من هو قاتل عمار بن ياسر رضي الله عنه

من هو قاتل عمار بن ياسر رضي الله عنه
من هو قاتل عمار بن ياسر رضي الله عنه

من هو قاتل عمار بن ياسر رضي الله عنه ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ عمار بن ياسر -رضي الله عنه- صحابيٌّ جليلٌ من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيص الحديث عنه، حيث سيتمُّ ذكر نبذةٍ عنه وسيتمُّ الإجابة على السؤال المطروح في مقدمة هذا المقال.

من هو قاتل عمار بن ياسر رضي الله عنه

قُتِل الصحابيُّ الجليلُ عمارُ بن ياسرْ على يدِّ أبو الغادية الجهنيّْ، وكان ذلك في واقعة صفين في العام السابع والثلاثين للهجرة، وقد بلغ عمره آنذاك الثالثة والتسعون، ومن المعلوم أنَّ واقعة صفين حدثت بين جيش علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وجيش معاوية بن أبي سفيان، ويرجع سبب هذه المعركة إلى عدم قصاص علي بن أبي طالب من قتلة عثمان بن عفان.[1]

شاهد أيضًا: من هي المرأة التي شاركت في غزوة أحد

فتنة مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه

من المعلوم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عن مقت عمار بن ياسر: “ويْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إلى الجَنَّةِ، ويَدْعُونَهُ إلى النَّارِ”،[2] ومن المعلوم أيضًا أنَّ عمارَ التحق بجيشِ عليٍ -رضي الله عنه- وأنَّ أبا الغادية كان من جيشِ معاوية، وبناءً على ذلك هل معاوية بن أبي سفيان يعدُّ من الفئة الباغية؟ وهل هو من أهل النار؟ هذا ما سيتمُّ بيانه في هذه الفقرة، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • لم يرد في الحديث الشريف ما ينصُّ على أنَّ جيش معاوية باغيًا، بل المقصود بالطائفة الباغية هي من حملت على عمارَ حتى قتلته، ومن رضيت بقتله أيضًا، بينما من لم يرضَ بقتله لا يدخل في هذه الفئة الباغية، وقد كان عددًا من الصحابة الذين التحقوا بجيشِ معاوية من لم يرضى بقتِ عمار، حتى معاوية ذاته لم يرضَ بذلك، وهذه قول ابن تيمية.
  • البغي لا يخرج من دائرة الإيمان، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}،[4] ووجه الدلالة من ذلك أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- وصفهم بالإيمان رغم وجود الاقتتال والبغي.
  • البغي ذنبٌ كغيره من الذنوب التي يُمكن أن يقع به المسلم بقصدٍ فيأثم عليه، ومن الممكن أن يقع به من غيرِ قصدٍ على سبيل الاجتهاد، فلا يأثم عليه، إن كان من أهل الاجتهاد، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا حَكَمَ الحاكِمُ فاجْتَهَدَ ثُمَّ أصابَ فَلَهُ أجْرانِ، وإذا حَكَمَ فاجْتَهَدَ ثُمَّ أخْطَأَ فَلَهُ أجْرٌ”،[5] ومن المعلوم أنَّ معاوية كان صحابيًا من أهل الاجتهاد، وقد كان مجتهدًا في قتاله لعليّْ، فهو بإذن الله لا يكون آثمًا.

شاهد أيضًا: ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في شهر رمضان

نبذة عن عمار بن ياسر رضي الله عنه

هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك المذحجي ثم العنسي أبو اليقظان، وأمُّه هي سمية وهي أوَّل شهيدةٍ في الإسلام، ويرجع أصل أباه إلى اليمن، لكنَّه جاء إلى مكة مع أخويه بحثًا أخٍ لهم، فعاد أخويه إلى اليمن وبقي ياسر في مكة المكرمة، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وتزوج أمة له يقال لها: “سمية” فولدت له عمار فأعتقه أبو حذيفة؛ ومن هنا صار عمار مولى لبني مخزوم، وقد كان عمارْ آدمًا طويلًا أشهل العينين، وبعيد ما بين المنكبين، ومن المعلوم أنَّه كان من السابقين إلى الإسلام، حيث أسلم في دار الأرقم هو وصهيب بن سنان في وقتٍ واحد، وقد كان إسلامهما بعد بضعٍ وثلاثين رجلًا.[6]

شاهد أيضًا: ما هي أول غزوة للرسول صلى الله عليه وسلم وما هي الغاية من غزوات الرسول

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال من هو قاتل عمار بن ياسر ؟ كما تمَّ الحديث عن فتنة مقتله، وبيان ما غن كان معاوية هو المقصود بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المذكور في مقتلِ عمارَ أم لا، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عن الصحابيِّ الجليل عمارَ بن ياسرْ.

المراجع

[1]islamstory.comعمار بن ياسر3/6/2021
[2]صحيح البخاري، البخاري، أبي سعيد الخدري، 447، حديث صحيح
[4]الحجرات: 9-10
[5]صحيح البخاري، البخاري، عمرو بن العاص، 7352، حديث صحيح
[6]islamstory.comعمار بن ياسر3/6/2021