، ولذلك نختار أن لا يقعد بين الشفع والوتر ، وإذا قعد سَلَّم ، وهذا هو الأفضل”، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: صلاة الوتر كم ركعة ومتى وقتها

ما يقرأ في الشفع والوتر

لقد ورد عن أهل العلم أنَّه إذا صلَّى المسلم صلاة الشفع والوتر بتسليمتين أو بتسليمة واحدة فالأولى له أن يقرأ ما يأتي في كل ركعة:[3]

  • الركعة الأولى: يجب أن يقرأ سورة الفاتحة و يُستحب أن يقرأ بعدها سورة الأعلى التي مطلعها: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[4]
  • الركعة الثانية: يجب على المسلم أن يقرأ سورة الفاتحة و يُستحب أن يقرأ بعدها سورة الكافرون.
  • الركعة الثالثة: يجب على المسلم أن يقرأ سورة الفاتحة و يُستحب بعدها أن يقرأ سورة الإخلاص، والله تعالى أعلم.

ما يقرأ في الشفع والوتر إسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب أيضًا أنَّه يستحب للمسلم أن يقرأ في ركعتي الشفع سورة الفاتحة في الركعة الأولى وبعدها سورة الأعلى، وأن يقرأ في السورة الثانية سورة الفاتحة وبعدها سورة الكافرون، وأن يقرأ في ركعة الوتر سورة الفاتحة وبعدها سورة الإخلاص.[5]

هل يجوز قراءة أي سورة في الشفع والوتر

لقد ثبت عن أهل العلم أن يُشرَّع للمسلم أن يقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم ولا يجب عليه قراءة سورة معينة بعد سورة الفاتحة، فسورة الفاتحة واجبة في كل ركعة، وما بعدها لا حرج فيه سواء كانت سورًا قصيرة أو طويلة، والأفضل أن يقرأ في الركعة الأولى من ركعتي الشفع سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية من ركعتي الشفع سورة الكافرون، وأن يقرأ في ركعة الوتر سورة الإخلاص، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كم ركعة صلاة الوتر ومتى وقتها

ماذا يقرأ في صلاة الوتر الواحدة

إنَّ أدنى كمال الوتر هو أن يصلِّي المسلم ثلاث ركعات، فيقرأ في الأولى سورة الأعلى وفي الثانية سورة الكافرون وفي الثالثة سورة الإخلاص كما فعل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ يوترُ بثلاثٍ يقرأُ في الأولى بسبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى وفي الثَّانيةِ بقل يا أيُّها الكافرون وفي الثَّالثةِ بقل هوَ اللَّهُ أحدٌ”[7] وقال ابن قدامة في كتابه المغني: “ويستحب أن يقرأ في ركعات الوتر الثلاث، في الأولى بـ {سبح}، وفي الثانية: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثالثة: {قل هو الله أحد} وبه قال الثوري وإسحاق وأصحاب الرأي، وقال الشافعي: يقرأ في الثالثة: {قل هو الله أحد} والمعوذتين ، وهو قول مالك في الوتر، وقال في الشفع: لم يبلغني فيه شيء معلوم، وقد روي عن أحمد أنه سُئل: يقرأ بالمعوذتين في الوتر؟ قال: ولِمَ لا يقرأ؟ وحديث عائشة في هذا لا يثبت، فإنه يرويه يحيى بن أيوب وهو ضعيف، وقد أنكر أحمد ويحيى بن معين زيادة المعوذتين”، والله تعالى أعلم.[8]

الدعاء في صلاة الوتر

إنَّ الدعاء في صلاة الوتر من أعظم العبادات التي ينبغي على المسلم القيام بها، ويمكن أن يدعو بما دعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذه الصلاة، ويمكن أن يدعو  بما شاء من دعاء مشروع في الإسلام، وفيما يأتي نذكر مجموعة من الأدعية الصحيحة التي وردت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أي أنَّها أدعية دعا بها الرسول عليه الصلاة والسلام:[9]

  • “اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ”.
  • اللهمَّ اجعلْ في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن خَلْفي نورًا، واجعلْ لي في نفسي نورًا، وأَعظِمْ لي نورًا”.
  • “اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ،وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ”.
  • “اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم”.
  • “اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك”.

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على تعريف صلاة الشفع والوتر في اللغة وفي الاصطلاح، وتحدَّثنا فيه عن ما يقرأ في الشفع والوتر ووضعنا أفضل الأدعية المأثورة التي ثبت أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- دعا بها في حياته في صلاة الوتر وفي غيرها.

 

المراجع

[4]سورة الأعلىالآية 1.
[7]صحيح النسائيالألباني، عبدالله بن عباس، 1701، صحيح.
[9]islamweb.netأدعية مأثورة21-04-2021