صلاة الوتر كم ركعة ومتى وقتها

صلاة الوتر كم ركعة ومتى وقتها؟ من الأسئلة المتكررة التي نسمعها من المسمين، خاصة خلال شهر رمضان الذي يجتهد فيه المسلمون بصلاة قيام الليل والتراويح، فيدأبون إلى السؤال عن الأمور التي تشكل مصدر شك بالنسبة إليهم، وذلك حرصًا منهم على معرفة الصحيح من أمور دينهم وتوجيه السؤال إلى أهل العلم الموثوق بهم، لهذا السبب فإننا في هذا المقال سوف نجيبكم عن تساؤلكم ونذكر لكم بعض الأمور الأخرى ذات العلاقة بناءً عنا ورد من علماء الدين.

صلاة الوتر كم ركعة

صلاة الوتر أقلها ركعة واحدة؛ وذلك لما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا حد لأكثر الوتر، ويمكن للمسلم أن يوتر بإحدى وعشرين ركعة أو بإحدى وثلاثين ركعة أو حتى بأكثر من ذلك دون حد، مع العلم أن الأفضل للمسلم أن يوتر كما أوتر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي إحدى عشرة ركعة وثلاثة عشرة ركعة؛ أي أن هذا العدد هو أكثر ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام. أما من أحب أن يوتر بأكثر من هذا العدد مثل ثلاثٍ وعشرين أو ثلاثٍ وأربعين أو مائة أو أكثر من ذلك فلا بأس؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحدد عدداً معيناً. [1]

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى”، كما في الصحيحين، وهذا يعني أن المسلم بالخيار إن صلى الوتر ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر كله حسن، وكذلك إن أوتر بواحدة فلا حرج. لكن الأفضل أن يزيد عن الركعة الواحدة فيوتر بثلاث، أو بخمس، أو بسبع، وهكذا إلى ثلاثة عشر، وإن زاد عن ذلك كله طيب، فلا حد له بالأكثرية وإذا اقتصر على فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا أفضل ما يفعله المسلك في تهجده تأسياً به عليه الصلاة والسلام، ومن زاد لا حرج وله أجره. وقد كان الصحابة -رضوان الله عنهم- ومثلهم السلف الصالح متنوعين في التهجد في الليل، أي أن الأمر واسع والحمد لله. والله أعلم. [1]

شاهد أيضًا: دعاء الوتر مختصر .. أدعية الوتر مكتوبة من القرآن والسنة

كيفية صلاة الشفع والوتر وقيام الليل

كل ما يصليه المسلم في ليله يعتبر من قبيل قيام الليل، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الليل مثنى مثنى، وإن قيام الليل في مفهومه أعم من الشفع والوتر؛ حيث أن الشفع والوتر يدخلان ضمن قيام الليل، وذلك لأنه كما قلنا قيام الليل يقصد به صلاة الليل مطلقًا. أما بالنسبة إلى الوتر فهي الركعة الواحدة التي يختم بها المسلم صلاة الليل، أو قد يقصد به الصلاة المختومة بالركعة الواحدة، ولو كانت كما ذكرنا آنفًا ثلاث ركعات أو خمس ركعات أو ما إلى ذلك. [2]

وورد في سنن النسائي عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ”. والشفع خلاف الوتر، حيث أن كل ركعتين شفع، وقد أطلق بعض الفقهاء مثل المالكية اسم الشفع على الركعتين اللتين تسبقا ركعة الوتر، أي الركعتين اللتين يقرأ فيهما المسلم سورتي الأعلى والكافرون. [2]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات التراويح مع الشفع والوتر

كيفية صلاة الوتر ركعة واحدة

ذكرنا سابقًا أن الوتر يكون بركعة واحدة أو أكثر، وبالنسبة إلى كيفية أداء الوتر عندما يصليه المسلم ركعة واحدة؛ فمن يوتر بركعة واحدة يقرأ بعد الفاتحة ما شاء من القرآن الكريم، حيث أنه لا يوجد قراءة محددة للسورة التي بعد فاتحة الكتاب وردت بها السنة، وإن قرأ المصلي بسورة الإخلاص -قل هو الله أحد- فلا حرج عليه إن شاء الله. مع العلم أن أدنى الكمال في صلاة الوتر هو صلاة ثلاث ركعات. [3]

شاهد أيضًا: ما هو الدعاء الذي يقال في صلاة الوتر

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

الإيتار بثلاث ركعات هو أدني الكمال، وإن أتى المسلم بخمس ركعات أو بأكثر فهو أفضل، المسلم الذي يوتر بثلاث ركعات فكما ورد في السنة عليه أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة: “سبح اسم ربك الأعلى”، وفي الركعة الثانية: “قل يا أيها الكافرون”، وفي الركعة الثالثة : “قل هو الله أحد” . ويقنت المسلم في الركعة الأخيرة بعد الركوع، كما علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي رضي الله عنه: “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت…. إلى آخره”، ومن الأفضل أن يرفع يديه في ذلك؛ فالرسول كان يرفع يديه في القنوت، كما أن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإستجابة، لكن إن لم يرفع المسلم لا بأس، ومن لم يقنت كذلك لا بأس. [4]

ما ذكر كله مستحب، حتى الوتر كله سنة ليس واجبًا وهذا ما عليه جمهور أهل العلم. ولمن أوتر بثلاث ركعات صفتان يمكن أن يتبع إحداهما، نذكرها فيما يأتي: [3]

• يسرد الثلاث ركعات بتشهد واحد. لما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ” كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يسلّم في ركعتي الوتر ” ، وفي لفظ ” كان يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن ” رواه النسائي والبيهقي.
• يسلّم من ركعتين وبعدها يوتر بواحدة . لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة ، وأخبر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل ذلك . رواه ابن حبان وقال ابن حجر في الفتح إسناده قوي .

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح مع الشفع والوتر

وقت صلاة الوتر

إذا تيسر للمسلم أن يوتر آخر الليل فهذا أفضل له؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل”. رواه مسلم في صحيحة. ويجدر التنبيه هنا إلى أن الوتر في آخر الليل أفضل لمن يستطيع ذلك. [5]

أما بالنسبة لمن عجز عن ذلم فيوتر أول الليل كما أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة وأبا الدرداء أن يوترا في أول الليل؛ وذلك لأنهما كانا يدرسان الحديث النبوي ويشفق عليهما القيام في آخر الليل، فناسب أن يوترا أول الليل. وبالتالي من يخاف أن لا يستطيع القيام آخر الليل فإيتاره في أول الليل أفضل له، أما النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد كان يوتر في أول الليل، وفي أوسط الليل، ثم أستقر وتره في آخر الليل إلى أن لحق بالله. [5]

شاهد أيضًا: يستحب القنوت في الوتر بعد

هل يجوز صلاة الوتر قبل الفجر بقليل

الأفضل أن يؤخر المسلم إلى آخر الليل وذلك لمن يأمن فواتهما إن نام، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أوتر في أول الليل وأوسطه وآخره؛ وكان ذلك آخر وتره فقد أخره إلى السحر، كما أن ثلث الليل الآخير هو وقت نزول الله -عز وجل- لسماء الدنيا، فالمسلم الذي يثق من نفسه بأنه يستطيع أن قوم آخر الليل فتأخير الوتر في حقه أفضل. فقد ورد في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الوتر ركعة من آخر الليل”. ولا يجب أن يصل المسلم قيام الليل بعضه ببعض، لكن وصله أفضل لما ورد من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: دعاء الوتر في رمضان مكتوب 2021

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد أجبنا فيه عن تساؤلكم: ” صلاة الوتر كم ركعة ومتى وقتها ؟”، كما زودناكم فيما بمعلومات شافية ووافية عن كيفية أداء صلاة الوتر إن كانت ركعة واحدة أو ثلاث ركعات، بالإضافة إلى الحديثثعن وقت صلاة الوتر.